لم تعد مقاهي الانترنت مكاناً طبيعياً للولوج الى الشبكة العنكبوتية بهدف الحصول على المعرفة والفائدة، بل أصبحت مكاناً للترويح عن النفس ومصدراً للصخب والمشاحنات بين الشباب والمراهقين، بعدما عمد القائمون على تلك المحال الى تقديم كل أنواع الألعاب الالكترونية التي تداعب خيالهم وتثير في نفوسهم الحماسة والاندفاع، وصولاً إلى الخصام والقتال. وبدأت هذه المقاهي، التي انتشرت في السنوات الأخيرة في دمشق ومعظم المدن السورية، تشكل مصدر إزعاج لسكان المنازل المحيطة، بسبب تجمع عدد كبير من المراهقين أمامها وفي أوقات مختلفة، وهم يتشاجرون بأصوات عالية، ما دفع بعض الأسر الى تقديم شكاوى الى الجهات المختصة من أجل وضع حد لهذه التصرفات. وفي ظل غياب الرقابة الرسمية عن هذه المقاهي التي لا تخطئها العين في كل شارع وحي في دمشق، أصبح دخول الصغار والكبار يسيراً، على رغم وجود تعليمات لأصحاب المقاهي بمنع دخول الأطفال دون سن ال 14 سنة، من دون رفقة ذويهم. ويقول مهند دياب العلي 16 عاماً لپ"الحياة":"اذهب أنا وأصدقائي الى مقهى الانترنت بشكل يومي ونلعب لعبة"الكاونتر سترايك"وهي لعبة قتالية تثير الحماسة فينا"، لافتاً الى انه أثناء اللعبة"تحدث بيننا بعض الملاسنات التي تنتهي الى خصام وشجار". وتنتشر الألعاب في مقاهي الانترنت في دمشق التي راحت تقدم لروادها آخر ما توصلت إليه الشركات العالمية من أفلام كرتون وألعاب إلكترونية بهدف جذب أكبر عدد من الزوار الشباب، لتحقيق أرباح مادية.- ويرى أحمد عبدالسلام 15 سنة إن الألعاب الالكترونية، وخصوصا القتالية، ممتعة لأنها تجمعه مع الأصدقاء وتعطيه الشعور بنشوة الانتصار والافتخار في حال تفوق عليهم، أو بالغضب إذا غلبوه. ويضيف:"عندما تنتهي اللعبة احتاج الى أكثر من عشر دقائق لاستعادة توازني النفسي لأنني أبقى مشحوناً بأجواء اللعبة". ويدفع عبد السلام شهرياً ما يقارب 500 ليرة سورية، نحو 10 دولارات أميركية على الألعاب الالكترونية، من دون علم والده الذي يعطيه المبلغ كمصروف للمدرسة. ويحرص بعض أصحاب مقاهي الانترنت على توفير كل ما يحتاجه المراهق لقضاء أطول وقت ممكن، وصرف ماله أو مال والديه.