يجري «الائتلاف الوطني العراقي» الجديد مباحثات مع «التحالف الكردستاني» و «القائمة العراقية» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي في محاولة لتشكيل تكتل واسع يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، فيما تحاول «جبهة التوافق» اعادة ترتيب اوراقها وتعزيز تماسكها والمحافظة على الاطراف المشكلة لها وتوسيع تحالفاتها. وكشف نائب رئيس الجمهورية القيادي في «المجلس الأعلى الاسلامي» عادل عبدالمهدي أول أمس ان «الائتلاف الوطني العراقي يجري حوارات مع الحزبين الكرديين الرئيسين بهدف تأسيس جبهة تضم مختلف القوائم للمشاركة في الانتخابات البرلمانية» المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل، مبيناً في تصريحات صحافية من السليمانية ان «الموضوع الابرز الذي جرى البحث فيه مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وقبله الرئيس جلال طالباني، هو فكرة تأسيس جبهة وطنية تضم مختلف القوائم تناقش (تشكيل) وبرنامج الحكومة المقبلة». كما أكد القيادي في «المجلس الاعلى» الشيخ حميد معلة الساعدي ل «الحياة» وجود مثل هذه الحوارات، موضحاً ان «الائتلاف الوطني يجري مباحثات مع التحالف الكردستاني والقائمة العراقية لتشكيل تكتل وطني واسع يخوض الانتخابات المقبلة». وأضاف ان «المشاورات تجرى على أكثر من صعيد وأكثر من جهة، وتشمل الحزب الاسلامي وأطرافاً أخرى في جبهة التوافق»، مشيراً الى ان «تلك المحادثات لم تنضج بعد ولم تصل الى نتائج نهائية». ويضم «الائتلاف الوطني العراقي» معظم مكونات «الائتلاف العراقي الموحد» (الشيعي) باستثناء «حزب الدعوة» برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يتزعم «ائتلاف دولة القانون». وأبرز مكونات «الائتلاف الوطني العراقي» الذي أعلن عنه منتصف الشهر الماضي «المجلس الأعلى» والتيار الصدري و «حزب الفضيلة» و «حزب الدعوة تنظيم العراق» وأحمد الجلبي وابراهيم بحر العلوم وابراهيم الجعفري، اضافة الى قوى سنية منها جماعة علماء المسلمين ومجلس انقاذ الانبار وشخصيات ليبرالية وعلمانية ومستقلة. وعن تطورات الموقف مع «ائتلاف دولة القانون»، أوضح الساعدي ان «الاشارات التي تأتي من جانبه (دولة القانون) متفاوتة ومتذبذبة، لكن، هناك اتفاق على انهائها بعد شهر رمضان المبارك سواء سلباً أو ايجاباً». بدوره اعتبر جابر خليفة جابر، النائب عن حزب الفضيلة المنضوي في «الائتلاف الوطني العراقي» ان «تشكيل قائمة تضم التحالف الكردستاني والائتلاف الوطني العراقي امر صعب وغير ممكن في الانتخابات البرلمانية المقبلة»، مرجحاً «تشكيل تحالف برلماني بعد خوض الانتخابات بين الائتلاف والكردستاني». لكنه أكد وجود «فكرة لتشكيل قائمة وطنية كبيرة تضم جميع الاحزاب الكبيرة ومن جميع المكونات والاطياف»، موضحاً ان «في ضوء المعطيات الحالية، فإن تنفيذ تحالف كهذا امر صعب». أما النائب عن التحالف الكردستاني عبدالباري زيباري، فقال ل «الحياة» ان «المباحثات لا تعدو كونها مشاورات لتفعيل العملية السياسية والبحث في مستقبلها والتحديات التي تواجهها، لا سيما الاستحقاق الانتخابي المقبل». وأضاف ان «التحالف الكردستاني لا يمانع في تشكيل قائمة وطنية موحدة مع القوى المؤمنة بالعملية السياسية وبتنفيذ كل مواد الدستور، لكن الصيغة النهائية لتحالفات كهذه تحددها الصيغة النهائية لقانون الانتخابات الذي سيشرعه البرلمان خلال دورته الحالية». في غضون ذلك أعلن الامين العام ل «الحزب الاسلامي» اسامة التكريتي «ان الحزب يجري حوارات مع مكونات جبهة التوافق العراقية لإعادة ترتيب اوراقها للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة». وأشار في تصريح صحافي الى ان «هناك تحركاً لفتح الحوارات مع بعض الكتل السياسية المهمة، ومنها تجمع المستقبل الوطني برئاسة ظافر العاني، وجبهة الحوار برئاسة صالح المطلك، وقائمة الحل برئاسة جمال الكربولي، وجماعة علماء ومثقفي العراق برئاسة الشيخ عبداللطيف الهميم، وشيوخ عشائر، لتشكيل تجمع واسع للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة». وتتألف «جبهة التوافق» من ثلاثة مكونات هي «الحزب الاسلامي» الذي يرأسه اسامة التكريتي و «التجمع الوطني لمؤتمر اهل العراق» برئاسة عدنان الدليمي و «التجمع الديموقراطي» العراقي برئاسة طه اللهيبي. وكان ظافر العاني أبلغ «الحياة» ان «العمر الافتراضي للجبهة انتهى والحاجة التي تكونت من أجلها انتهت»، مشيراً الى ان «جميع الجهات المشكّلة لها تبحث عن تحالفات أخرى تعتمد الاسس الوطنية وتكون عابرة للطائفية والعرقية».