بدأ المطرب اللبناني ربيع الأسمر حياته الفنية وفي يده جائزة ذهبية من برنامج"ليالي لبنان"عام 1988. حاول أن يرسم طريقه الفني خارج لبنان لكن الظروف لم تساعده. فقرر من جديد العودة إلى البلد حيث انطلق مع التراث الغنائي العربي المتنوع بين الخليجي والعراقي والجبلي والبدوي. في لقاء مع"الحياة"، يتحدث الأسمر عن مشواره الذي امتدّ أكثر من 18 سنة ولونه التراثي والوسط الفني. لماذا اعتمدت الغناء الفولكلوري في كل أغانيك؟ - اشتهرت باللون الفولكلوري من خلال تقديم أغان تراثية. لكنني عمدت الى تنويع اللهجات. لذلك اخترت اللون البلدي المصري والخليجي وهذا ما اكسبني جمهوراً عريضاً. لم أحصر غنائي في لون واحد، أضف إلى ذلك أنني آت من القرية، وقد شربت هذا اللون الغنائي مع مياهها العذبة. أعتقد أن شخصيتي القروية ميزتني عن بقية المطربين، فلهجتي مختلفة إلى حدٍّ ما، لكنها صادقة آتية من القلب. وما يخرج من القلب يدخل بسهولة إلى قلب المستمعين. هذا فضلاً عن بحثي الدائم عن الفكرة المميزة، فأنا لا اتبع العشوائية في الفن. أدرس خطواتي وابتعد من التكرار والتقليد. قلائل هم الذين يقدمون نمطي الغنائي نفسه، غنيّت"البصارة و"معليش"و"حكاية أم احمد". باختصار، عشقي للتراث جعلني أحترم خصائصه، وألا أضيع في موضة الفن الحديث من خلال اعتماد أساليب رخيصة. لذا تراني صوّرت القرية في أحلى صورها، وغنيت لها ولجارتي أم احمد، وللفتاة التي عاشت بعيداً من ضوضاء المدينة. وأنا احمل اسم لبنان عالياً في جولاتي في بلدان الاغتراب، فأذكر المهاجر بالقرية وبراءة الطبيعة واللهجة المنسية والعادات والتقاليد والتراث. ألبومك الجديد هو الحادي عشر في مشوارك. مع من تعاملت فيه، وما هي الألوان التي اعتمدتها؟ - هو أول ألبوم أنوّع فيه إلى هذه الدرجة، غنيت الخليجي والعراقيواللبناني البلدي والقروي، لكنني لم أوفق في اختيار الأغنية المصرية. في هذا الألبوم، سجلت 11 أغنية واخترت بينها تسعاً لتكون في العمل، حرصاً مني على عدم تشتيت المستمع لتأخذ كل أغنية حقها، وتركت أغنيتين لأضيفهما إلى المجموعة الجديدة في مرحلة مقبلة. والأغاني هي:"طلوع الروح"كلمات حسين إسماعيل وألحاني، و"خطوة جديدة"و"آخر كلمة"كلمات نزار فرنسيس وألحان سمير صفير، و"أربع بنات"كلمات وسيم غانم وألحان محمد قصاص، و"كتر الله متالك"كلمات جواد الساعدي وألحاني، و" يا زينة"و"احزن يا قوس"كلمات رامز خليل وألحان ماهر ثائر العلي، و"يا دار"كلمات حسين إسماعيل وألحان محمد قصاص و"يا رب ساعدني"كلمات وألحان ياسر جلال. وأذكر هنا أن الألبوم من إنتاجي الخاص وتوزيع شركة"روتانا"التي ستهتم بنشره في كامل أرجاء الوطن العربي والغرب. لحنت أغنيتين في الألبوم، هل لديك تجارب مع مغنين آخرين؟ - التلحين بالنسبة إلي موهبة أمارسها كهواية. لكنني ألحن فقط لنفسي ولم أقدم أي لحن لمطربين آخرين، ربما لأنني لا أملك الجرأة في دخول الساحة الفنية كملحن. المعروف عنك أنك تلحن وتغني وتمثل وترسم، هل تعتبر نفسك فناناً شاملاً؟ - أحاول أن أكون فناناً شاملاً، أجمع كل المجالات الفنية التي لدي موهبة فيها. قدمت اكثر من عمل تمثيلي في فيلم"الانتفاضة"مع الفنانين فريد شوقي وماجدة الخطيب ومنى واصف وفي فيلم"الجهة الخامسة"مع الفنان أحمد الزين، وشاركت في مسرحيات عدة. وإذا عرض عليّ عمل مهم لن أتأخر. أما بالنسبة إلى الرسم فأنا ارسم بعض اللوحات والوجوه وتبقى بالنسبة إليّ هواية لم أتفرغ لها كلياً. ما رأيك ببرامج الهواة؟ - أنا بدأت في برنامج للهواة لكن الظروف لم تساعدني. لا أحبّذ فكرة تسليط الضوء وتأمين النجاح لمن لا يملك الموهبة. في"ستار أكاديمي"مثلاً، الذي نرى فيه المشترك يصور أثناء دخوله إلى الحمام وهو نائم وقدمه ظاهرة وفجأة يصير هناك نجماً، ولكن ماذا يفعل هذا النجم؟ وما هو عمله؟ هل هو مطرب؟ فيقال لنا نحن نقدم فناناً ليس بمطرب وليس بممثل وليس براقص وليس بمذيع، وهنا يضيع المشاهد ويتفرج كل الوقت عليه ليرى من هو البطل. أنا بدأت منذ عام 1988 وأنتظر الفرصة لأصل، وقال عني رفيق حبيقة إن عبد الله ناصر الدين وهو اسمي الحقيقي، لو كان في العراق لكان النجم الأول ، وصار هناك اعتراض على كلامه لأنني لا أزال هاوياً. بينما اليوم نجد المغني صار بأسبوع واحد نجماً وفي النهاية لا يكون لديه مقومات النجم. مع أن القصة قديمة، لكن ما هي حقيقة قضية أغنية"الحاصودي". أنت تقول إنك سمعتها أولاً، وعلي الديك ينسبها إليه، كذلك محمد اسكندر؟ - أنا سمعتها لكنني أقول إنها ليست لي. لدي صديق يعيش في فنزويلا ووالدته تعرف الأغنية وكانت ترددها، أي أن الأغنية تراثية وعمل على صيغتها الجديدة الملحن ماهر العلي، ويوم سألته عن قصة الأغنية، قال صراحة إنه تنازل عنها لمحمد اسكندر، وأصدرها علي الديك ومحمد اسكندر في وقت متقارب، وبعدما كان ماهر أعطاها لعلي تنازل عنها ثانية لمحمد اسكندر لقاء ثمنها. بينما أنا غنيت الأغنية أولاً بلحنها وبكلام مختلف، وسميّتها"مشاع"لأنها تراثية. معظم أعمالك تحمل تواقيع شعراء سوريين، هل تجد أنهم غزيرون في تقديم الكلمة الشعبية أو البدوية؟ - معظم الذين تعاملت معهم هم من الساحل ومتميزون باللون الشعبي، كما أنني أخذت كلمات أغنية"أم أحمد"من الشاعر حسين إسماعيل، وهو شاب لبناني من منطقة البقاع. في شكل عام أبحث عن الكلمة النادرة بأي لهجة وأحب أن تكون في الأغنية لفتة أينما وجدت في لبنان أو سورية أو العراق. تغني الكثير من الأغاني العراقية، هل يمكنك من خلالها أن تتفوق على المطربين العراقيين؟ - لدي جمهور في العراق، يطلبون أغانيّ في الإمارات في المحطات التي تبث للعراق ربما لأن لهجتي في الغناء قريبة منهم. لكنني لن أصل إلى مكانة مطربي العراق عند العراقيين. لكنك ماهر في أداء الشجن العراقي؟ - أنا ابن قرية بقاعية من الهرمل وابن العاصي، والمعروف عن أهل المنطقة أنهم يغنون العتابا والمواويل في كل الأوقات. لا اعرف من أين يكتسبون جودة الصوت ربما من الهواء أو المياه أو صلابة الأرض، حاولت أن أضيف إلى موهبتي الدراسة والإطلاع على الثقافات الفنية الأخرى. ماذا ينقصك للوصول إلى النجومية؟ - اليوم لا ينقصني شيء، فمن يقدم عملاً فنياً صحيحاً يصل إلى مستوى جيد من النجومية.