الأمم المتحدة تحذر: العنف المسلح يفاقم الأزمة السودانية    1.8 مليون طالب وطالبة في "تعليم الرياض" يعودون لمدارسهم..غداً    ضبط 20124 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    زيلينسكي: علينا محاولة إنهاء الحرب العام المقبل    ضيف الرأي: الفنانة التشكيلية مروة النجار    إطلاق مركز (Learning Hub) للتعامل مع التهديدات الصحية المعقدة    المربع الجديد استعرض مستقبل التطوير العمراني في معرض سيتي سكيب العالمي 2024    «سلمان للإغاثة» يوزّع 175 ألف ربطة خبز في شمال لبنان خلال أسبوع    مصرع 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق بمستشفى في الهند    يدعوان جميع البلدان لتعزيز خطط العمل الوطنية    استمرار تشكل السحب الممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    مهرجان صبيا.. عروض ترفيهية فريدة في "شتاء جازان"    سوق بيش الأسبوعي.. وجهة عشاق الأجواء الشعبية    اكتشاف مخلوق بحري بحجم ملعبي كرة سلة    وظائف للأذكياء فقط في إدارة ترمب !    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    إسبانيا تفوز على الدنمارك وتتأهل لدور الثمانية بدوري أمم أوروبا    "أخضر الشاطئية" يتغلب على ألمانيا في نيوم    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    زيلينسكي يقول إن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب    ترامب ينشئ مجلسا وطنيا للطاقة ويعين دوغ بورغوم رئيسا له    منع استخدام رموز وشعارات الدول تجارياً في السعودية    نيوم: بدء تخطيط وتصميم أحياء «ذا لاين» في أوائل 2025    نجاح قياس الأوزان لجميع الملاكمين واكتمال الاستعدادات النهائية لانطلاق نزال "Latino Night" ..    اختتام مزاد نادي الصقور السعودي 2024 بمبيعات قاربت 6 ملايين ريال    "الشؤون الإسلامية" تختتم مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في غانا    لجنة وزارية سعودية - فرنسية تناقش منجزات العلا    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    "سدايا" تنشر ورقتين علميتين في المؤتمر العالمي (emnlp)    الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    منتخب مصر يعلن إصابة لاعبه محمد شحاتة    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    ابن جفين: فخورون بما يقدمه اتحاد الفروسية    بعثة الاخضر تصل الى جاكرتا استعداداً لمواجهة اندونيسيا    القوات الجوية السعودية تختتم مشاركتها في معرض البحرين الدولي للطيران    جدة تشهد أفراح آل قسقس وآل جلمود    تركي آل الشيخ يعلن القائمة الطويلة للأعمال المنافسة في جائزة القلم الذهبي    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    "الخبر" تستضيف خبراء لحماية الأطفال من العنف.. الأحد    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الخرائط الذهنية    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهرجان حاشد للمعارضة في وسط بيروت وصفه مصدر أمني ب "الأضخم" في تاريخ لبنان . "حزب الله" يجدد اتهام الحكومة بالرضوخ لأميركا وعون يلوح باقتحام السرايا "في المرة المقبلة"
نشر في الحياة يوم 11 - 12 - 2006

أقامت المعارضة اللبنانية امس، مهرجاناً حاشداً في وسط بيروت، في إطار اعتصامها المفتوح هناك منذ عشرة ايام، لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. ووصف بعض قادتها الحشد في المهرجان، بأنه"الأضخم"في تاريخ لبنان.
وشارك في المهرجان الذي أقيم في ساحتي رياض الصلح والشهداء، مئات الآلاف من مناصري المعارضة وبخاصة من جماهير"حزب الله"و"التيار الوطني الحر"وحركة"أمل"و"المردة"والحزب السوري القومي الاجتماعي والتيارات المناصرة. وتقاطر المشاركون من الجنوب والبقاع والشمال، إضافة الى بيروت وضاحيتها الجنوبية ليشكلوا تجمعاً وصفته مصادر أمنية والجيش بأنه"غير مسبوق". وألقيت في المهرجان خطب سياسية عدة، أبرزها لزعيم التيار الوطني النائب ميشال عون ونائب الأمين العام ل"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم، وممثل حركة"أمل"النائب علي حسن خليل. وبينما لم يفصح قاسم وخليل عن الخطوة المقبلة التي ستتخذ في سياق التحرك لإسقاط الحكومة، لمح رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون الى احتمال اقتحام السرايا الحكومية"في المرة المقبلة".
