يخطئ من يظن أن الشرق الأوسط مقبل على حروب تقليدية عوض كارثة نووية، في العقدين القادمين. فالحرب الأهلية بالعراق تقسم هذا البلد، وتحوله مركزاً للارهاب الإقليمي. وتعزز إيران نفوذها بالعراق وبمنطقة الخليج وسورية ولبنان. ومن المتوقع أن تصنع إيران قنبلة نووية. ولا مناص من خوض إيران مواجهة عسكرية مع إسرائيل في حال بقيت القيادة الإيرانية على نهجها السياسي الحالي. وجليّ أن مشكلة الأراضي الفلسطينية تهدد أمن إسرائيل وأمن جيرانها العرب، خصوصاً الأردن ومصر. ولا شك في أن حل القضية الفلسطينية مستحيل. فعلى أثر فشل سياسة"الأرض مقابل السلام"، دخلت إسرائيل في أزمة سياسية داخلية مفتوحة. وباتت النخبة الإسرائيلية متنازعة بين المضي في مساعي السلام وبين التصدي لخطر زوال بلدها. وإبرام اتفاق سلام عربي - إسرائيلي شامل غير محمود العواقب. فإسرائيل يتهددها شبح الحرب الأهلية في حال سعت حكومتها الى فك المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية أو في مرتفعات الجولان، عنها. وتشهد البلدان العربية والافريقية"صحوة"في صفوف الإسلاميين. وينشط هؤلاء في رقعة جغرافية واسعة تمتد من باكستان إلى تركيا، ومن مصر والسودان إلى الجزائر والمغرب. ويسعى الإسلاميون الى الاستئثار بالسلطة في بعض البلدان، على ما هي الحال في لبنان، أو الى استعادة السلطة، على نحو أفغانستان، أو الى تعزيز نفوذهم، على ما يريدون بالصومال وفلسطين. ويجمع الشرق الأوسط بين تنامي نفوذ الإسلاميين وبين احتمال انتشار تكنولوجيا صناعة أسلحة الدمار الشامل فيه. والحق ان سياسة"الدول الكبرى"باءت بالفشل في هذا الجزء من العالم. وعجز الأممالمتحدة وپ"صناع السلام"والإدارة الأميركية هو قرينة على خواء وفاض"المجتمع الدولي"، بعد استنفاده المبادرات السياسية والديبلوماسية. وعلى روسيا المشاركة في ندوات تناقش أزمات الشرق الأوسط، على غرار"منتدى المستقبل"بالأردن. فهذه الندوات تبحث في أزمات مسرحها قريب من حدود روسيا الجنوبية. وعلى روسيا، كذلك، تجنب المشاركة في عمليات تعرض جنودها الى الخطر، وفي قرارات فشلها محتم. عن يفغيني ساتانوفسكي ، "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، 11 / 12 / 2006