يحتفل ضيوف بيت الله الحرام في منى اليوم بحلول أول أيام عيد الأضحى، بعد وقوفهم أمس بعرفة. ووقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمس مشروع جسر الجمرات، خلال زيارة تفقدية اطمأن فيها الى الاستعداد لاستقبال وفود الحجاج، ودشن خلالها المرحلة الأولى من المشروع، في حضور عدد من المسؤولين السعوديين. وقال المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، في الخطبة التي ألقاها في عرفات"إن المسلمين أصيبوا في دينهم وبلادهم وخيراتهم وانتهاك حرماتهم وتكالب الأعداء عليهم، والأشد من ذلك خروج بعض المسلمين يتاجرون بمصالح أمتهم لأطماع إقليمية أو لأغراض مادية". وحذر من"ان قضايا الأمة المصيرية تباع بأرخص الأثمان في سوق الخيانة والغدر... أفيقوا فالمنافقون قد ظهر سوقهم، هذا يبيع أعداء الإسلام قلمه بما يخط ويكتب، وذاك يبيعهم نفوذه، وذا يبيع فصاحته وخطابته، سلع تباع بأرخص الأثمان". وقال وزير الشؤون البلدية رئيس هيئة تطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة الأمير متعب بن عبدالعزيز في كلمة ألقاها أمام الملك عبدالله عند جسر الجمرات، ان المشروع"يعد نقلة نوعية في كل جانب من جوانبه الإبداعية"، مشيراً إلى"أن هذا المشروع الذي مر بمرحلته الأولى سيسهم في سلامة الحجاج أثناء رمي الجمرات"، وموضحا"أن المشروع يجمع بين الرحابة والسعة في كل أدواره ويحقق أعلى درجات الانسيابية وأعلى معايير السلامة والأمان، وامتزجت فيه الإضاءة المريحة بالهواء المبرد، وتم تنفيذه على مساحة 170 ألف متر مسطح شملت القبو والدور الأرضي، إلى جانب تنفيذ 125 ألف متر من خطوط الهاتف والكهرباء وخزانين للمياه بسعة 50 ألف متر مكعب". والى ذلك، سجلت خطة تصعيد الحجاج الى عرفات وخطة النفرة إلى مزدلفة نجاحاً ملموساً، واتسمت حركة قوافل الحجيج بين المشعرين بالانسيابية التامة، فيما حلقت الطائرات العامودية في الطرق المؤدية من والى عرفات لمتابعة تصعيد الحجيج ونفرتهم الى مزدلفة. ويتقاطر الحجيج اليوم عائدين الى منى لرمي الجمار وذبح الهدي والتحلل من الإحرام، في الوقت الذي اتخذت فيه الجهات المعنية بشؤون الأضاحي والهدي كل استعداداتها لجزر ما يقارب مليوني أضحية، فيما تمركزت الجهات البلدية الرقابية بخصوص الحلاقة حول مناطق الجمرات لاستقبال أكثر من مليونين و250 ألف حاج. من جانبه، قال ل"الحياة"وزير الحج السعودي الدكتور فؤاد فارسي ان"الإحصاءات الأخيرة أكدت أن عدد الحجاج قفز هذا العام الى 2.25 مليون، بينهم 1.6 مليون من خارج البلاد، فيما تضاربت الأنباء عن المتسللين الى داخل مكةالمكرمة من الحجاج السعوديين والمقيمين في البلاد ومن دول الخليج، والذين تسببوا في أزمة افتراش الطرقات داخل المشاعر من دون ان يُسجلوا في إحصاءات الجهات الرسمية. وبدوره أكد الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني خلو حج هذا العام من"أية أمراض وبائية، غير ان برودة الأجواء أسهمت في ازدياد حالات الإصابة بالرشح، والأنفلونزا، على عكس الأعوام الماضية التي كانت تسجل إصابات متزايدة في ضربات الشمس والإجهاد الحراري". وذكر ان وزارة الصحة السعودية صعدت 15 حاجاً مريضاً عبر سيارات الإسعاف، لتمكينهم من الوقوف بعرفة، إذ إن الحج لا يكتمل إلا بالوقوف في هذا المشعر.