استقبل رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية عين التينة أمس، وفداً من نواب قوى 14 آذار ضم: بطرس حرب، وليد عيدو، اكرم شهيب، انطوان غانم وايلي عون، في حضور النواب: ايوب حميد، غازي زعيتر وعلي حسن خليل. وبعد اللقاء، أكد حرب باسم الوفد أن"الاجتماع يأتي في ضوء التطورات الحاصلة في البلاد وبعض الأخبار التي وردت حول إمكان اندساس أشخاص كطرف ثالث في محاولة لإشعال فتنة"، مشيراً إلى أن"من واجبنا المجيء للاجتماع بالرئيس بري كرئيس للمؤسسة الدستورية الأم أي المجلس النيابي وليس كطرف من أطراف الصراع بغية البحث معه في الوسائل التي تسمح بتفادي وقوع البلاد في منزلق، وبالتالي التفتيش عن مخرج يشرف كل الأطراف من ناحية، ويحقق المصلحة الوطنية من ناحية ثانية". ولفت حرب إلى أن"ليس في قدرة أي فريق أن يمارس ما يسمى الضغط والغلبة على الفريق الآخر. نحن لبنانيون محكومون بالعيش في ما بيننا، ومحكومون بالتفاهم على المستقبل"، مذكراً بأن"هناك مؤسسات يجب أن تعمل وأن هناك دستوراً يرعى علاقاتنا في ما بيننا كلبنانيين، وفي الأزمة التي نقع فيها يجب العودة إلى هذه المؤسسات والاحتكام إلى أحكام الدستور". وأمل حرب"أن تستمر هذه المساعي في محاولة للوصول إلى مخارج يمكن أن تؤدي إلى سحب الاحتقان من الشارع، والعودة إلى الحياة الديموقراطية السليمة في لبنان"، مشيراً إلى أن المساعي عبارة عن"افكار ليست للبحث بصورة علنية، طرحنا أفكاراً عدة سيعلن عنها في الوقت المناسب إذا وجدنا ذلك مناسباً". ورداً على سؤال، قال حرب:"لا اعتقد ان في جو كهذا يمكن الحديث عن استقالة حكومة، فالحكومة موجودة بحكم الأكثرية التي تتمتع بها في مجلس النواب"، معتبراً ان"مجال المقارنة غير صحيح بين الظرف الحالي وبين الوقت الذي اغتيل فيه الرئيس رفيق الحريري". وأضاف:"نحن من موقع معرفتنا بأن هذه الحكومة لا تزال تتمتع بأكثرية في المجلس النيابي، ومن موقع معرفتنا بأن مصلحة البلد تستدعي التفاهم بين القوى السياسية للتفتيش عن مخارج، جئنا لنجتمع برئيس المجلس للتفتيش معاً عن مخرج مشرف لكل الناس، يصب في مصلحة لبنان واعتقد أن أي شرارة ممكن أن تحصل لن تكون لمصلحة أي من الطرفين وستؤدي بالنتيجة إلى كارثة وطنية يجب علينا السعي لتفاديها". كما لفت إلى أن"المساعي لم تفشل بكاملها، والتشاور لم يسقط، وعملية التشاور هي عملية مستمرة وأود أن اذكر بأن قوى الأكثرية وافقت على حكومة الوحدة الوطنية ولم تكن ضدها إطلاقاً، إنما البحث هو في كيفية تشكيل هذه الحكومة وفي برنامج عمل هذه الحكومة وفي وجوب الاتفاق على برنامج عمل هذه الحكومة". وعن الثلث الضامن، أجاب:"هذا موضوع تفصيلي، لنرى الثلث الضامن لمن. هناك ثلث ضامن، إذا حذفت الثلثين الضامنين وأعطيت الثلث الضامن تكون قد خلقت المشكلة في الجانب الآخر. ليس المطلوب أن ينكسر أي من الفريقين. نحن لا نقبل أن تنكسر المعارضة، فهي جزء من الشعب اللبناني، كما لا نقبل أن ننكسر لأننا أيضاً جزء من الشعب اللبناني. هذه هي الروحية التي يجب أن تتحكم بالمساعي التي نقوم بها، وهذا ما نسعى للقيام به والتفاهم مع دولة الرئيس بري، وأملنا أن نوفق في التوصل إلى شيء ينزع فتيل الانفجار في البلد. هناك حالة من التشنج يجب السعي إلى إنهائها والتفتيش عن مخارج". وأكد حرب أن بري منفتح على الأفكار التي طرحت، وقال:"نحن أيضاً في المقابل منفتحون ونسعى كي نتعاون في ما بيننا، وعلى الأقل العودة إلى الحوار"، مشيراً إلى أن"الاتصال اليوم هو انطلاق لآلية جديدة من الكلام مع بعضنا بعضاً والعودة الى الكلام العقلاني بعيداً من ضجة الشارع للتفتيش عن مخارج سوية". وقال:"نحن نعتبر هذا الشارع شارعنا وهذا الوطن وطننا وهؤلاء الناس ناسنا". ثم استقبل بري الوزير السابق سليمان فرنجية والمعاون السياسي للأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل.