بريتني سبيرز، غوينيث بالترو، أنجيلينا جولي، جوليا روبرتس، سيلين ديون، كايت موس، هايدي كلوم، مادونا، فيكتوريا باكهام... أسماء ساطعة في سماء المشاهير يضاف إلى صفاتهن لقب"الأم". ويمكن تصنيف الأمومة ظاهرة في حياة المشاهير في السنوات الأخيرة، اذ تحوّل أطفالهن خبراً جديراً بالمتابعة، وهو ما دفع ببعضهن ك"بريتني سبيرز"إلى وضع امتياز على نشر صور طفلها، وأعطتها حقاً حصرياً لإحدى المجلاّت. وهذا ما يدفع البابارازي إلى التقاط أي صورة لهؤلاء الأطفال لمجرد وجودهم مع أمهاتهم. هذه الملاحقة قد تسبب لهم الضرر على أكثر من صعيد بحيث يتحول الطفل"أكسسواراً"إضافياً من أكسسوارات النجمة أو النجم، ويجسّد في الوقت عينه دليلاً آخر على أنّ أمه تتبع"الموضة"حتّى معه. فرؤية آبيل عامان طفلة الممثلة غوينيث بالترو في زيّ من مجموعة"اسكادا"للأطفال، لا تقل تميزاً عن صور"لوردز"ابنة المغنية مادونا في محلات"بيربري"، ولا عن طفلة العارضة كايت موس وهي تلبس تنورة من تشكيلة"روبرتو كافالي"للصغار، وپ"تي شيرت"من تشكيلة"دولتشي اند غابانا". يسعى الأهل على اختلاف شرائحهم الاجتماعية والاقتصادية إلى جعل أطفالهم صورة مصغّرة عنهم. ونجد من بين المشاهير أمثالاً حية على ذلك، ف"بروكلين"طفل لاعب كرة القدم دايفيد بيكهام وزوجته فيكتوريا مغنية سابقة في فرقة سبايس غيرلز يضع نسخة مصغرة من اقراط الماس التي يضعها والده وتقدر قيمتها بنحو 25 ألف جنيه استرليني. من جهتها، صممت"فيرا وانغ"فستان زفاف العارضة هايدي كلوم، ونسخة مطابقة عنه لكن مصغرة لطفلتها. ولا يعني الكلام عن المشاهير وأطفالهم اقتصار الظاهرة عليهم، إذ إنها شائعة بين الناس على اختلاف مستوياتهم. بعض الأمهات مثلاً يستعضن، عن عجزهن عن ارتداء أزياء لأحد المصممين المعروفين، بشراء ثياب موقّعة لمصممهن المفضّل لأطفالهن. وتوقّعت دراسة قامت بها مؤسسة"مينتيل"عام 2004، أن تصل مصاريف الأسرة البريطانية على أزياء اطفالها إلى 6.1 بليون جنيه استرليني عام 2007، أي بارتفاع نسبته 26 في المئة. ولا يختلف الأمر بالنسبة الى الولاياتالمتحدة، حيث يتوقع ان تزيد تلك المصاريف بنسبة 13 في المئة في عام 2008 حسب تقرير"يورومونيتور". وبالتالي تشهد سوق أزياء الأطفال ازدهاراً مضطرداً منذ الأعوام الأخيرة، ما دفع بالكثير من دور الأزياء العالمية ك"هيرميس"Hermes،"إسكادا"Escada،"رالف لوران"Ralph Laurent،"لا سنزا"La senza، ماذر كير Mother care، بنيتون Beneton، نكست Next، مكس Mexx،"دولتشي اند غابانا"Dolce and Gabana، وپ"ديور"Dior إلى مجاراة متطلبات العصر ووضع تصاميم خاصة للأطفال تداعب براءتهم وتحاكي أذواق أهلهم في آن. الأهمية التي اكتسبتها أزياء الأطفال في الأعوام الاخيرة أوجدت نوعاً جديداً من المنافسة بين دور الأزياء. إذ إن تصميم ثياب الأطفال لا يقل صعوبة وابتكاراً عن الشق المخصص للرجال أو النساء. فهذا العالم لم يعد يقتصر على اللون الزهري للأنثى، والأزرق السماوي للذكر، بل تحولت أزياء الصغار إلى نسخ مصغرة لملابس الكبار، مع المحافظة على اللمسة الطفولية المعتادة من خلال رسوم والنقوش. وبما أن الأهل هم المستهلكون في هذا الاطار، تعتمد دار"ديور"في مجموعتها الجديدة لربيع - صيف 2006 للأطفال على مخاطبة روح الطفولة الكامنة في نفوس الأباء والأمهات."من إلهام"غاليانو"مجموعة بألوان قوس قزح تضيء عالم الأطفال الخاص، مع التركيز على المحافظة على راحتهم وقدرتهم على الركض والحركة واللعب"، هكذا عرّفت دار ديور مجموعتها لهذا الموسم. طفلة ديور في هذا الموسم تنهل من مجموعة تجعل منها لعبة تحمل شعار الرومانسية، بمزيج من البراءة والأناقة، بتعبير آخر سندريلا العصر الجديد. أمّا طفل ديور، فهو رجل صغير انيق، رشيق، هو ببساطة عضو في فريق ديور للرجال. ولا تقتصر مجموعة ديور على الملابس التي تنوعت أقمشتها بين القطنية والجينز والكشمير وعقد الساتان التي دخلت على فساتين الفتيات، بل تعدتها لتشمل الأحذية والألعاب القطنية والصوفية التي تتناسب مع أزيائهن. ألوان المجموعة بألوان قوس قزح، تحاكي حرارة الشمس ونضارة الطفولة، وإن ظهر اللون الأبيض بكثرة لا سيما في ما يخص أزياء الفتيات. إلا أن مجموعة"ديور"للصبيان ركّزت على لون الكحلي. حبات الفريز، اسم"ديور"المُطرز والورود شكلت أكسسوارات المجموعة الجديدة للأطفال. الأناقة، الراحة، الجمال، الألوان الفرحة، صفات أربع تتداخل لتحافظ على البراءة التي يحملها كل طفل، وهذه المرّة مُذيَّلة بتوقيع"ديور".