أعلن المرشح الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية جون كيري رسمياً أمس، اختياره سيناتور كارولاينا الشمالية جون إدواردز مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، ليخوض إلى جانبه السباق إلى البيت الأبيض، والتصدي للرئيس الجمهوري جورج بوش ونائبه ديك تشيني. وقال كيري 60 عاماً لمناصريه في مهرجان في وسط مدينة بيتسبرغ ولاية بنسيلفانيا: "يسرني أن أعلن أن بمساعدتكم، سيكون السيناتور جون إدواردز نائب رئيس الولاياتالمتحدة المقبل". وأشاد "بشجاعة وتصميم ومهارة" إدواردز وأهليته للمنصب، مؤكداً لأنصاره أنهما سيشكلان "فريقاً يقود البلاد على طريق أفضل". وقال: "لن نقدم أبداً أنا وجون إدواردز على إرسال أولاد وبنات أميركا إلى الخطر، من دون أن نقول الحقيقة للأميركيين". ومعلوم أن إدواردز كان نافس كيري على ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة، ثم انسحب بعد حصول الأخير على تأييد كبير في انتخابات الديموقراطيين التمهيدية. وأبلغ كيري إدواردز باختياره في اتصال هاتفي معه صباح أمس. لكنه لم يطلب منه الحضور إلى بيتسبرغ كي يبقى النبأ سراً إلى حين إعلانه. وبذلك يكون الفريق الرئاسي للديموقراطيين يضم تيارين مهمين: الليبيرالي من الشمال الشرقي المتمثل في كيري والديموقراطي المعتدل الجنوبي المتمثل في إدواردز. وقبل إدواردز بالمنصب بعد تعنت، لا سيما أنه رفض مراراً الفكرة حتى بعد إعلان انسحابه إثر هزيمته في "الثلثاء الكبير". اجتماع سري وكانت الأنظار تحولت إلى إدواردز قبل إعلان النبأ، خصوصاً أنه قطع الأسبوع الماضي إجازته العائلية ليجتمع سرّا مع كيري في واشنطن، وفقاً لتأكيدات مصادر في المعسكر الانتخابي للمرشح الديموقراطي. وكان كيري أعلن الاثنين، أنّه "لم يتخذ بعد موقفاً محدداً"، قائلاً: "إنني سأواصل التفكير حتى أعلن قراري على الملأ". وفضّلت غالبية أعضاء الحزب الديموقراطي إدواردز، علماً أن كيري لم يخف اهتمامه بكلّ من منافسه السابق في الانتخابات ديك غيبهارت والسيناتور بوب غراهام ومحافظ آيوا توم فيلساك. ويذكر أن في وقت كانت المنافسة على المقعد الجمهوري في أوجها، برز اسما المرشح ويسلي كلارك والرئيس السابق بيل كلينتون لمنصب نائب الرئيس، لا سيما أن الذراع اليمنى لكيري هو الديموقراطي المخضرم جيم جونسون صاحب الأسلوب غير التقليدي في اختيار المرشحين. وتلا ذلك إشاعة تحدثت عن رغبة كيري في اختيار السيناتور الجمهوري جون ماكاين، الأمر الذي رفضه الأخير في شكل قاطع. مهمات نائب الرئيس ولا تقل آلية اختيار نائب الرئيس الأميركي أهمية عن عملية اختيار الرئيس نفسه، حتى أن أداء بعض نواب الرؤساء طغى على الرؤساء أنفسهم. واتهم تشيني بتسيير الرئيس بوش تماماً كما اتهم آل غور قبله في عهد الرئيس كلينتون. وحدد الدستور الأميركي صلاحيات نائب الرئيس وآلية خلافته للأخير منذ عام 1792، وخضع بند النيابة لثلاثة تعديلات لاحقة. وينص قانون الخلافة لعام 1792على أن ينوب الرجل الثاني عن رئيس البلاد في حالات الوفاة والاستقالة أو الإقالة. ونص البند ال25 للدستور، في حال عجز الرئيس أو عزله ونزع صلاحياته، على رفع رتبة نائب الرئيس حتى يشغل موقع رئيس البلاد، متمتعاً بصلاحياته كلها. وكان أول تعديل دستوري للقانون المذكور عام 1988، جعل خلف نائب الرئيس أحد الوزراء. أما قانون النيابة لعام 1947، فجعل الوزراء في جهوزية لخلافة نائب الرئيس منذ تعيينهم وزراء. وجاء آخر تعديل عام 1967، محدداً شروط خلافة النائب للرئيس تاركاً منصبه الأول خالياً. عيد ميلاد بوش وتزامن إعلان المرشح الديموقراطي مع عيد ميلاد الرئيس الجمهوري جورج بوش الثامن والخمسين، والذي كان من المقرر أن يقيم مساء أمس حفلة في البيت الأبيض دعا إليها عدداً من الوجوه السياسية. وغاب عن لائحة المدعويين الرئيس السابق بيل كلينتون، على رغم إشادته به الشهر الماضي، خلال إزاحة الستار عن لوحة له ولزوجته في البيت الأبيض. وتلقى بوش اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتهنئته في المناسبة.