واصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، جولاته التشاورية مع المسؤولين اللبنانيين أمس، على أن يغادر لبنان متوجهاً إلى سورية اليوم، في زيارة أعلن أنه سيعود بعدها إلى بيروت. وزار موسى أمس، رئيس الجمهورية اميل لحود في بعبدا. وبحسب المعلومات الرسمية، أبلغ لحود موسى ان مفتاح حل الأزمة اللبنانية الراهنة"هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون فيها للمعارضة القدرة على المشاركة في صناعة القرارات الوطنية المصيرية كما هي الحال بالنسبة الى الأكثرية". وجدد لحود دعمه اقتراح تشكيل لجنة سداسية مهمتها درس الملاحظات القانونية والدستورية حول مشروع انشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما"على ان ترفع هذه اللجنة تقريرها الى المراجع التي يحددها الدستور في المادة 52 منه". واعتبر ان"من الضروري وضع حد للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية اللبنانية لأن بعض الفرقاء يستقوي بالخارج على حساب مصلحة بلده، علماً ان الخارج لا يدرك أين تكمن مصلحة لبنان واللبنانيين ويسعى الى تحقيق مصالحه هو مورداً سلسلة وقائع أمام الأمين العام للجامعة العربية تؤكد ان الضغوط الخارجية هدفها تعطيل ارادة اللبنانيين والتأثير فيهم، ما يؤدي الى عرقلة كل جهد مبذول لتحقيق التقارب في ما بينهم". وكرر لحود موقفه الرافض لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، داعياً الى اجراء انتخابات نيابية مسبقاً على أساس قانون انتخابي جديد يحقق العدالة والمساواة بين اللبنانيين، ومتمنياً على فريق الأكثرية"عدم التمادي في اتخاذ تدابير ومواقف تثير ردود فعل المعارضة لأنها تبدو كتحديات ما يزيد الأمور تعقيداً". ونفى موسى في حوار مع الصحافيين بعد لقائه لحود ان تكون الآفاق مسدودة، وقال:"المشاورات نشطة وتفعيلية وهناك وجهات نظر عدة ونحاول ان نصل الى بلورة بعض الامور الرئيسة الاساسية". وأكد موسى ان"لرئيس الجمهورية فترة ولاية والمفروض ان يبقاها، أما الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية فهذا الموضوع جزء من إطار زمني ولا بد من التشاور في مرحلة ما حول الرئيس القادم والتوافق حوله. لكن هذا لا يعني ان يترك الرئيس منصبه". بري والسنيورة ثم زار موسى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الكبير، واكتفى بعد اللقاء بالقول:"الأجواء طيبة جداً وأنا متفائل"، موضحاً أنه سيزور العاصمة السورية دمشق قبل ظهر اليوم وسيعود مساء إلى بيروت، ونافياً أن يكون قد وصل إلى"آخر الطريق". كذلك زار موسى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، في حضور النائبين علي حسن خليل وعلي بزي. وبعد اللقاء، قال موسى:"نرجو ان يكون لدينا في نهاية يوم غد ما نتحدث عنه في ما يتعلق بالتوافق الذي نعمل على إنهائه، وسأخبركم به غداً، لأن هناك عملاً جاداً لدى كل الأطراف، وفي نهاية المهمة سأعقد مؤتمراً صحافياً أعلن فيه النتائج". وعن نسبة التقدم خمسين في المئة التي تحدث عن إحرازها، أجاب:"أصبحت 51 في المئة"، مضيفاً:"عندي هذا التصور المعين الذي تحدثت به في مصر والمملكة العربية السعودية وسأتحدث به في سورية كما تحدثت به في لبنان". وعن دور سورية في الملف، أكد موسى أن"الدول العربية كلها مهتمة بالوضع في لبنان. هناك بالنسبة إلى سورية ولبنان خصوصية خاصة بين دولتين شقيقتين جارتين، وهناك اهتمام بهذا. ولكن أنا أضع هذا الاهتمام في إطار الاهتمام العربي الذي يضم سورية ومصر والسعودية والأردن واليمن وكل الدول العربية مشرقاً ومغرباً". ورداً على سؤال، أشار موسى إلى انه"لم يقل أحد إن رئيس الجمهورية غير باق، فلديه ولاية لفترة معينة"، معتبراً أن"من الضروري أن تكون هناك خطوات مشجعة في موضوع المحكمة الدولية، لأنها مسألة رئيسية"، موضحاً أن"موضوع لبنان أشبه ببناء من طبقات عدة: طبقة لبنانية محلية وأخرى عربية وثالثة إقليمية ورابعة دولية، ونحن نتحدث في الطبقة اللبنانية". وكان موسى زار العلاّمة السيد محمد حسين فضل الله أمس، وقال رداً على سؤال:"نرجو أن يعود لبنان في أسرع ما يمكن إلى حياته الطبيعية، وهذا ما نعمل على التوصل إليه". وأضاف أن"المسؤولية تقع على كل الأطراف". وعمن يعرقل مهمته في لبنان، أجاب موسى:"هناك مؤيدون، وعلينا أن ننظر إلى الناحية الإيجابية أكثر من الناحية السلبية، كي نبني طريقاً يوصلنا إلى الهدف"، مؤكداً أن الجولات التي يقوم بها بين الدول العربية"ستساهم في تبريد الجو الإقليمي".