توقعت قيادة أركان الجيش الإسرائيلي بعد مداولات أجرتها في الأسابيع الأخيرة أن تبادر سورية و"حزب الله"إلى شن حرب ضد إسرائيل في صيف العام 2007. وقالت صحيفة"هآرتس"الإسرائيلية أمس، إن تقديرات الجيش الإسرائيلي لا تشير إلى موعد محدد لاندلاع حرب، وإنما"ثمة جدول عمل لغرض التسلح وإجراء تدريبات وتحديد الصيف المقبل كموعد يصبح الجيش الإسرائيلي عندها في مستوى جاهزية عسكرية عليا لتجدد الحرب". وقررت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي تجميد التخطيط المتعدد السنوات لبنية القوة العسكرية بسبب عدم الانتهاء من تلخيص نتائج حرب لبنان الثانية حتى الآن والتعامل مع العام 2007 على أنه عام لتأهيل القوات الإسرائيلية وأنه سيتم في نهايته إعداد خطة خمسية جديدة للجيش الإسرائيلي. وعلى رغم ذلك، اتخذت القيادة العسكرية الإسرائيلية قرارين مرحليين مهمين، الأول يتعلق بتطوير منظومة مضادة لصواريخ كاتيوشا التي يبلغ قطرها 220 مليمتراً و302 مليمتر كتلك التي أطلقها"حزب الله"على مدينة حيفا في شمال إسرائيل خلال الحرب الأخيرة وذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة، أما القرار الثاني فيقضي بالابقاء على خطة تطوير دبابة"ميركافا". وألغت قيادة الجيش الإسرائيلي قراراً كان قد اتخذه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز ويتعلق بتقصير الخدمة الإلزامية للشبان في الجيش إلى ثمانية أشهر ابتداء من آذار مارس 2007، وستتم إعادة البحث في الموضوع في الشهر نفسه من 2008، كما قرر الجيش تكثيف استدعاء قوات الاحتياط لغرض إجراء تدريبات وأيضا لتحل مكان قوات نظامية في الأراضي الفلسطينية ليتسنى لهذه القوات إجراء تدريبات بهدف إيصال القوات النظامية والاحتياط لجاهزية حربية. ويسعى الجيش الإسرائيلي إلى نقل المسؤولية عن قيادة الجبهة الداخلية إلى وزارة الأمن الداخلي أو أي وزارة أخرى"لتتمكن قيادة الأركان من التركيز على المهام الحربية أثناء الحرب والامتناع عن التنسيق مع الشرطة"وقد سلم الجيش موقفه هذا لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الذي يفترض أن يبحث هذا الموضوع. وقرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس أن وجهات عمل الجيش الأساسية تنطلق من خمس نقاط مركزية، بحسب ما أوردت"هآرتس": النقطة الأولى تتعلق باحتمال اندلاع حرب في الجبهة الشمالية لإسرائيل أي سورية ولبنان واحتمال مبادرتهما بشكل مشترك بمساندة إيران أو كل واحد على حدة للقيام ب"أعمال عدائية"خلال السنتين المقبلتين وسط توقعات بأن تصل عمليات كهذه إلى ذروتها في أشهر الصيف من العام 2007 المقبل. مراقبة "دور العراق" وجاء في تقديرات الجيش الإسرائيلي بهذا الخصوص أن هناك"أجواء نصر"تسود القوى في المنطقة التي تعارض إسرائيل والغرب إضافة إلى احتمال صدور قرار أميركي بسحب القوات من العراق، ما سيزيد من حدة هذه الأجواء"ويتحتم على إسرائيل مراقبة مدى اندماج العراق في جبهة شرقية متجددة مع سورية وإيران". كذلك تشير تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى أنه ما زال هناك نحو 5000 صاروخ كاتيوشا لدى"حزب الله"في جنوبلبنان حتى بعد عمليات التفتيش التي أجرتها القوات الإسرائيلية في المنطقة خلال الحرب. وتفيد النقطة الثانية بأن"دولاً عربية وعلى رأسها سورية ومنظمات شبه عسكرية وعلى رأسها"حزب الله"تنازلت، قبل اندلاع حرب لبنان وفي شكل أكبر بعد الحرب، عن مواجهة مباشرة مع التفوق العسكري الإسرائيلي في الجو والمدرعات من أجل تدمير إسرائيل بواسطة عمليات برية لاحتلالها، والبديل الذي اختارته القوى المعادية لإسرائيل هي حرب استنزاف متواصل وتفعيل سلاح مشاة غني بوسائل مضادة للدبابات ووحدات كوماندوس وقذائف صاروخية وأنفاق".