منذ فترة طويلة لم تجر مباراة على ملعب الأمير عبدالله الفيصل عصراًَ، إذ اعتادت الجماهير السعودية أن تكون اللقاءات مساءً، وعلى رغم التوقعات بأن يؤثر ذلك في الحضور الجماهيري، إلا أن الجماهير زحفت تجاه ملعب جدة ملبية نداء الوطن ومؤازرة"الأخضر"في مواجهته التجريبية أمام منتخب سورية، ولكن نتيجة اللقاء جاءت مخيبة لآمالهم، خصوصاً في شوطها الأول، فلم يظهر المنتخب السعودي في الصورة المتوقعة منه في ظل الإعداد الذي يجريه منذ أشهر، ولم تتحمس الجماهير كثيراً في هذا الشوط كونه جاء بارداً في مستواه الفني، على رغم أفضلية السيطرة أحياناً لقائد"الأخضر"نواف التمياط ورفاقه، وجاءت تهديدات الهجوم السعودي لمرمى المنافس في خجل عدا مرة خرج فيها ياسر القحطاني عن حيائه وسجل هدف السبق 39. وسهل مدافع المنتخب السعودي حمد المنتشري من مهمة الهجوم السوري وعادل النتيجة لمصلحة المنافس عندما لعب كرة بالخطأ في مرمى الدعيع. ولم يكن الشوط الثاني أفضل حالاً من سابقه على رغم أن البرازيلي باكيتا زجّ ب 6 تغييرات بكل من أحمد الصويلح وأحمد البحري وعبده عطيف وعلاء كويكبي ومحمد مسعد ومناف أبو شقير بدلاً من عيسى المحياني وأحمد الدوخي ونواف التمياط ومحمد الشلهوب، ومع ذلك لم تقدم عناصر المنتخب السعودي ما يشفع لها، ولم يظهر"الأخضر"في حلته الزاهية، وعاب على أدائه عدم الجدية في استثمار الفرص التي تهيأت له، وفي المقابل نشط المنتخب السوري جيداً وهدد مرمى الدعيع في زيارتين مع مطلع هذا الشوط بفضل تحركات زياد شبو، ولكن سرعان ما عاد اللعب إلى الانحصار منتصف الملعب حتى أنهى حكم اللقاء علي المطلق التجربة التي لم تلق استحسان أنصار الكرة السعودية. السعوديون لم ينزعجوا كثيراً للنتيجة، فهم يرون أن الأهم يجب أن يظهر في مباراة المنتخب أمام اليمن الأربعاء المقبل، في إطار التصفيات الآسيوية، وهو ما يذهب إليه في كل مرة المدرب باكيتا، الذي يرى أن التجارب الاستعدادية تهدف إلى الوقوف على جاهزية اللاعبين قبل خوض المعتركات الحقيقية. وعلى رغم أن الأداء السعودي لم يرق إلى الصورة المتوقعة، إلا أن معالم التشكيلة الأساسية بدأت تتضح بشكل كبير، وهو ما يعني أن باكيتا توصل إلى التوليفة النهائية للمنتخب. واعترف مدرب"الأخضر"بمشكلة متوسطي الدفاع، قائلاً انه يسعى لمعالجتها، وهي الثغرة بين تكر والمنتشري والحال نفسه عند عطيف وكريري، إذ إن الأخير لم يلعب قرابة 20 مباراة.