ناقشت القمة ال16 لدول شبه الجزيرة الايبيرية وأميركا اللاتينية التي افتتحت ليل الجمعة - السبت في عاصمة أوروغواي مونتيفيديو وتستمر أعمالها 3 أيام، مسألة الهجرة"مع الحرص على تفادي تجريم المهاجرين". ودعا اينريكي ايغليسياس الأمين العام للمنظمة الايبيرية - الاميركية اللاتينية الدول الأعضاء ال22، للنظر الى الهجرة"على أنها ملكية مشتركة". ولفت الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في كلمته الى أن أميركا اللاتينية هي احدى المناطق التي"تسود فيها أكبر نسبة من عدم المساواة في العالم، مع وجود 220 مليون فقير". وتبنى وزراء الخارجية قراراً خاصاً يندد بالجدار الذي تقيمه الولاياتالمتحدة على ثلث حدودها مع المكسيك، وقراراً آخر يطالب ب"إنهاء الحصار الأميركي المفروض على كوبا"منذ عام وزادت مفاعيله تدريجاً عام 1962. في المقابل، طالبت مجموعة من رؤساء سابقين في أميركا اللاتينية بينهم التشيلي باتريسيو ايلوين، القمة بوضع آلية لمطالبة كوبا بإطلاق"برنامج إصلاحات سياسية". وأقر المجتمعون أيضاً"دعم التصدي للإرهاب"و"الجهود التي تبذل لتحقيق السلام في كولومبيا". وأشاروا في قرار آخر الى"سيادة الأرجنتين على جزر المالوين وبإجراء مفاوضات لإيجاد حل". وكانت جزر المالوين الواقعة جنوب أميركا اللاتينية، والتي تملكها بريطانيا منذ 1883 سبب الحرب التي نشبت بين الدولتين في1982، والتي انتهت الى استعادة القوات البريطانية هذه الجزر. وينتظر أن تركز القمة على تعزيز علاقات التعاون الإقليمية في ما يتعلق بقضايا الطاقة. ووفقاً لمشروع البيان الختامي الذي كشف عنه أول من أمس يتعهد رؤساء الدول والحكومات المشاركون ب"ضمان الامدادات وتقليص تكاليف الصفقات في سوق الطاقة". وكانت مونتيفيديو تحولت الى مدينة اشباح في ضوء إجراءات الأمن الاستثنائية، اذ انتشر في شوارعها أكثر من 2300 شرطي. وتظاهر ما بين 400 و500 ناشط في اليسار المتطرف واحرقوا العلم الأميركي وكيساً فيه أوراق مالية رمزية. وسجلت القمة غياب عدد كبير من الزعماء في مقدمهم الرئيس الكوبي فيديل كاسترو الذي يتعافى من جراحة خطرة أجريت له أواخر تموز يوليو الماضي، والبرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا الذي أنهكته حملة اعادة انتخابه، والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز المنصرف الى عقد اللقاءات السياسية تحضيراً للانتخابات الرئاسية في 3 كانون الأول ديسمبر المقبل. وحظيت أسبانيا بأفضل تمثيل بحضور ملكها خوان كارلوس ورئيس حكومتها خوسيه لويس ثاباتيرو. وفي ما يتعلق بالهجرة، قال ثاباتيرو ان بلاده"تعامل جيداً الأشخاص الآتين من الخارج". وشدد وزير خارجيته ميغيل أنخيل موراتينوس على ان المهاجرين"ليسوا منحرفين"ولا يشكلون"تهديداً"بل"فرصة". وأكد إنه"لا ينبغي أن يقاس نجاح القمة بالحضور فيها"وإنما بالالتزام الذي تبديه الحكومات. وسوت اسبانيا التي ازداد عدد المهاجرين اليها أربعة أضعاف خلال السنوات العشر الأخيرة، أوضاع أكثر من 800 ألف شخص، وهي تضم حالياً حوالى 3.7 مليون مهاجر، بينهم أكثر من مليون مهاجر من أميركا اللاتينية.