أصدرت المحكمة الجنائية العليا أمس، أحكاماً بالاعدام شنقاً على الرئيس العراقي السابق صدام حسين وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي وقاضي محكمة الثورة السابق عواد البندر، وبالمؤبد بعد إدانتهم بالمسؤولية عن مقتل 143 شيعياً في قرية الدجيل عام 1982، وحُكم بالسجن مدى الحياة على نائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان، وبالسجن 15 عاماً على المسؤولين السابقين في"البعث"المنحل عبدالله خادم الرويد وابنه مزهر عبدالله الرويد وعلي دايح علي، فيما قضت ببراءة المتهم محمد عزاوي. لكن رئيس الهيئة التحقيقية القاضي رائد جوحي سارع الى الاعلان أن اجراءات استئناف حكم الاعدام ستبدأ اليوم وتستمر شهراً، على أن تحدد محكمة الاستئناف جدولاً زمنياً لاصدار قرارها، ما يعني احتمال تأجيل تنفيذ عقوبة الاعدام بحق صدام أسابيع أو حتى أشهر. واستقبل العراقيون قرار الحكم منقسمين على أنفسهم، اذ احتفلت المناطق الكردية والشيعية وخصوصاً مدينة الصدر حيث نزل آلاف الى الشوارع مبتهجين بالحكم، فيما استنكرت مناطق السنة الغاضبة كالدور وتكريت مسقط رأس الرئيس المخلوع حيث تظاهر مئات السكان تنديداً به. وحاول الرئيس العراقي السابق مقاطعة القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن عند نطقه بالحكم، مردداً"عاش العراق، عاش الشعب العراقي، الله أكبر من المحتلين... يسقط العملاء والغزاة"، لكن أربعة حراس اقتادوه خارج قاعة المحكمة وقُيّدت يداه وراء ظهره. وحكم على صدام حسين بالسجن عشر سنوات ايضا لإدانته بارتكاب"جريمة ضد الانسانية"، أي التعذيب، وعشر سنوات أخرى لقيامه"بتهجير سكان". وحذا المحكومان الآخران بالاعدام حذو صدام بالاعتراض على الحكم، فهتف البندر عند النطق به:"الله اكبر على كل الخونة"، فيما صرخ برزان"يعيش البعث حزب القيم"قبل أن يُطردا من القاعة. كما شهدت جلسة النطق بالحكم التي استمرت أكثر من 47 دقيقة، طرد المحامي الاميركي رامزي كلارك وانسحاب ثلاثة محامين من هيئة الدفاع لاعتراضهم على عدم الاستماع الى مرافعاتهم. وتباينت ردود الفعل السياسية حول قرار المحكمة باعدام صدام وبرزان والبندر، بين اعتبار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القرار حكماً على حقبة"مظلمة"من تاريخ العراق وأن دمه ليس أغلى من دماء"الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر"، وتساؤل"الحزب الاسلامي العراقي"عما اذا كانت محاكمة صدام"هدية لجهة معلومة"، وخصوصاً لأن"جرائم اليوم تنوعت وكثرت الى حد لم تكن معروفة فيه في النظام السابق من اضطهاد طائفي وتهجير".