أثار قرار وزيرة التعليم في اسرائيل يولي تمير تضمين الطبعات الجديدة للكتب المدرسية في موضوع التاريخ خرائط جديدة تشير الى حدود العام 1967"الخط الأخضر"حنق أوساط اليمين والمستوطنين الذين ردوا بأنهم لن يسمحوا بدخول كتب جديدة تخلو من خرائط"أرض اسرائيل الكاملة" فلسطين التاريخية الى المدارس في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. واوضحت تمير، القيادية سابقا في حركة"السلام الآن"انه لا يجوز تعليم الأولاد اليهود تاريخ اسرائيل من دون أن يعرفوا حدود الدولة التي كانت قائمة قبل حرب حزيران يونيو 1967 موضحة انها لا تقصد بذلك ان تتم اعادة تقسيم القدس الى شطرين او انها تشترط الاشارة الى الضفة الغربية في الخرائط باسمها العربي وانها لا تعارض تسميتها"يهودا والسامرة"كما هو متبع في الخرائط التي يتناولها الطلاب. وأضافت انه لا تجوز مواصلة تدريس الطلاب وفقا للخرائط الحالية التي لم تأت على ذكر الحدود الدولية ولا على الخط الأخضر بل تعتبر غزة جزءا من اسرائيل. وزادت ان من غير المعقول ان لا يطلع الجيل الناشئ على الواقع الذي كان قبل 1967 على نحو يساعدهم على فهم السجال السياسي الدائر منذ عقود أربعة حول الصراع العربي - الاسرائيلي. وتابعت:"كيف لهم ان يفهموا القرار الدولي 242 او الاتفاقات الموقعة لاحقا مع دول عربية من دون تلقينهم دروسا صحيحة عن تاريخ المنطقة". وزادت انه لا تجوز مطالبة الدول العربية المجاورة بأن تشمل الخرائط في كتب التعليم حدود العام 1967 وأن تشير فيها الى اسرائيل بالاسم"وفي الوقت ذاته يشطب جهاز التعليم في اسرائيل هذه المعلومات من كتب التدريس ومن وعي الطلاب". وطالب رئيس حزب"مفدال"اليميني أحد قادة المستوطنين زفولون اورليف رئيس الحكومة بالتدخل فورا"لكبح سياسة السلام الآن التي تريد الوزيرة تمير املاءها على جهاز التعليم". واشار الى ان الوزيرة اعطت أخيرا تعليمات للمدارس الرسمية بالحديث عن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948. وتبارى سائر اركان اليمين في التهجم على الوزيرة"اليسارية""التي تجاوزت الحدود". على صلة أشار الاستاذ الجامعي البروفيسور يورام بار غال أشار في أبحاث قام بها حول مضامين كتب التعليم في المدارس الاسرائيلية الى ان اركان المستوى السياسي في اسرائيل عمدوا الى تلقين"الطلبة الاسرائيليين الخريطة الذهنية لاسرائيل على نحو يؤثر في حوافز الشباب للدفاع مستقبلا عن حدود اسرائيل". وأضاف ان اسرائيل تنظر الى الخرائط باعتبارها احدى وسائل التثقيف"ويدرك أقطابها واركان الحركة الصهيونية ان الخرائط تحظى بثقة عالية لدى الجمهور وعليه تم استغلال هذه الحقيقة على نحو يخدم السياسة الاسرائيلية". وأضافت زميلته البروفيسور نوريت بيلد ان جهاز التعليم في اسرائيل عمد حتى بعد اتفاقات اوسلو الى"طمس الخط الأخضر"في الخرائط التي يستعين بها الطلبة، وتجاهل أيضا مدنا عربية كبرى داخل اسرائيل وسمى الضفة الغربية"يهودا والسامرة"بغية اعتبارها جزءا لا يتجزأ من اسرائيل.