قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد امس ان بلاده"تدعم الجهود الخيرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لأن لبنان لايمكن ان يحكم الا بالوفاق"، مشيراً الى ان دمشق تعتبر ان خطاب الأمين العام لپ"حزب الله"حسن نصر الله"يعبّر عن مواقفنا". وأكد المقداد ان سورية"لن تقبل بتقديم اي من مواطنيها امام قضاء دولي لأننا واثقون من قضائنا"، مشيراً الى ان تشكيل مكحمة ذات طابع دولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري"يضع سورية تحت الضغط السياسي". وكان المقداد يتحدث في لقاء نظمته امس جامعة القلمون ودعي اليه عدد محدود من المدعوين بينهم مراسل"الحياة". ومن المقرر ان يصل نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف يوم السبت المقبل من بيروت الى دمشق، لبحث الوضع في المنطقة وخصوصاً لبنان. وقال المقداد:"اننا ندعم التوجهات الخيرة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية لأن لبنان لايمكن ان يحكم الا بالوفاق الوطني. لانتطلع الى تأييد النظام الطائفي في لبنان ... لكن يبدو ان الوضع في لبنان لم يكن مهيئاً للقضاء على النظام الطائفي، ونأمل بأن يصل اشقاؤنا في لبنان الى وضع حد لهذه الانظمة الطائفية". وعن لقاءات رئيسي الوزراء السابقين سليم الحص وعمر كرامي مع نائب الرئيس فاروق الشرع، قال المقداد الذي يحضر معظم اللقاءات السورية - اللبنانية :"الشيء الذي اجمع عليه اللبنانيون، اننا نتعامل معهم على قدم المساواة"، قبل ان يقول ان"اولئك الذين يتحدثون الآن عن استقلال لبنان هم أوجدوا الشرخ وأهانوا لبنان، وجماهيرنا فرزت اولئك الذين تسلطوا على الشعب اللبناني من خلال ازلامهم"، في اشارة الى نائب الرئيس السابق عبدالحليم خدام. وتابع المقداد :"ان المسؤولين اللبنانيين، يبلغوننا ان سورية تحظى الآن باحترام ومحبة وتقدير اكثر مما كانت عليه الحال خلال وجود القوات السورية"التي انسحبت في نيسان أبريل العام الماضي. وزاد المقداد:"عندما يأتي اللبنانيون الينا، فانهم يتحدثون حديث الند للند. ويجري التوصل الى الحلول بالرضا وليس بالفرض". وعن الحرب الأخيرة بين"حزب الله"واسرائيل، قال المقداد ان الرئيس بشار الاسد"كان واثقاً منذ اليوم الاول اننا منتصرون. الرئيس الأسد لم يتردد لحظة واحدة في ان النصر قادم وان حلفاءنا في المقاومة سيصنعون النصر نيابة عن الأمة"، مشيراً الى ان خطاب السيد حسن نصر الله الاخير"يعبر عن مواقفنا وتطلعاتنا والتحالف الوثيق في حركة المقاومة العربية". وبعدما قارن المقداد بين اسلوبي تعاطي رئيسي لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري السابق ديتليف ميليس والحالي سيرج براميرتز، قال ان موقف بلاده يقوم على الآتي"اولاً، ان سورية بريئة مئة في المئة من الجريمة ولاحاجة لتأكيد ذلك. ثانياً، اذا كان هناك مواطن سوري قد يكون له ضلع في هذه الجريمة، فهو مجرم سيعاقب كما يعاقب المجرمون، امام القضاء السوري العادل". وزاد ان الاممالمتحدة لجأت الى تشكيل محاكم دولية في اماكن اخرى من العالم مثل سيراليون ويوغوسلافيا السابقة لأن"القضاء فيها كان منهاراً. لكن قضاءنا مستقل ونزيه، ولذلك لن نقبل ان يوضع اي مواطن سوري اما قضاء دولي لأننا واثقون من قضائنا". وعن المحكمة ذات الطابع الدولي، قال المقداد :"عندما تأتي المحكمة قبل وصول التحقيقات الى نتائج، فإن المحكمة ستكون قادرة على جلب اي شخص فيوضع البلد تحت الضغط السياسي، وتدان سورية امام الرأي العام حتى لو جرت تبرئتها قضائياً"، قبل ان ينقل عن محامين دوليين قولهم بعد لقاءاتهم مع الجانب السوري:"اننا واثقون مئة في المئة من براءة سورية"، مع اشارته الى كلام براميرتز عن وجود احتمالات اخرى مثل"قوى لبنانية داخلية او متمولين آخرين أو اطراف عرب او متشددين"والى اقتراح ان تدرس تقارير براميرتز في الجامعات السورية نظراً الى مهنيتها ودقتها في شأن كيفية اجراء التحقيق والوصول الى نتائج.