دولتشي وغابانا اسمان لمعا في عالم الأزياء والموضة قرابة ربع قرن. وبخلاف الأسماء الأخرى حافظا على بريقهما مدى السنوات على رغم تقلّب الظروف وانقلاب الموازين بلا هوادة. بل إن التعب لم يدركهما يوماً أو انه لم يبد على وجهيهما الجسورين. دومينيكو دولتشي وستيفانو غابانا, مصممان شهيران ليس في ابتكاراتهما الفريدة فحسب, بل في أسلوب عيشهما والنمط الأسطوري المعاصر الذي ميّز سيرتهما. فهما يسكنان منزلاً رومانياً أعادا تصميم ديكوره في شكل لم يسبق له مثيل, إذ جعلا جدرانه سود اللون وأثاثه مخضرماً بين العصور والحقب على اختلافها. بعضهم يعتبرهما من قبيلة"الأرستقراطيين"المنقرضين الذين يعيشون على هامش التاريخ, وبعضهم يقول انهما بوهيميان فوضويان يصطنعان القرب من البروليتاريا... متأنقان, ميلودراميان, عاطفيان, وفي كل هذه الصفات يعكسان صورة ايطاليا في تناقضاتها وتألقها. من عشاق جزيرة سترومبولي ذات الرمال السود والطبيعة الغرائبية, لكنهما يحبان أيضاً لندن وهوليوود وأحياناً نيويورك. ولديهما ذائقة متطابقة في تذوّق الموسيقى والسينما والفنون الأخرى عموماً. تراهما يحبان مادونا وأغانيها الإباحية, ومن جهة أخرى يفضلان أفلاماً شديدة الخصوصية من الناحية الفنية البحتة, مثل فيلم"النمر"لفيسكونتي و"دولتشي فيتا"لفيلليني. ربما يعود ذلك إلى أنهما صمما أجمل الأزياء لمادونا, إضافة إلى كايلي مينوغ وجينيفير لوبيز وفيكتوريا بيكهام وغيرهن. في بداية الموسم على خشبة العرضَ الكبرى في ميلانو, حققت تشكيلاتهما نجاحاً ملحوظاً. وبلغ رقم المبيعات المباشرة لمختلف بوتيكات متاجر العالم نحو مئة مليون دولار. ويقول غابانا المهتم في الشأن التجاري ان"هذا الرقم يشير إلى الفارق بين الرخيص والثمين, بين الفلاّحي والارستقراطي. وليس مهماً إذا راج الزيّ تجارياً, المهم أن تلتقطه العين المرهفة, وطبعاً حافظة النقود المناسبة".