أعلن أولي ريهن، مفوض شؤون التوسيع في الاتحاد الأوروبي أمس، أن المفوضية أوصت بتعليق جزئي لمفاوضات العضوية مع تركيا لمعاقبتها على عدم تطبيق بروتوكول الاتحاد الجمركي الموسع مع الاتحاد والذي وقعته في تموز يوليو الماضي والذي قضى بفتح موانئها ومطاراتها أمام حركة الملاحة البحرية والجوية القبرصية، وهو الشرط الذي وضع لإطلاق مفاوضات العضوية في تشرين الأول أكتوبر 2005. وتضمنت التوصية تعليق المفاوضات في 8 فصول تتعلق بالاتحاد الجمركي تشمل 53 فصلاً. وتمنى ريهن، في مؤتمر صحافي عقده في بروكسيل، أن تسجل تركيا"هدفاً ذهبياً في الوقت الضائع"وتلتزم بشرط فتح الموانئ و"لو في اللحظة الأخيرة"التي تسبق موعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في 11 كانون الأول ديسمبر المقبل الذي سيتبنى هذه التوصية ويرفعها إلى زعماء الاتحاد الأوروبي في قمتهم التالية المقررة في 14 من الشهر ذاته. بدوره، طالب رئيس لجنة المفاوضات التركية الأوروبية جوزف ليجينديك أن تنظر تركيا إلى النصف المملوء من الكأس باعتبار أن الاتحاد الأوروبي لم يعلق المفاوضات في شكل كامل، مشيراً إلى أن قبرص عملت منذ اكثر من ستة شهور للضغط كعضو في الاتحاد من اجل إجبار تركيا على فتح موانئها ومطاراتها أمام سفنها وطائراتها. ورفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التوصية باعتبارها"غير متوقعة"و"قاسية جداً"، وقال في ريغا حيث يحضر اجتماعات قمة الحلف الأطلسي في العاصمة اللاتفية ريغا إن قرار المفوضية الأوروبية"غير مقبول". وأيضاً، حذر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بعد لقائه أردوغان في ريغا، من أن أوروبا سترتكب"خطاً فادحاً"، في حال أغلقت باب العضوية أمام تركيا. واعترف بلير، الذي يعد من ابرز أنصار انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، بأن العمل على دفع مسيرة انضمام تركيا كما يتوقع الاتحاد سيشكل"تحدياً حقيقياً". وقال:"نواجه في أوروبا حالياً انقساماً بين الاعتبارات السياسية القصيرة المدى والمصلحة الاستراتيجية البعيدة لأوروبا والعالم في رؤية تركيا داخل الاتحاد الأوروبي". وأضاف"سنواصل مع آخرين يشاركون بريطانيا الشعور في شأن مسالة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي السعي إلى إيجاد حل قبل اجتماع المجلس الأوروبي، خصوصاً أن الموعد الحاسم ليس اليوم، وعلينا أن نضمن أننا نتيح لتركيا التقدم". في المقابل، ابلغ الرئيس الفرنسي جاك شيراك رئيس الوزراء التركي أردوغان أن المفوضية الأوروبية"لا تملك إلا خيار التوصية بتجميد جزئي لمفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد بعدما لم تحترم بروتوكول توسيع الاتحاد الجمركي، فيما تعتبر المفوضية الضامنة للتنفيذ الجيد للمعاهدات والمسؤولة عن إدارة المفاوضات". لكن شيراك أمل في أن يتبدل الوضع قبل القمة الأوروبية. في المقابل، أكدت المستشارة الألمانية أنغلا مركل في أن الاتحاد الأوروبي لن يقدم تنازلات من اجل التوصل إلى حل للمسألة القبرصية خلال مفاوضات العضوية مع تركيا. وقالت مركل في ريغا:"يرغب الاتحاد الأوروبي في أن تنفذ أنقره بروتوكول الاتحاد الجمركي الموسع"، وزادت أن اقتراح المفوضية الأوروبية في هذا الشأن يعد إشارة قوية إلى ذلك. وأشارت مركل إلى أنها تفضل أن تتمكن الدول الأعضاء في الاتحاد من اختبار مدى التقدم الذي أحرزته المفاوضات بعد مرور 18 شهراً، مشيرة إلى وجود"فصول لا يمكن فتحها". يذكر أن الجهود التي بذلتها الرئاسة الفنلندية الدورية للاتحاد لم تثمر إيجاد مخرج للأزمة القبرصية.