حضت منظمة"هيومن رايتس ووتش"الاميركية الرئيس جورج بوش والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني على البحث في لقائهما المرتقب في عمان اليوم الاربعاء مشكلة العراقيين المقيمين في الاردن وجميع دول المنطقة واعتبارهم"لاجئي الامر الواقع". واثار التقرير الذي اطلقته المنظمة في عمان امس عشية وصول الرئيس الاميركي غضب السلطات الاردنية التي اعتبرت ان التقرير"سياسي"و"بعيد عن الدقة والموضوعية والواقع"، واتهمت المنظمة بتعمد الاساءة المتكررة الى الاردن. وفي المقابل عبر بيل فريليك مدير قسم سياسات اللاجئين في المنظمة عن استيائه الشديد من رفض الحكومة الاردنية مناقشة التقرير مع مندوبي المنظمة في عمان. وشرح في مؤتمر صحافي عقده في عمان امس معاناة هؤلاء قائلاً ان"مئات آلاف العراقيين في الاردن يواجهون، بعد نزوحهم هربا من العنف والاضطهاد في العراق، خطر الاعتقال او دفع الغرامات او الترحيل لأن الحكومة الاردنية تعاملهم بطريقة اقرب الى معاملة مهاجرين غير شرعيين منها الى معاملة لاجئين". وطالب فريليك الحكومة الاردنية بإعلان نظام خاص لحماية العراقيين يتكون من ثلاثة بنود هي عدم اعادة او ابعاد الذين يسجلون لشمولهم بنظام الحماية وان تقبل طلبات اللجوء ومنحهم تراخيص عمل. ودعا الرئيس الاميركي الى"ان يعرض على الملك عبدالله الثاني المساعدة في حماية اللاجئين العراقيين وان يشدد على ضرورة وقف ارجاعهم الى حيث يتعرضون لخطر الموت". ويقول التقرير الصادر تحت عنوان"معاملة يلفها الصمت: النزوح من العراق، البقاء في الاردن"، ان"مليون عراقي نزحوا من بلدهم منذ شن الحرب على العراق في اذار مارس 2003 لكن لم يعاملهم اي من جيران العراق ولا حتى الولاياتالمتحدة على انهم لاجئون"بينما تقدر مصادر غير رسمية العدد بنحو 800 الف. واوضح التقرير ان"الحكومة الاردنية كانت متسامحة مع نصف مليون عراقي يعيشون في الاردن حتى وقت حصول تفجيرات فنادق عمان في تشرين الثاني نوفمبر 2005 التي راح ضحيتها ستون شخصا، حين بدأت باعتقال وترحيل العراقيين الذين لا يحملون تصاريح الاقامة القانونية، ويرفض الاردن الان دخول الكثير من العراقيين على حدوده". وقال التقرير ان الكثير من العراقيين في الاردن"يحظون برعاية صحية محدودة، لانهم لا يملكون تصاريح عمل ويلجأ الكثير منهم الى الاعمال المهمشة او يتعرضون للاستغلال". وعلى رغم انتقاد التقرير للاردن الا ان سارة لي ويتسون مديرة مكتب"هيومن رايتس ووتش"في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، قالت"ان الاردن وسورية لا يزالان الاكثر تسامحا في المنطقة تجاه العراقيين". وانتقد التقرير الولاياتالمتحدة وبريطانيا لابدائهما"اهتماما قليلا بالازمة الانسانية في المنطقة"الناجمة عن تدخلهم في العراق. وقالت ويتسون"ان اعتراف الولاياتالمتحدة وبريطانيا بوجود مليون لاجئ سيعني اعترافهما بالفشل في تحقيق السلام والامن في العراق". وانتقد فريليك رفض الرئيس الاميركي تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين العراقيين الذين نزحوا بعد غزو بلادهم الى دول الجوار مشيرا الى ان سبب ذلك يعود الى رفضه"الاعتراف بأن هدف الغزو في تحقيق الديموقراطية للعراقيين قد فشل". وانتقد الناطق باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة في حديثه ل"الحياة"التقرير وقال انه"بعيد عن الصحة والدقة والواقع"معتبرا ان"المنظمة وقعت في مغالطات واضحة"لأنها"اطلقت صفة لاجئين على كل العراقيين الموجودين في الاردن". وكان جودة قال خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي الاثنين"سئمت شخصيا من التقارير الدورية من هيومن رايتس ووتش التي لا تعتمد في اغلبها على معلومات دقيقة". واضاف ان المنظمة"تدعي بأن الاردن يقيد اعطاء التأشيرات للعراقيين وهم لا يعلمون ان العراقيين ليسوا بحاجة لتأشيرات لدخول الاردن. والموضوع هو موضوع اقامات. وبالعكس فإن العراقيين الموجودين على الارض الاردنية لديهم اقامات تتفاوت مددها الزمنية".