تواصل الاقتتال والتوتر وعمليات الخطف في قطاع غزةوالضفة الغربية امس، فيما بذلت جهود وساطة محلية واسلامية وعربية لمنع انزلاق الفلسطينيين الى حرب اهلية ومحاولة تهيئة الاجواء لاستئناف المفاوضات السلمية بينهم وبين اسرائيل. وبعد ان اصدر الرئيس محمود عباس نداء الى الجميع لوقف المظاهر المسلحة كافة وانهاء الاقتتال، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية في خطاب امس في غزة ان"الشعب سيبقى موحدا ولن ننزلق الى معارك داخلية يخطط لها اعداؤنا". وقتل ستة فلسطينيين وجرح نحو عشرين آخرين في مدينة غزة، في اليوم الرابع على التوالي من الصدامات المسلحة بين"القوة التنفيذية"التابعة لوزارة الداخلية وعناصر"كتائب القسام"التابعة لحركة"حماس"من جهة، وبين قوات من حرس الرئاسة واجهزة امنية اخرى وكتائب الاقصى التابعة"فتح"، ةمن جهة ثانية. واتهمت مصادر فتحاوية"القوة التنفيذية"باعدام اثنين من القتلى الستة، هما ضابطان في المخابرات العامة بعدما خطفهما مسلحون. وفي الضفة الغربية قالت مصادر امنية فلسطينية ان اربعة مسلحين ملثمين خطفوا احد كوادر"حماس"من المستشفى الاهلي في الخليل حيث يعمل. راجع ص 5 و6. ووصل الى الاراضي الفلسطينية امس الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل احسان أوغلو واجتمع مع كل من الرئيس محمود عباس في رام الله ورئيس الوزراء اسماعيل هنية في غزة. وقال اوغلو ردا على سؤال ل"الحياة"عقب لقائه عباس أن لديه بعض الأفكار العملية لمعالجة الوضع الفلسطيني المتأزم، مشيراً إلى أن العالم الإسلامي يريد أن يرى الفلسطينيين صفاً واحداً لتحقيق هدفهم بإقامة دولتهم المستقلة. وتلقى عباس وهنية دعوة للحوار في عمان من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي استقبل امس رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت واجرى معه محادثات استمرت ساعتين. وبحسب مصادر اردنية مطلعة، اراد العاهل الاردني أن يعرف من اولمرت المدى الذي يمكن ان تذهب اليه الحكومة الاسرائيلية في اقامة الدولة الفلسطينية وحدودها والخطوات التي تسبقها مثل الانسحاب من المدن الفلسطينية والعودة الى حدود 28 آب اغسطس 2000 وفك الحصار ووقف سياسة الاغتيالات واعادة مبلغ 550 مليون دولار من الاموال الفلسطينية التي تحتجزها اسرائيل. وشدد بيان الديوان الملكي على ان الملك عبدالله الثاني أبلغ اولمرت بضرورة"أن يقوم الإسرائيليون بالدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين لإيجاد أرضية مشتركة مناسبة لإطلاق عملية السلام مجدداً". وأكد العاهل الاردني أن"مفتاح الحل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لن يكون إلا من خلال ترسيخ القناعة لدى الطرفين بأنهما شريكان في عملية لن تؤتي ثمارها إلا عبر طاولة المفاوضات وتنفيذ الالتزامات الدولية وصولاً إلى تسوية دائمة ترتضيها الأجيال المقبلة وتدافع عنها". وحذر العاهل الاردني اولمرت من"إضاعة الوقت في إلقاء اللوم وتبادل الاتهامات بين الفترة والأخرى والتردد في اتخاذ إجراءات تعزز من فرص السلام ما سيدخل المنطقة في دوامة من العنف سيدفع ثمنها الجميع". وفي القاهرة، قال مصدر مصري موثوق به ل"الحياة"إن مصر تجري اتصالات على أعلى مستوى لتهدئة الأوضاع المتوترة في غزة ووضع حد للصدامات، وان مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان أجرى اتصالا هاتفياً بالرئيس الفلسطيني للمساعدة في التوصل الى إعلان تهدئة بين الفصيلين. ورغم ذلك أبدى المصدر تشاؤماً ازاء امكان نجاح المساعي المصرية بسبب عمليات التصعيد من جانب الحركتين"ما لا يسهم على الاطلاق في رأب الصدع أو تخفيف الاحتقان الجاري في الساحة الفلسطينية". واعتبر ان المخرج الوحيد الذي يمكن أن يحسم الخلافات بين"فتح"و"حماس"هو تشكيل حكومة تكنوقراط لمدة ستة شهور، لافتاً الى صعوبة تشكيل حكومة وحدة وطنية في ضوء الاختلاف الواسع بين البرنامجين السياسييين لحركتي"حماس"و"فتح". واكد هنية، من جانبه، ان"الشعب سيبقى موحدا ولن ننزلق الى معارك داخلية يخطط لها اعداؤنا". واضاف ان جميع الفلسطينيين في"مركب واحد وفي سفينة واحدة وحرصنا ان تصل السفينة الى بر الامان والى الحرية والعودة والاستقلال"مؤكدا"اننا في خندق واحد". لكنه هاجم الرئيس عباس من دون تسميته قائلا:"من البدايات عشنا قصة سحب الصلاحيات من هذه الحكومة لصالح الرئاسة. من اللحظة الاولى لتشكيل الحكومة وضعت امام ظروف غير طبيعة داخليا وخارجيا".