جدد الرئيس جورج بوش خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في عمان مساء الاربعاء وصباح الخميس، تمسك ادارته بخياراتها الاستراتيجية في المنطقة، وتجاهل الضغوط التي يواجهها داخلياً وخارجياً. وكان واضحاً دعم الاتجاه الاميركي والعربي الرافض تقديم تنازلات لايران وسورية مقابل مساهمتهما في تهدئة الاوضاع الأمنية داخل العراق. ومنح اللقاء حكومة المالكي"فرصة اضافية"للقضاء على الميليشيات، وأعطاها المزيد من الصلاحيات في مواجهة المسلحين. وعبر الرئيس الاميركي خلال مؤتمر صحافي امس عن ثقته بحكومة المالكي ووصفه ب"الرجل المناسب للعراق"، فيما اكد بيان مشترك عن الاجتماع عزم الرجلين على ملاحقة"مثيري اعمال العنف مهما كانت انتماءاتهم الطائفية". واعتبر رئيس الوزراء العراقي في تصريحات صحافية اللقاء"ناجحاً"، مؤكداً عزمه على القضاء على الميليشيات"حتى لو اقتضى ذلك استخدام القوة"، رافضاً تقريراً اميركياً انتقد أداء حكومته. واشارت مصادر قريبة الى أجواء الحوار الى ان بوش منح المالكي فرصة اضافية لاجراء تعديلات على حكومته، والقضاء على الميليشيات الشيعية، ومنحه صلاحيات اكثر لمحاربة"المتمردين"السنة. لكن اصرار الرئيس الاميركي على عدم الخوض علناً في موضوع"الجدولة الزمنية للانسحاب من العراق"وتأكيداته ان"الجنود الاميركيين باقون حتى اكمال المهمة"، لا يمنعان أن يكون الموضوع نوقش خلال الاجتماعات. من هنا كان تأكيد بوش ان"لا انسحاب غير مشرف من العراق". ويضع رفض جدولة الانسحاب المالكي في مواجهة التيار الصدري الذي انسحب من الحكومة والبرلمان. وأكد ناطقون باسمه أمس ان هذه المسألة"هي الحد الادنى لعودة الكتلة عن قرارها"، مؤكدين أنها تعمل"لتشكيل جبهة برلمانية تطالب بالانسحاب الاميركي". الى ذلك كانت الضغوط التي يواجهها بوش، سواء من لجنة بيكر أو الديموقراطيين وبعض الأوروبيين موضوعاً رئيسياً للقاء عمان، خصوصاً أن إشراك سورية وايران في تسهيل دعم الأمن في العراق تترتب عليه تنازلات أساسية. وأكدت مصادر اردنية مطلعة ل"الحياة"ان دولاً في المنطقة حذرت واشنطن من خطورة منح مكافآت"نووية"لايران واخرى"لبنانية"لسورية، مقابل"انسحاب اميركي مشرف من العراق". وأكدت مصادر أميركية رافقت بوش في زيارته ان خيار تنظيم مؤتمر دولي حول العراق، تشارك فيه سورية وايران يشكل مخرجاً، وبديلاً للحوار المباشر. وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان دعا الى عقد هذا المؤتمر. وجددت روسيا امس دعوة مماثلة قدمتها نهاية عام 2003 ونقلت وكالة"انترفاكس"، عن مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتعاون الدولي اناتولي سافونوف، ان"الوضع في العراق يزداد تدهوراً. وتصلنا يومياً ارقام مخيفة عن عدد الضحايا بين المدنيين والقوات المنتشرة"هناك. واضاف:"يجب تنظيم مؤتمر ربما في اطار الاممالمتحدة، أو منتدى كبير لبحث قضايا العراق".