في وقت قررت أمس نيابة أمن الدولة العليا في مصر حبس 109 من طلاب "الإخوان المسلمين" في جامعة الازهر 15 يوماً على ذمة التحقيق في قضية تشكيل "ميليشيات عسكرية" بعد عرض شبه عسكري قدموه أمام مكتب رئيس الجامعة قبل أيام، دخل الأزهر على خط الأزمة، مستنكراً محاولات"الفئة المارقة"استغلال ساحاته و"خطف"مؤسساته. واعلن نواب الجماعة عزمهم على نقل الأزمة إلى البرلمان. واستنكروا"الإساءات"التي وجهت إلى"الإخوان"على خلفية القضية. وكانت النيابة قررت أول من أمس حبس 31 آخرين متهمين في القضية نفسها، بينهم 20 من قادة"الاخوان"على رأسهم نائب المرشد العام المهندس محمد خيرت الشاطر. وانسحب محامو الدفاع عن المتهمين ولم يحضروا التحقيقات مع الطلاب، احتجاجاً على اعتقالهم. وامتنع الطلاب عن الإدلاء بإفاداتهم، معتبرين أن"القضية سياسية"، وهو السلوك ذاته الذي اتبعه الشاطر وزملاؤه خلال التحقيق معهم. وقالت مصادر مطلعة إن النيابة ستواجه الشاطر اليوم بوثائق ومستندات ضبطت في منازل المتهمين، إضافة إلى شريط مصور للعرض شبه العسكري الذي قام به الطلاب الأحد الماضي في الجامعة، وشريط آخر يحوي تسجيلاً لكلمة ألقاها مرشد الجماعة محمد مهدي عاكف في نقابة المحامين خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان، وأعلن فيها استعداده لارسال عشرة آلاف مقاتل من"الإخوان"لمساندة المقاومة، إضافة إلى صور اجتماع أساتذة في الأزهر ينتمون إلى الجماعة مع الطلاب،"ما يُثبت تورطهم في ترتيب العرض". وأعربت مشيخة الأزهر أمس عن غضبها الشديد ورفضها"الانفلات غير المسبوق الذي قامت به فئة من طلاب ينتمون إلى الأزهر اسماً ويتنكرون له فعلاً وسلوكاً". وقالت في بيان إن"الأزهر صدم بكل هيئاته ومؤسساته بما حدث في ساحة الجامعة من خروج سافر بغيض... في محاولة للمساس بمهابة الأزهر وبكيانه الراسخ". وأكد"توالي نصائح الأزهر لهذه الفئة المارقة، إلا أنه لم يجد آذاناً واعية، ومن ثم يؤكد الأزهر وقوفه بكل حسم في وجه هذه التيارات التي تبتغي أن تنال منه وأن تختطف مؤسساته العريقة ومناهجه الوسطية التي تلقتها الأمة بالقبول منذ أكثر من ألف عام". واستنكر بشدة سلوك الطلاب، مؤكداً أنه"لا مكان في الأزهر وجامعته لأي تيار أو تنظيم يحاول العبث بقدسية هذه المؤسسة وتاريخها العريق، وأنه سيظل قلعة صامدة قادرة دائماً على أن تلفظ من بين صفوفها المارقين الذين يريدون أن ينجرفوا بالأزهر عن رسالته التي تكلفت بحماية وسطية الإسلام". وفي إشارة إلى"الإخوان"، حذر الأزهر أي جهة من اختراق صفوف طلابه، مشدداً على أنه"لن يتردد لحظة في بتر كل من يثبت خروجه على منهج الأزهر الشريف وتراثه وفكره القويم". في موازاة ذلك، قال النائب"الإخواني"حسين محمد ل"الحياة"إنه وزملاءه سيقدمون اليوم في جلسة مجلس الشعب أسئلة وطلبات إحاطة الى الحكومة حول الحملة الاخيرة. واتهم الحكومة ب"الزج بالشرطة في صراع سياسي بين الحزب الحاكم والإخوان". واضاف:"على رغم استيائنا من سلوك الطلبة، فإن ذلك لا يعني أن تستغل الحكومة والأجهزة الأمنية والإعلامية ما جرى للإساءة إلى الإخوان وتصفية الحسابات معهم أو تهديد مستقبل الطلبة". وعلى صعيد التحقيقات، قال محامي"الإخوان"عبد المنعم عبد المقصود ل"الحياة"إنه سيلجأ إلى القضاء للاعتراض على قرار النيابة بحبس الطلبة احتياطياً، مشيراً إلى أن الامتحانات الجامعية ستبدأ الثلثاء المقبل، ما يعني أن بقاءهم رهن الحبس الاحتياطي يضر بمستقبلهم. ونظمت نقابة المحامين أمس مؤتمراً لأولياء أمور الطلاب شنوا فيه هجوماً شديداً على الحكومة، ونفوا أن يكون أبناؤهم أعضاء في ميليشيات عسكرية. إلى ذلك، قضت أمس المحكمة الإدارية العليا بقبول الطعن المقدم من وزير الداخلية حبيب العادلي، وإلغاء الحكم الصادر من محكمة القضاء الاداري في مجلس الدولة بأحقية البهائيين في تدوين كلمة"بهائي"في خانة الديانة في أوراقهم الثبوتية. ورفضت دعوى أقامها مصري وزوجته وابنتاهما لإثبات ديانتهم البهائية في أوراقهم. وقالت في حيثيات حكمها إن"البهائية ليست ديانة سماوية ومن يدين بها من المسلمين يعتبر مرتداً عن دينه، لأنها تتناقض مع مبادئ الدين الإسلامي وأصوله كما تتناقض مع الأديان السماوية الأخرى".