بدأ المهرجان قرابة الثالثة بعد الظهر، وألقى في بدايته رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن الزري كلمة"اللقاء الوطني"، أكد فيها رفض الفتنة المذهبية والطائفية. وخاطب المشاركين قائلاً:"أنتم هنا لأنكم حريصون على وحدة لبنان وتخافون على ديموقراطيته وترغبون في العيش المشترك والوحدة الوطنية، وترفضون التبعية للخارج". وأكد أن"لبنان لن يكون عراقاً آخر، ولن تقع في لبنان حرب أهلية جديدة"، معلناً تأييد مبادرة بكركي"منطلقاً لحل الأزمة".
وألقى النائب أسامة سعد كلمة الأحزاب والقوى اللبنانية، أكد فيها"مضي المعارضة في طريقها من أجل تحقيق مطالبها"، مطالباً ب"رحيل هذه الحكومة اللاشرعية واللادستورية واللاشعبية"، وب"تشكيل حكومة اتحاد وطني لإنقاذ لبنان ووحدته ومعالجة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يعاني منها الشعب". وقال"هؤلاء المستأثرون التابعون لا يريدون حكومة اتحاد وطني، بل يريدون تحويل لبنان الى مرتكز للمشروع الأميركي - الإسرائيلي في المنطقة، وشعب لبنان العظيم لن يسمح لهم بذلك".
خليل
وتحدث النائب علي حسن خليل باسم حركة"أمل"، مخاطباً المحتشدين:"تجمعكم هذا هو من أجل وحدة لبنان وسلامته وعدم الاقتتال المذهبي والطائفي، ومن أجل مناعته التي لن تتشكل إلا بمشاركة حقيقة لكل القوى السياسية فيه".
ورحب ب"أخوة أحمد محمود الشاب الذي قضى قبل أيام في بيروت رفيق الحريري الذي عمل من أجلها لتكون عاصمة للمقاومة والأحرار، خصوصاً أنهم رفضوا الانجرار الى الفتنة التي حاول البعض جرنا إليها، فرفعنا الصوت قائلين: مهما وقع علينا لن نسمح بتحقيق أهداف أعداء الأمة والوطن ووحدته، عضضنا على الجروح وسنبقى في الموقع نحمل كل الحرص لتجنب أي إزاحة عن وجهة المعركة الحقيقية التي نخوض وهي المشاركة الحقيقية في الفعل السياسي، في مقابل محاولة البعض إيقاع فتنة على قواعد المذهب والطوائف والمساحة الضيقة".
وقال:"في هذا اليوم المشهود الذي أكدتم فيه أنكم الأقوياء وعلى حق وان الرهان على تراجعكم، هو مخطئ، من يرى هذه الحشود المؤمنة بأن انتصار قضيتنا هو انتصار محقق لا محالة، انتصارنا نريد فيه ان نمد أيدينا الى شركائنا في الوطن، أن تعالوا لنتوحد معاً ونرفع شعار حكومة وحدة وطنية تؤمن المشاركة لكل القوى".
ورأى ان"في المقابل مد اليد الممدودة نرى المكابرة والتعنت وتجاهل المطالب"، موكداً أن"معركتنا سياسية وستبقى ولن نحولها مذهبية أو طوائفية".
قاسم
واستهل نائب الأمين العام ل"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم كلامه مخاطباً الحاضرين ب"يا أشرف الناس ولو كره الكارهون، انتم تعطون الشهادات ولا تحتاجون إليها من أحد...". وأضاف:"أثبتم اليوم بوجودكم أنكم تمثلون الحق وتمثلون الشعب اللبناني وترفعون علم الوطن عالياً على رغم أنف الكارهين والحاقدين". واعتبر ان"حشدكم اليوم... أشرف وأعظم وأضخم حشد في تاريخ لبنان".
