اعتبرت سورية أمس، تقرير لجنة بيكر - هاملتون حول السياسة الأميركية في العراق،"موضوعياً"وخصوصاً في دعوته الى دور أكبر لدول الجوار في المساعدة على إرساء الاستقرار في هذا البلد. وأوضح مصدر في وزارة الخارجية السورية لوكالة"فرانس برس"أن"التقرير موضوعي، وخصوصاً في ما يتعلق بدور دول الجوار العراقي في المساعدة على تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، وتحقيق السلام الشامل في المنطقة". ورحب المصدر ذاته"بقيام سورية وغيرها من دول الجوار بما تستطيع من أجل تحقيق هذا الأمر"، مذكراً بأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم"أكد في بغداد على أن سورية مهتمة بهذا الشأن اهتماماً كبيراً". وكان تقرير المجموعة التي يترأسها وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر والبرلماني الديموقراطي السابق لي هاملتون أوصى بإجراء اتصالات مع ايران وسورية"للحصول على التزام منهما باتباع سياسات بناءة حيال العراق، وغير ذلك من القضايا الإقليمية". كما أوصى التقرير بانسحاب الجزء الأكبر من القوات الأميركية من العراق في حلول 2008. وأكد المصدر السوري أن"ما جاء حول ضرورة السلام الشامل هو موقف إيجابي يأخذ في الاعتبار جذور المشاكل التي تؤدي الى التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الاوسط". ورأت لجنة بيكر أن الولاياتالمتحدة"لا يمكنها أن تحقق أهدافها في الشرق الأوسط، ما لم تعالج مباشرة النزاع العربي الإسرائيلي وعدم الاستقرار الإقليمي". من جهتها، كتبت صحيفة"تشرين"الحكومية أن"الأميركيين أخطأوا منذ البداية في العراق، واستمروا في الخطأ في طريقة استفزازية، بدلاً من أن يستمعوا إلى وجهة نظر سورية ... إلى أن وصلوا الآن الى ساعة الحقيقة وتسديد فواتير الأخطاء". وأضافت الصحيفة أن"سورية بلد شقيق وجار للعراق وطرف أساسي في الصراع العربي الاسرائيلي والحوار معها في الشأن العراقي شيء طبيعي وضروري ولا منة فيه لأحد". وأكدت أنه"يمكن في كل سهولة الوقوف على صحة مواقف سورية، وخصوصاً في ما يتعلق بقضيتي فلسطينوالعراق ... وأكثر ما تتضح هذه الحقيقة في مواقف الذين استعجلوا الاتهامات". وأشارت خصوصاً الى"الادارة الاميركية التي دعت على لسان وزير دفاعها روبرت غيتس الى الحوار مع سورية في ما يتعلق بالشأن العراقي، بعد ثلاث سنوات من التهديد والوعيد الذي كان يطلقه صقور ادارة بوش من المحافظين الجدد". وفي هذا السياق، حض السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة الأمير تركي الفيصل واشنطن على عدم سحب القوات الاميركية من العراق فجأة، وأن تدعم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي باعتبارها أفضل أمل للاستقرار. وقال الامير تركي الفيصل إن الانسحاب السريع"سيوجد فراغاً ضخماً"، وأضاف أمام مجلس الشؤون العالمية في فيلادلفيا أنه لا يمكن النصح بأن تعبىء الولاياتالمتحدة قواتها ببساطة وتنسحب. وتابع أن واشنطن"يجب أن تؤكد دعمها حكومة المالكي"، معتبراً أن لا بديل عنها. وقال الامير تركي إن السعودية لا تريد أن يتفتت العراق عبر خطوط دينية أو عرقية، ولا تسعى إلى دعم الأقلية السنية في العراق ضد الطوائف الدينية الأخرى.