اشتكى الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر من عدم مناقشة القضايا المتصلة بفلسطين في بلاده الولاياتالمتحدة ومن "الكوابح القاسية على اي مناقشة حرة ومتوازنة للحقائق" التي قال انه شهدها وخبرها على مدى ال30 سنة الماضية. وفي مقال له نشرته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية كان قد نشر أصلاً في صحيفة"لوس انجيليس تايمز"يقول كارتر انه"سيكون أمراً انتحارياً بالنسبة الى أعضاء الكونغرس ان يتبنوا موقفاً متوازناً بين اسرائيل وفلسطين أو ان يقترحوا ان تمتثل اسرائيل للقانون الدولي أو أن يتكلموا دفاعاً عن حقوق الانسان للفلسطينيين". ويعزو الرئيس الاميركي السابق"هذا التمنع عن انتقاد سياسات الحكومة الاسرائيلية الى جهود الضغط غير العادية التي تبذلها لجنة العمل السياسي الاميركية - الاسرائيلية وغياب أي أصوات معاكسة مهمة". ويقول كارتر ان الشيء الذي من الأصعب فهمه هو لماذا تمارس صفحات التعليقات في الصحف والمجلات الكبرى في الولاياتالمتحدة ضبط نفس مماثلاً، بعكس التقديرات الخاصة التي يعبر عنها بقوة مراسلوها في الأرض المقدسة. ويضيف الرئيس الأميركي السابق:"ان كتابي الجديد،"فلسطين: السلام لا التفرقة العنصرية"، مخصص للظروف والأحداث في فلسطين وليس إسرائيل ... ومن الممكن الحكم على رد فعل الجمهور ووسائل الإعلام، إذ أن المبيعات نشيطة وأجريت معي مقابلات تلفزيونية مثيرة للاهتمام، ولكنني لم أرَ تقارير اخبارية في الصحف الكبرى عما كتبت". ويشير كارتر إلى أن مراجعات الكتب في المطبوعات الرئيسية يكتبها في معظم الأحيان ممثلو منظمات يهودية، و"انتقادهم الرئيسي للكتاب هو أنه معاد لإسرائيل. ويصفني بعض المراجعات التي ظهرت على"أمازون دوت كوم"بأنني معاد للسامية، وبعضها الآخر يتهم الكتاب بالكذب وتشويه الحقائق". وبعد أن يصف الحملات الأخرى على كتابه، يقول كارتر إن الكتاب يصف"الاضطهاد القاسي والظلم الفادح في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، بما في ذلك نظام الهويات وأذون المرور المطلوبة المتشدد والتمييز الصارم بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية". ويتابع قائلاً:"إن جدار سجن ضخماً يجري بناؤه الآن يتلوى عبر ما تبقى من فلسطين، ليشمل المزيد والمزيد من الأراضي للمستوطنين الاسرائيليين. وهذا، من نواح كثيرة، أكثر اضطهاداً من النظام الذي عاش تحته السود في جنوب أفريقيا إبان نظام التفرقة العنصرية. وقد أوضحت ان الدافع ليس العنصرية وانما رغبة أقلية من الاسرائيليين في مصادرة واستعمار مواقع مختارة في فلسطين ثم قمع أي اعتراضات من المواطنين المشردين بالقوة ...".