وأضاف مخاطباً"القابعين في قصورهم"، قائلاً:"افتحوا أعينكم واسمعوا صرخات المجاهدين والشرفاء، كفاكم تمسكاً بالدعم الدولي، والله لن ينفعكم لا دعم أميركا ولا الدولة الغريبة ولا بعض العربية، فهذا الشعب يريد وطنه اتركوه". وتابع قاسم:"قالوا لكم إياكم والشارع، ثم بدأوا يبثون الإشاعات، وها انتم نزلتم الى الشارع، فهل يريد بوش تعبيراً شعبياً في لبنان؟ هل يريد الغرب وبعض العرب سماع صوت الشعب؟ قولوا لهم: الموت لأميركا. قولوا لهم: الموت لإسرائيل. قولوا لهم: العزة للبنان الحر. لن تعودوا قادرين على التسلط". وأضاف:"كان العطاء النبيل لأحمد محمود في وحدة الوطن، أثبتم أنكم قدمتم تجربة نموذجية، لكنهم أرادوا تشويه الصورة، وان يعطوا للمسيرة والاعتصام طابعاً مذهبياً وطائفياً. اليوم كلكم بعضكم الى جانب بعض، ترفعون علماً واحداً لا أعلاماً متفرقة".
وجدد قاسم اتهام الحكومة بالخضوع"للإملاءات الاميركية"، معتبراً انها"ساقطة وفاشلة ولا دستورية"، وأضاف:"لفتني ما قاله بعضهم ومنهم رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، عن التعاون مع أميركا وأخذ العون منها، ونحن نقول ان أميركا غول تأكل الجميع، وتعمل لمصالحها ولا تنظر الى سواها. أما هذه الحكومة فتأخذ دعمها من الدول الكبرى، لكن لماذا تضعون أنفسكم جزءاً من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تطرحه أميركا التي لا يهمها إلا أمن إسرائيل؟ لماذا تضعون أنفسكم في دائرة هذا المخطط الجهنمي؟ ألا يكفي بوش أنه سقط في انتخابات الكونغرس الأخيرة، وغرق في الوحل العراقي؟ ألا يكفيه خسارة تلو أخرى؟ على الأقل اتركوا هذا الفاشل وكونوا مع شعبكم المنتصر".
وتابع قاسم:"هل تذكرون أن السلاح الذي ضرب على لبنان أميركي؟ هل تذكرون أن إسرائيل حاولت تأسيس ميليشيات في لبنان لتقضم قسماً منه وتفرض سياساتها؟ ألا تحاول ان تمد يدها يومياً على لبنان؟ عندما تجتمع الحكومة الإسرائيلية وتهتم بالتطورات وتسعى الى دعم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة؟ يكفيك يا دولة الرئيس ان تستقيل بعد ذلك من أجل شرفك وكرامة لبنان". وأضاف:"البعض في العالم العربي، يريد مخاطبة العالم العربي من أجل إثارة السنة على المقاومة، وهم غفلوا ان ساحات العالم العربي ساحات للمقاومة، والمقاومون يفهمون بعضهم بعضاً ويحبون بعضهم بعضاً، وسنكون معاً ان شاء الله".
وقال قاسم:"نحن نعلم انهم يلعبون اللعبة المذهبية، لكن بالله عليكم ألم تلاحظوا غياب رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع عن هذه التحركات؟ في كل مرة كانا يتصديان أما اليوم فمنكفئان؟ ما هذه العقلانية المفاجئة؟ يريدون أن يلعبوا بمصير البلد من خلال إبراز القيادات السنية وتضليل الشارع السني ليأخذوا النتائج بدم وبمشكلات مذهبية بين السنة والشعية. نقول لهم سنحتضن السنة في قلوبنا، ووالله لن تفرقوا بيننا". ولاحظ قاسم أن"أغلب الحضور في السرايا لم يكن من لون واحد"، سائلاً:"مَن نصحكم بهذا؟ من قال أثيروا الفتنة؟ تكلموا بالسياسة اثبتوا وجودكم؟ البطل يثبت وجوده في الساحة ولا يختفي وراء البسطاء الذي سيكونون معنا، أليس الصبح بقريب؟"
وأضاف:"اتركوهم، عودوا، والله معنا تربحون ومعهم تخسرون، نريدكم معنا. مَن مد يده معنا نال مكانة عظيمة، فتعالوا معنا لنترك أولئك الذين يسقطون لبنان".
"نصيحة"...
