قال مصدر مصري موثوق به ل "الحياة" إن القاهرة تجري اتصالات على أعلى مستوى لتهدئة الأوضاع المتوترة في غزة ووضع حد للصدامات الجارية خصوصاً بين حركتي "حماس" و "فتح"، وان مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان أجرى اتصالا هاتفياً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس للمساعدة في التوصل الى إعلان تهدئة بين الفصيلين، ورغم ذلك أبدى المصدر تشاؤماً من امكانية نجاح المساعي المصرية بسبب عمليات التصعيد من جانب الحركتين"ما لا يسهم على الاطلاق في رأب الصدع أو تخفيف الاحتقان الجاري في الساحة الفلسطينية". ووصف المصدر جهود الوساطة بالصعبة، ولفت إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل يرفض الدعوة لانتخابات تشريعية كما ترفضها قيادات"حماس"في الداخل، مشيراً الى أن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانتخابات تشريعية أمر غير دستوري. وقال إن الدستور لا يعطيه عباس الحق وكان عليه أن يدعو الى الاستفتاء والعودة الى الشعب في طرح إمكانية أوعدم إمكانية اجراء انتخابات تشريعية. ووصف المصدر المصري وضع الرئيس عباس بالحرج، وقال انه"مزنوق"، خصوصاً ان كل الفصائل الفلسطينية التي لديها ميليشيات مسلحة ضد دعوته الى اجراء انتخابات تشريعية. وتابع:"لا يمكن ل"أبو مازن"إجراء انتخابات تشريعية في ظل هذا، خصوصاً ان حركة حماس هي التي كانت تحمي الصناديق واللجان في الانتخابات التشريعية السابقة"، مستبعداً إجراء انتخابات تشريعية جديدة. وقال إن الأوروبيين لا يمكن أن يأتوا للمساعدة في وسط هذه الأجواء غير الآمنة. واعتبر المصدر ان المخرج الوحيد الذي يمكن أن يحسم الخلافات بين حركتي"فتح"و"حماس"هو تشكيل حكومة تكنوقراط لمدة ستة شهور، لافتاً الى صعوبة تشكيل حكومة وحدة حكومية في ضوء الاختلاف البين للبرنامج السياسي بين الحركتين. وأوضح المصدر أن"عباس مقيد بطلبات الاميركيين والاسرائيليين والغرب بصفة عامة"وان"حماس مرتبطة بالسوريين وبحزب الله". واستبعد المصدر أن يتم اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليت في الوقت الراهن وقال:"رغم أن كل شيء متوقع ومجمد ومرتبط بإطلاق سراح شاليت، إلا أن حركة حماس تبدو وكأنها لا تبالي". وحول ما يتردد عن ان عباس يسعى للافراج عن البرغوثي ضمن صفقة اطلاق شاليت أجاب:"نعم فهناك من افتوا ل"أبو مازن"ان مروان البرغوثي هو الوحيد الذي يمكنه ان يلم شمل حركة فتح ويحل كل مشاكلها"، معتبراً أن هذه قراءة خاطئة"لأن هناك فتح غزة وفتح الضفة وهناك قيادات اخرى في فتح مثل دحلان والرجوب"متسائلاً:"هل سيسمحون للبرغوثي بلعب هذا الدور وتبوؤ هذه المكانة؟". وزاد:"ثم ان الأوضاع السياسية في الساحة الفلسطينية مختلفة تماماً عن ذي قبل، إذ أن السلطة الحالية بيد حركة حماس وثلث الأجهزة الأمنية في فتح تقريباً مخترقة من حركة حماس".