أجرى امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك تبعها غداء عمل موسع حضره من الجانب الكويتي وزير الخارجية الشيخ محمد سالم الصباح، ومن الجانب الفرنسي وزراء الاقتصاد والمال تييري بروتون والدفاع ميشال اليو - ماري ومستشار الرئيس موريس غوردو مونتانييه، ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان ميليكس باغانون والناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون. وتناولت المحادثات العلاقات الثنائية وقضايا منطقة الشرق الاوسط والخليج وازمة"النووي"الايراني. وقال الشيخ صباح الأحمد، إثر اللقاء، إنه ناقش مع الرئيس شيراك العلاقات الثنائية والاوضاع في لبنانوالعراق، ودعا الرئيس الفرنسي لزيارة الكويت. مشيراً الى أن الرئيس الفرنسي قلده وسام جوقة الشرق. وقال وزير الخارجية الكويتي إن"اللقاء كان مهماً جداً وتخلله استعراض لمجمل العلاقات الكويتية - الفرنسية، والعلاقات العربية - الفرنسية والعربية - الأوروبية". وأضاف"كما تعلمون ستُعقد في الأيام العشرة المقبلة قمة خليجية في الرياض وستُطرح خلالها مواضيع عدة وان التشاور بين أمير الكويت والرئيس الفرنسي مهم بالنسبة إلى هذه المواضيع التي تعني المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع العراقي والملف النووي الإيراني". وقال بونافون إن شيراك شكر الأمير على تخصيصه فرنسا بأول زيارة له الى الخارج منذ توليه منصبه، كما شكره على المساعدة الكويتية في إطار انشاء قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر وحيال معهد العالم العربي في باريس. وذكر أن المحادثات أظهرت تطابقاً كبيراً في وجهات النظر، خصوصاً في شأن قضايا الشرق الأوسط، وأن شيراك شكر أمير الكويت على دعمه للبنان، واستعرض معه المؤتمر المقرر عقده في باريس لمساعدة لبنان اقتصادياً. ونقل عن شيراك قوله إنه يأمل في أن تعالج القضايا المطروحة في لبنان ضمن ذهنية الحوار الوطني. وبالنسبة إلى الوضع الفلسطيني، اشار بونافون الى أن شيراك أكد مجدداً أن الرئيس محمود عباس يجسد خيار السلام الذي أقدم عليه الشعب الفلسطيني، كما عرض الجهود التي تبذلها فرنسا ضمن مجموعة الدول الست لحمل إيران على تقديم الضمانات الضرورية في شأن نشاطها النووي. وتابع أنه عند الحديث عن العراق، اعاد شيراك بضرورة اعتماد سياسة مصالحة وطنية تحفظ وحدة البلاد. وعلمت"الحياة"أن الجانبين، الكويتي والفرنسي، أبديا قلقاً كبيراً حيال تطورات الوضع في لبنانوالعراق. وذكرت أنهما عبرا عن قلق حيال التظاهرات التي يشهدها لبنان ابتداء من اليوم الجمعة، وأن الجانب الكويتي استغرب موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يمثل قوة توازن. وقالت مصادر إنه كان هناك تساؤل بالنسبة إلى موقف الجيش اللبناني الذي سيكون بمثابة المفتاح الاساس لتطور الوضع. وتابعت أنه بالنسبة إلى العراق، فإن الجانبين لاحظا صعوبات وتعقيدات الوضع، وأن شيراك تخوف من احتمال تقسيم العراق الذي يمثل خطراً كبيراً على الشعب العراقي والمنطقة. والتقى أمير الكويت في باريس وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو - ماري، التي وقعت مع وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك اتفاقاً لتعديل الاتفاق الدفاعي الكويتي - الفرنسي. كما التقى الامير مع رئيس مجموعة"ايرباص"لوي غالوا. وكان مسؤولون كويتيون وفرنسيون بحثوا في اجتماع ليل الاربعاء في التحضيرات لعقد مؤتمر"باريس - 3"لدعم لبنان المرتقب في 25 و26 من كانون الثاني يناير المقبل اذا لم يحدث ما ليس بالحسبان في الجانب الحكومي اللبناني. وحضر الاجتماع عن الجانب الكويتي وزير المال بدر الحميضي والممثل الخاص للرئيس الفرنسي جان بيار جويت. وقالت مصادر فرنسية ان"الاجتماع التحضيري تناول الجهود التي باستطاعة الكويت ان تبذلها لمساعدة لبنان في هذه الاوقات العصيبة". من جهة ثانية قال أمير الكويت لصحيفة"فيغارو"الفرنسية رويترز ان انسحاباً سريعاً للقوات الاميركية من العراق"سيدفع البلاد الى حرب أهلية تسبب ضرراً للعالم أجمع". واضاف"في ظل الظروف الراهنة فان الانسحاب الاميركي من العراق لن يساعد بأي حال في تحقيق الاستقرار وعلى العكس سيتدهور الوضع وسنرى حرباً اهلية ضارية يدفع ثمنها العالم أجمع". ورداً على سؤال عما اذا كان الوضع في العراق تحول الى حرب أهلية تقريباً أجاب"أتمنى ألا تكون هذه هي الحال". وأضاف أن"على القوات الاميركية في العراق تغيير استراتيجيتها والانسحاب من المدن الداخلية ولا بد أن تتعاون الدول العربية والدول المجاورة الاخرى للعراق بشكل فعال لمنع حمام الدم بين العراقيين". وتابع"من ناحية اخرى على القوات الاميركية مغادرة المدن العراقية والانسحاب الى أطراف البلاد... وأبلغت الرئيس بوش بذلك مرات عدة". واشار الى ان حل الصراع في الشرق الاوسط"عامل حيوي في تحسين الوضع في العراق". وقال:"حتى اذا أملنا في أن تصبح الظروف قريباً مواتية كي يسرع الاميركيون باعادة اعمار العراق فان الاولوية بالنسبة للكويت اليوم لا بد أن تكون تسوية الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني ومن دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية ستظل حالة الاحباط قائمة في المنطقة". وفي شأن الملف النووي الايراني اوصى امير الكويت بفتح حوار بين طهران وواشنطن لان"التهديد بضرب المنشآت النووية الايرانية كما يفعل البعض ليس حلا". وافاد مصدر في السفارة الكويتية في باريس بان الكويت قدمت هبة بقيمة خمسة ملايين يورو الى متحف اللوفر بمناسبة الزيارة. وجاء في بيان اصدرته السفارة ايضاً ان الكويت قدمت كذلك هبة بقيمة مليون يورو الى معهد العالم العربي في باريس الذي يواجه صعوبات مالية كبيرة للمساهمة في التطور الثقافي والفني لهذه المؤسسة التي تشكل صلة وصل وتبادل بين الثقافات والحضارات. ويزور الامير اليوم الجمعة المعهد حيث يُقام معرض لفنانات كويتيات ثم يتفقد قسم الفن الاسلامي في متحف اللوفر.