وتابع:"يا دولة الرئيس السنيورة، انا مضطر لمخاطبتك مباشرة لتوضيح الأمر للرأي العام وألا لتكلمنا في السياسة، مسرحيتك في السرايا كانت هزلية ولم تكن موفقة. لا البكاء ينفع ولا الهزل ينفع، شمر عن ساعدك وانزل الى ساحة بناء لبنان الحر المستقل، لا تدافع عن موقعك في المقاومة، الناس يعرفون إذا ذكرت المعارضة يقولون إنها مقاومة، لكن لماذا لا يقولون عنك كذلك؟ لأنك حشرت نفسك في التهمة وأنصحك بأن ترفع هذه التهمة عنك من خلال أمرين:
- الأول: أن تصدر أمراً لقيادة الجيش اللبناني، من موقعك السياسي، بأن تعيد الشاحنة محلمة بالسلاح التي أخذتها أثناء الحرب، لأن إعادتها تحتاج الى قراراك لتعود اليوم قبل الغد. واذا فعلت ذلك تحصل على نقطة مضيئة.
- ثانياً: تعقد مؤتمراً صحافياً الليلة أو غداً، وتعلن أمام الشعب اللبناني انه رغبة منك في وحدة لبنان ورفض الوصاية، تقدم استقالتك الى ساحات الشرف في ساحات بيروت. وهذه الاستقالة سترفعك الى الريح".
وزاد قاسم:"عند ذلك نستأذن شعبنا العظيم والشريف فنمد اليد إليك والى من معك لنبني لبنان معاً. الأمر بين يديك، فكر ملياً". وقال:"قلنا بأن يوم الأحد أمس هو يوم مفصلي، وتساءل الكثيرون عن معنى ذلك، وأقول لك: إذا لم يكن هذا الحضور الذي لا يحصى عدداً وهو أضخم تعبير شعبي وأعظمه في كل التظاهرات في العالم في مثل هذه الحالات، مفصلياً فأي حضور يمكنه أن يسمعك صوت الفشل في حكومتك، ورغبة الشعب في النهوض مجدداً مع شركائك في الوطن؟ حكومتك استمرت سنة ونصف السنة، لا تزعل منا، صديقك من صدقك لا من صدقك، حكومتك فاشلة على كل المستويات، أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وإضافة الى ذلك توتر الساحة وأوجدت لغة الشتائم وكذلك وترت الناس الذين احبوا بعضهم بعضاً، فاتركوهم، حرام عليكم ان تفرقوا بينهم".
ووصف قاسم ان رفض الأكثرية إعطاء المعارضة الثلث زائداً واحداً"لئلا يعطلوا البلد"ب"المزحة". وسأل:"هل البلد يسير في طريقة صحيحة أم أنه معطل؟ أنتم عطلتموه لذا ندعوكم الى إعادة الحياة إليه بعدما أدخلتموه بأدائكم في هذا المأزق؟ هل الآن هناك حكومة؟ ما تخافون منه حاصل وزيادة، فالأفضل أن نتشارك، وان تعطونا في الحكومة نسبة ال 45 في المئة بحسب ما نستحق في التوزيع النيابي". وأضاف:"عندما يعجبكم النظام تتحدثون عن حق التظاهر، وعندما نتظاهر لا تقبلون. عندما تشعرون بأن الاقلية ستخل بالتوازن تقولون لا نريد تصنيف الأقلية ولا الأكثرية. عندما تحدثنا مرة بالأكثرية قامت الدنيا ولم تقعد. أقلعوا عن هذه السمفونية رحمة بكم وبالبلاد".
الاغتيال والمحكمة...
وعن المحكمة الدولية قال:"لقد أقرت في مجلس الأمن وهي تحتاج الى بعض الإجراءات وتنتهي، لكن أتمنى ان تبينوا لنا ما هو السر في تزامن اغتيال الشهيد النائب جبران تويني، ونحن في ذكراه الأولى مع إقرار المحكمة في مجلس الوزراء؟ لماذا في هذا اليوم اغتيل قبل الظهر واقر مبدأ المحكمة بعد الظهر؟ ثم اغتيل الشهيد بيار الجميل وأصبح شهيداً، ومساء أقرت تفاصيل المحكمة الدولية؟ ما هو الرابط بين ضرورة إقرار المحكمة وهذين الاغتيالين؟ نحن لا نعلم فهل انتم تعلمون؟ واللافت أيضاً أنه بعد دقيقة من أي اغتيال تصدرون الأحكام لماذا لا تطلعوننا على هذه التفاصيل؟ طالما عندكم هذه المعرفة الواسعة عن الاغتيالات، خصوصاً أن الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتلف ميليس ربط بين كثير من الاغتيالات، أجيبونا على هذا السؤال؟ إذا أردتم حلاً حقيقياً فاعلموا أن هذا التحرك الشعبي لن يتوقف حتى تحقيق المشاركة الكاملة في حكم لبنان، فلا يحق لكم ان تحكموا لبنان وحدكم وتأخذوه الى الوصاية".
