كشف اللقاء الثلاثي الذي ضم الامين العام ل "الحزب الاسلامي" طارق الهاشمي والقيادي في "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" عادل عبد المهدي والقيادي في "الحزب الديموقراطي الكردستاني" روز نوري شاويس في بغداد منتصف الاسبوع الجاري عن عودة المباحثات حول تشكيل جبهة من القوى السياسية المعتدلة بعد توقفها طيلة الاسبوعين الماضيين، ما أثار حفيظة "حزب الدعوة" الذي عبر عن "القلق" من هذه التحركات. وذكر النائب اياد السامرائي نائب الامين العام ل "الحزب الاسلامي" ل "الحياة" ان حزبه"ابدى مجموعة من الملاحظات حول فكرة تشكيل الجبهة"، أبرزها"الخشية من تفسير انبثاق هذه الجبهة على انها اصطفافات قد تكون موجهة ضد هذا الطرف او ذاك"، وذكر ان"الحزب الاسلامي يؤيد اي تكتل يعمل على انجاح حكومة الوحدة الوطنية وتفعيل برنامجها السياسي وتجاوز المعوقات التي رافقت عمل الحكومة طيلة الفترة الماضية". وأوضح ان"المباحثات مع الاطراف الثلاثة الاخرى المجلس الأعلى والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني تهدف لإيجاد الآليات المناسبة لتفعيل أداء حكومة الوحدة الوطنية وتنفيذ البرنامج وتحديد الأولويات"التي تتمثل"بتحقيق الامن والتوازن الوطني القومي والطائفي والمشاركة الفعالة في صنع القرار". وأفاد السامرائي بأن"الفكرة الاولى التي طرحت كانت تشكيل جبهة تضم 4 أحزاب فقط، تضم الاسلامي والمجلس الأعلى والحزبين الكرديين باعتبارها الاحزاب القوى التي اطلقت العملية السياسية في العراق، الا اننا تساءلنا عن موقع حزب الدعوة من هذا التحالف واكدنا ضرورة ان يكون جزءاً من الجبهة"، وشدد على ان المطلوب"ايجاد تكتل او قوة سياسية تكون مسؤولة عن البحث في التفاصيل، وتقرر في موضوع تنفيذ البرنامج السياسي الموضوع للحكومة"نافياً طرح اي طرف فكرة تغيير رئيس الحكومة"بصورة جدية". وقال الشيخ جلال الدين الصغير، القيادي البارز في"المجلس الاعلى"ان"المباحثات حول تشكيل الجبهة المذكورة ما زالت مستمرة، ولم تمت كما تصور البعض"، مشيراً الى ان"بعض القوى رفعت سقف مطالبها للانضمام الى الجبهة، وتسعى المفاوضات الى خفضه". وأوضح الصغير ان القوى المعتدلة التي يعنيها"المجلس الاعلى"بدعوته"هي القوى الداعمة للحكومة ذات التوجهات غير المتطرفة والتي تطرح سقف مطالب يمكن تلبيته". وأضاف ان"الاحتقانات الطائفية ادخلت البلد في دائرة العنف، كما ان الانتخابات، ونتيجة للظروف التي رافقتها، عززت هذه الاحتقانات من خلال بروز قوى سياسية لا تتمتع بالخبرة الكافية ومنقادة لجماهيرها بالكامل ما يجعلها تطرح الامور من منظار طائفي". وشدد على ان"هذه الامور مجتمعة اضعفت الحكومة لصالح الارهاب، ما اوجب العمل على جمع القوى التي ندعوها بالمعتدلة". وعن موقع"حزب الدعوة"في هذه الجبهة اكد الصغير ان"حزب الدعوة جزء من هذه الجبهة، خصوصاً وان رئيس الوزراء نوري المالكي كان مشاركاً في هذه المباحثات منذ اليوم الاول". وختم"نحن لا نسعى لاستبعاد او استئصال أي طرف، والمجال مفتوح امام الجميع للانضمام الى هذه الجبهة شرط الاتفاق على دعم الحكومة والعملية السياسية". واكد القيادي في"حزب الدعوة"النائب حيدر العبادي ان المباحثات توقفت خلال الاسبوع الماضي حول تشكيل الجبهة المذكورة لبروز خلافات بين الحزب الاسلامي والاطراف الاخرى الداعية اليها،"ما ادى الى انهيار المباحثات وعودة مسعود البارازاني رئيس اقليم كردستان وزعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني الى اقليم كردستان، كما ان بروز صيحات ناقدة من بعض القوى السياسية واخرى طرحت خشيتها من العمل على تفريق القوى السياسية العراقية وشرذمتها حالت دون استئناف المباحثات. وقال ان"تشكيل هذه الجبهة هو تصغير للعملية السياسية وحرف لها عن مسارها"مشيراً الى ان القوى السياسية التي ترغب في دفع العملية السياسية للامام"عليها ان تعمل على انجاح الحكومة وتسديد خطاها"واكد ان كتلة"الائتلاف العراقي الموحد"ناقشت هذا الموضوع داخل الهيئة السياسية العليا"الا انها لم تخض بالتفاصيل"لافتاً الى ان"الطرف الآخر المجلس الاعلى يؤكد ان هذه العملية تشكيل جبهة غير موجه ضد أي طرف من الاطراف". وزاد انه"من الواضح ان هناك فكرة طرحت وتم تصديرها الى الجانب الاميركي، وتحديداً الرئيس جورج بوش، الذي يواجه ضغوطاً كبيرة، مفادها تشكيل الجبهة المذكورة للخروج من الازمة الحالية". ولفت الى ان"هذا التحالف ليس له هدف واضح او مصلحة عامة محددة ما يعني ان هناك شيئاً ما غير معلن". واعتبر العبادي ان"تشكيل الجبهة الجديدة يخل بالنظام الداخلي للائتلاف الذي يعطي الحق للقوى المؤتلفة بالتحالف مع أي قوة اخرى من خارج الائتلاف شرط ان لا تخل هذه التحالفات بمصلحة الائتلاف". وختم ان"رأي المرجع الاعلى آية الله علي السيستاني في موضوع تشكيل هذه الجبهة كان واضحاً وصريحاًَ، اذ رفض تقسيم الناس الى معتدلين وغير معتدلين، وقال السيستاني ان الاعتدال هو الاقتراب من الله وتحقيق مصالح الناس". وزاد ان"السيستاني اعلن عدم معرفته بهذه التحركات ونفى دعمه لها".