دعا الرئيس السوري بشار الأسد المجتمع الدولي الى "عدم التدخل في شؤون لبنان"، خلال لقاء مع السناتور الديموقراطي من ولاية فلوريدا بيل نيلسون الذي يزور سورية. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان الأسد دعا الى "عدم التدخل في الشؤون اللبنانية باعتبار ان اللبنانيين قادرون على التفاهم في ما بينهم بشأن قضاياهم الوطنية". واضافت الوكالة ان الاسد اطلع نيلسون ايضاً على"وجهة النظر السورية من الاوضاع في كل من العراق والاراضي الفلسطينية المحتلةولبنان". ودعا"المجتمع الدولي الى بذل الجهود مع دول المنطقة لتحقيق الامن والاستقرار فيها"، مؤكداً"موقف سورية الداعي الى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل والمؤيد للاستخدام السلمي للطاقة النووية". واضافت الوكالة انه"كان هناك اهتمام مشترك من الجانبين السوري والاميركي لتفعيل الحوار بينهما ووضع آليات للتعاون الثنائي". ولفت نائب الرئيس السوري فاروق الشرع امس، الى أن الرئيس الأسد سيناقش في موسكو الأسبوع المقبل كيفية وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، وأشار الى ان ما يحدث في لبنان شأن لبناني. ونقلت وكالة أنباء"نوفوستي"عن الشرع قوله أثناء لقاء صحافيين روس في دمشق أن الأسد سيزور موسكو في التاسع عشر من هذا الشهر. وقال:"إن العملية السلمية في المنطقة تعرقلت بسبب عدم وجود رغبة سياسية لدى إسرائيل لاستئناف المباحثات". وأعرب عن أمله بأن تسهم زيارة الأسد إلى موسكو بتفعيل العملية السلمية في الشرق الأوسط. وأكد الشرع أن مباحثات الرئيس السوري في موسكو ستتناول شؤون التعاون الثنائي بين سورية وروسيا. وشدد على أن هذه الزيارة ستسهم أيضاً في تعزيز العلاقات بين دمشقوموسكو. بدورها، نقلت وكالة"انترفاكس"عن الشرع قوله:"روسيا بلد مهم جداً بالنسبة الينا، ودورها مهم. منطقتنا تضع آمالاً كبيرة على روسيا، آخذين في الاعتبار موقعها الجغرافي". وقال الشرع ان بلاده تشتري الأسلحة من روسيا لغايات دفاعية. وأضاف:"نحتاج الأسلحة التي تزودنا بها روسيا للدفاع. نحن نحصل عليها بطريقة صعبة، والمجتمع الدولي كله يراقبنا، وفي مقدمته الولاياتالمتحدة وإسرائيل". وقال ان ما يحدث في لبنان"شأن لبناني داخلي، وان سورية توافق على ما يجمع ويتفق عليه اللبنانيون". وأكد أن دمشق مقتنعة بأن مصالح اللبنانيين لا تتعارض مع المصالح السورية. وتطرق الشرع إلى التقرير الذي سلمه سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. ووصف التقرير بأنه"إيجابي بالنسبة الى سورية". وذكر"أن دمشق لم تدرس التقرير بالتفصيل بعد". وعن الموضوع العراقي، قال الشرع إن إدارة الرئيس جورج بوش لم تحقق الأهداف التي وضعتها لنفسها من الحرب في العراق. وأضاف أن المحافظين الجدد في البيت الأبيض لا يعترفون بأخطائهم الآن،"وهذا هو سبب الاضطراب الذي يشهده المجتمع الأميركي حالياً". ورأى أن الولاياتالمتحدة"أدركت أنها وقعت في مأزق عليها الخروج منه". وذكر أن بوش"صرح من أجل الحفاظ على ماء وجهه بأن على جيران العراقوروسيا والاتحاد الأوروبي أن يساعدوا الديموقراطية. وقال ديبلوماسي روسي ان موسكو"تزمع طمأنة سورية الاسبوع المقبل الى انها لن تسمح لاعدائها السياسيين باستغلال لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري، وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقدم هذه الرسالة الى الرئيس الاسد خلال زيارة اليوم الواحد لموسكو". وقال الملحق الصحافي للسفارة الروسية في دمشق يفيغني بوسوخوف ان الاجتماعات ستركز على المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري وعلى الاضطرابات في لبنانوالعراق والسلام في الشرق الاوسط. وقال بوسوخوف لپ"رويترز":"بعض الدول تريد استخدام تحقيق الحريري والمحاكمة لتصفية حسابات مع سورية ورئيسها. وترى روسيا ان المحكمة يجب الا تستخدم في حل نزاعات لبنانية - سورية، ويجب عدم اضفاء صبغة سياسية عليها". وقال:"روسيا تتفهم مخاوف سورية من المحكمة وتريد ان تعمل بجدية وفقاً للأدلة فقط. وسيكون عملها في المدى الطويل. نحن لا نتحدث بشأن محاكمة يوم واحد". ولفت بوسوخوف الى ان"زيارة الرئيس الاسد لموسكو مؤشر آخر على ان سورية تخرج من العزلة. وهدفها الرئيس هو التعرف الى المواقف وتبادل الرأي بشأن الازمة اللبنانيةوالعراق وفلسطين". وقال:"السيد بوتين سيبلغ الرئيس بشار بأن أزمة الشرق الاوسط لا يمكن ان تحل من دون مشاركة سورية". ونقلت صحيفة"الثورة"السورية امس، عن السفير السوري في الاممالمتحدة بشار الجعفري ان تقرير براميرتز الذي نشر امس،"بشكل اولي مريح وحرفي ومهني، ... سياسياً لم يصل الى استنتاجات نهائية لذلك فهو تقرير إجرائي مثل سابقيه". وعن التعاون السوري قال:"كان تعاوننا مرضياً بشكل عام وكانت سورية ترد على طلبات اللجنة وبشكل فاعل ولا توجد شائبة في التعاون السوري، وللمرة الأولى يذكر التعاون السوري على كل الصعد فنياً ومعلوماتياً وفي اللقاءات ومع الأفراد والمجموعات".