وتابع قاسم:"إذا كنتم تفكرون أننا نعاني من ضيق التنفس فالحمدلله نحن في الهواء الطلق وانتم بالسجون، وإذا كنتم تعتقدون ان طول المدة يزعجنا فلا، سنبقى شهراً و10 أشهر، الى ان تقتنعوا بأنكم لا تستطيعون الاستمرار سنبقى مصرين على أن الحق معنا. انتم آذيتم هذا الشعب بقوت يومه، حرام عليكم أن تستمروا. فكل يوم نحملكم مسؤوليته. انتم تتسلطون على الكرسي، يا دولة الرئيس انظر الى شعبك وقل لمرة واحدة انك استقلت اليوم ليسجل لك نقطة إيجابية وان تأخرت فهناك نقاط كثيرة يصعب ان تزال".
عون
وتحدث عون الى المحتشدين من الرابية في كلمة متلفزة مباشرة، وقال:"نلتقي في أعظم حشد شعبي لنكمل مسيرة التغيير ونأتي بحكم جديد، نؤمّن معنى الديموقراطية وحاجات الشعب اللبناني التي يجب أن تتأمن ليتأمن السلم الاهلي، وهي الأمن والازدهار والحرية التي في ظل الحكم الحالي بدأنا نفقدها". وأضاف:"عندما عدت الى بيروت في 7 أيار مايو 2005، قلت لكم إننا سنواجه جبهة مثلثة الرؤوس ستقف في وجه التغيير الذي نريده، جبهة مؤلفة من فلول الإقطاع السياسي وهو عنصر ركود في السياسة يمص الضرع اللبناني، والثاني هو المذهبية المتعصبة التي كل مرة نهز الوضع القائم لننقله الى وضع أفضل تتحرك، وهي عنصر هدم ذاتي لا تأتي الا بالخراب وتشل كل الأوضاع بالركود وبالهيجان، والثالث هو المال السياسي أو الإقطاع لأنه دائماً ما أصاب الدولة في بنيتها".
وقال عون:"نحن اليوم نقف أمام هذا العدو المثلث أي الإقطاع السياسي والمذهبية المتعصبة والمال والفساد، وهي تكون الفتنة وتقف في وجهكم بتشجيع من الخارج لتركيب الفتن". وأضاف:"اليوم آخر مرحلة من مراحل نضالنا قبل تثبيت الاستقلال، فشلوا في كل المراحل في عزل اللبنانيين بعضهم عن بعض، واليوم نؤمن الوحدة ونجاهد معاً ضد التدخل الخارجي والحرب والتهجير والإفقار والهجرة، اليوم نحن صامدون في وجه الفتنة التي لن نتركها تنتصر. اليوم بعد هذه المرحة الأخيرة، أهنئكم وعلى رغم كل المظاهر، أشرفت على نهايتها، ويكفي أن ننتصر على الفتن".
وزاد:"هم اليوم يرفضون اعطاءكم الثلث الضامن، لكن غداً ستكون لكم كل السلطة وانتم تعطون الثلث الضامن لمن يخاف وله هواجس".
