يعود أصل ثمرة الخرما الى الصين، حيث تنمو شجرتها في شكل عفوي، وهي تعتبر الفاكهة المفضلة في البلد الذي لا تغيب عنه الشمس اذ لا تفارق موائد اليابانيين، ويقال إن هناك أكثر من 800 نوع من فاكهة الخرما في اليابان، وعلى ما يبدو فإن هذه الثمرة لم يعرفها الغرب، وبالتحديد أوروبا، إلا بحلول العام 1789، غير أن أولى المحاولات لزراعتها بدأت في العام 1873 على يد مهندس يعمل في بناء السفن البحرية، استطاع أن ينتج 27 صنفاً ذاع صيتها في المقاطعات الفرنسية ولاقت اقبالاً منقطع النظير. واذا حاولنا ان نعرف خصائص ثمرة الخرما التي يقترب حجمها من حجم التفاحة، ولها لون المشمش نفسه عند نضجها، لوجدنا انها تتمتع بالمواصفات الآتية: غناها بالكاروتينيدات المسؤولة عن اللون البرتقالي، وغني عن التعريف مدى أهمية هذه المركبات للجسم، فهي تشكل واحدة من أهم اللبنات الأساسية التي يعتمد عليها لمناهضة الجذور الكيماوية الحرة التي تزرع الخراب في الجسم، والهدف الأول للجذور الحرة الدماغ الذي يعتبر من أكثر الأعضاء تضرراً بها، فهذه الجذور، تنجذب أكثر ما تنجذب، الى الأنسجة الدهنية، وبما أن المخ غني بها، لذا تجد ضالتها فيه، فيحلو لها طيب الإقامة ملحقة أشد الضرر بخلاياه. أيضاً، فإن للجذور الحرة شغفاً خاصاً بألياف الكولاجين الموزعة في جدران الشرايين التي تتعرض للتضيق والانسداد، فينتج منهما أزمات صحية تقع في أهم الأعضاء كالدماغ والقلب والكلية والعين. ولكن لحسن الحظ، هناك مضادات الأكسدة، ومن بينها الكاروتينيدات، التي تعمل على منع، أو على الأقل تأخير، وصول الجذور الكيماوية الحرة، وقد بينت الدراسات أهمية هذه المركبات في درء مخاطر الاصابة بأمراض القلب والأزمات الدماغية والأورام الخبيثة والالتهابات المفصلية والاضطرابات الجلدية. تحتوي ثمرة الخرما على طائفة مهمة من المعادن، في مقدمها البوتاسيوم 170ملغ/ 100غ، وهذا العنصر مهم جداً لعمل العضلات والأعصاب والقلب والشرايين، كما أن له دوراً في تعديل الأحماض الضارة في الجسم، ويسهم، مع عنصر الصوديوم، في تنظيم التوازن المائي، ويساعد على ثبات ضغط الدم وانتقال الموجات الكهربائية والكيماوية في الجسم. ان نقص البوتاسيوم يؤدي الى اضطرابات شتى مثل الخلل في ضربات القلب، وانخفاض ضغط الدم، والضعف والتعب والغثيان والتقيؤ والإمساك أو الإسهال وتقلب المزاج. والى جانب معدن البوتاسيوم هناك معادن أخرى مثل الكالسيوم 21ملغ/100 غ، والفوسفور 20ملغ/100غ، اضافة الى كميات ضئيلة من معدن المغنيزيوم والصوديوم والحديد والزنك والمنغنيز والنحاس. على صعيد السكريات فإن ثمرة الخرما غنية بها 15غ في كل 100غ، وهذه تتألف خصوصاً من سكر الفركتوز وسكر الغلوكوز. من ناحية الألياف فهي تبلغ حوالى 2.5غ في كل 100 غرام من ثمرة الخرما، وتتشكل في غالبيتها من السيللوز والهيميسيللوز اضافة الى كمية شحيحة من البكتين، وتلعب الألياف الغذائية دوراً حيوياً في الجسم، فهي تقي من الإمساك القبض ومن تهيج الأمعاء، وتنظم مستوى السكر في الدم، وتحول دون نمو الجراثيم اللاهوائية في الأمعاء التي تسهم في اطلاق المركبات المسرطنة. ان الإنسان يحتاج يومياً الى كمية من الألياف تتراوح ما بين 15 وپ20 غراماً، وهذه الكمية يجب تأمينها من مصادر مختلفة من الفواكه والخضار، وعدم الاقتصار على مصدر واحد، ويجب الاعتياد على استهلاك الألياف الغذائية يومياً لما لها من أثر واقٍ ضد أمراض القلب وضغط الدم. أخيراً، ان فاكهة الخرما تصنف بين الثمار الغنية بالسعرات الحرارية، فكل 100 غرام منها تعطي 66 سعرة حرارية وهذا ما يضعها بين الكرز والعنب.