وسأل عون:"لماذا تخيفهم كلمة التغيير والإصلاح، فهؤلاء القابعون في الحكم منذ 15 سنة الى اليوم، كرروا ذاتهم ويزيدون الديون ويمتصون خيرات الدولة والشعب؟ كيف سيزيحون عن كراسيهم ليأتي نموذج مختلف ويظهر ان لبنان على رغم الوضع، يمكن ان ينهض إذا ما أدير في شكل جيد وصالح؟ لماذا هم خائفون من الإصلاح؟ لأنهم فاسدون، والفساد تجسد في كل مفاصل الدولة، انتشر كالسرطان في كل جسم الدولة. لماذا يرفض الفاسدون سماع كلمة تحقيق مالي، لأن التحقيق سيكشف كل علات هذا العهد الذي بدأ عام 1989 ولا يزال الى الآن، ففي أي إدارة أو وزارة أو مشروع هناك هدر وسرقة أموال، وهم لا يمكنهم الاستغناء عن الدجاجة التي تبيض ذهباً، ولا يتنحون لأن سجلاتهم مليئة بالفساد". وتابع:"إن عهدهم انتهى، وان طلب المشاركة معه انتهى، نحن دعوناهم طيلة 18 شهراً، فلم يسمعوا. اليوم صعب كثيراً أن نقبل بالمشاركة، ونحن في انتظار حكم جديد ينبثق من انتخابات نيابية".
وقال عون:"بعد بعضة أيام ستنتهي هذه المرحلة، وستكون انتخابات جديدة وينتج عنها من يمثل إرادة الشعب وفقاً لقانون انتخابي عادل لا وفق قانون غازي كنعان الذي أمن أكثرية مزورة لإرادة الشعب". وتابع:"ننتظر في الأيام القريبة المقبلة، القرار والانتقال من المراوحة، وهذه آخر مناسبة كبيرة نجتمع فيها لأن المناسبة الثانية إذا اجتمعنا فيها، فإن الساحات لن تتسع للناس والشريط الشائك لن يحمي السراي، فالناس سيتمددون في شكل طبيعي ولا يحتاجون الى من يحرضهم". واعتبر ذلك"من الوسائل المشروعة"، عارضاً أمثلة في العالم حصل فيها اجتياح شعبي للبرلمان و"لم يقل أحد عنها غير مشروعة". وأشار الى أن"الدستور الأميركي يدعو الى عدم العنف، لكنه يقول ان الشعب له الحق في أن يستعمل جميع الوسائل ليغير الحكومة التي لا تلبي مطالبه". وتابع:"كل الأشياء غير المشروعة تصبح مشروعة عندما يرتكب الحاكم جريمة تلو جريمة، الأشياء المشروعة هي للذي يحترم الشرعية لا للذي يتجاوزها. الحكم الذي لم ينتج إلا الدين لا يجوز ان يستمر ساعة بعد الآن، فكل عائلة لديها فاتورتان الأولى لمصلحة الكهرباء والثانية لمولد الحي، وكذلك الأمر في المياه والهاتف، كل هذه الأمور سببها ان هناك تلاعباً بالخدمات والأسعار وهدراً للأموال ولا تستطيع هذه المصالح فعل شي لأنها معبأة بالسرقات".
وحمّل الدولة"مسؤولية مباشرة"عن الوضع الأمني. وأضاف:"قالوا في المرحلة الأولى إن هناك فلولاً للدولة الأمنية أيام السوريين، واليوم نسألهم أي فلول متحكمة بالبلد؟ قبل 10 أيام حصلت جريمة اغتيال الشهيد الوزير الجميل واليوم سكتوا وكأن الاغتيال لم يحدث، قبل سنة حصل اغتيال الشهيد النائب جبران التويني اليوم ذكراها، ما هي مسؤولة الحكومة؟ وأين أصبحت التحقيقات الدولية؟ وهل الجرائم للتوظيف السياسي؟ الحكومة لا تستعمل من الجرائم إلا التوظيف السياسي لاتهام الخصوم واللبنانيين وتخويفهم دائماً وتخويفنا كسياسيين حتى أصبحنا نقيم أمننا الذاتي وحرمنا من التجول". وأضاف:"الجريمة الأخيرة واضحة، لماذا تتسترون على الوقائع؟ ماذا تنتظرون؟ أين وزير الداخلية؟ هذه الحكومة أصابها الفشل الذريع منذ بداية عهدها، فأمنياً حصلت 15 جريمة لم تكشف؟ أقرت المحكمة الدولية ولا متهمين، ماذا فعلت الحكومة غير الكلام؟ يكفي هرب من المسؤولية، لكن لا أحد يرد على تساؤلاتنا، لا أحد يحق له الكلام. إذا اردتم ان تكونوا حكومة تحملوا مسؤولياتكم واعلنوا ما فعلت؟ كل إنجازاتكم فارغة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.