وصل إلى القاهرة أمس رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية عن طريق معبر رفح البري، في مستهل جولته الأولى في دول عربية وإسلامية منذ توليه رئاسة الوزراء نهاية آذار مارس الماضي. ويناقش هنية في القاهرة خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام، تثبيت وقف النار وجهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مع كبار المسؤولين المصريين، وفي مقدمهم نظيره الدكتور أحمد نظيف ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وتشمل جولة هنية السعودية والكويت ولبنان وسورية وقطر وإيران والاردن والسودان، إضافة إلى ادائه فريضة الحج. ويرافقه رئيس ديوان رئيس الحكومة الفلسطينية محمد المدهون والناطق باسم مجلس الوزراء غازي حمد. وكانت السلطات الإسرائيلية عطلت موكب رئيس الوزراء في معبر رفح أكثر من 4 ساعات بسبب رفضها توجهه بسيارته الخاصة إلى مصر، قبل ان تسمح له بالمرور. وقال هنية أمس للصحافيين، قبل مغادرته قطاع غزة، إن الهدف من جولته التي تستمر حتى نهاية العام، هو"تعميق العلاقات الثنائية بين الحكومة الفلسطينية والحكومات العربية والاسلامية وتوفير الدعم اللازم للشعب الفلسطيني لمواجهة هذا الحصار الظالم المفروض عليه". وأضاف أنه يحمل عدداً من الملفات السياسية والاقتصادية، معرباً عن أمله في ان"تصب هذه الزيارات في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه وثوابته الوطنية". وأشار إلى أنه سيعقد اجتماعات مع قادة الفصائل الفلسطينية وممثليها في دمشق، للبحث في سبل تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها، كما سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد وعدداً من المسؤولين السوريين. وتعد جولة هنية مؤشراً إلى ان حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة لن ترى النور قبل نهاية العام الجاري، خصوصاً أن زياراته تمتد حتى مطلع السنة المقبلة. وتراجعت توقعات الفلسطينيين بقرب تشكيل الحكومة التي كانوا يعلقون عليها آمالاً عريضة في رفع الحصار السياسي والمالي المفروض عليهم، منذ أكثر من ثمانية شهور، في أعقاب تأليف حكومة حركة"حماس". وفسر فلسطينيون سفر هنية على أنه"فشل"لمشاورات تشكيل حكومة الوحدة. وعلمت"الحياة"من مصادر موثوقة أن"حماس"أبلغت كوادرها بأن"مشاورات حكومة الوحدة مع الرئيس عباس وحركة فتح تم تجميدها". إلى ذلك، أعيد أمس تشغيل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة بعد إغلاق استمر 13 يوماً. ونقلت وكالة"رويترز"عن مصدر حدودي مصري أن مئات الفلسطينيين مروا من المعبر في الاتجاهين. وتوقع أن يعمل المعبر لمدة ثلاثة أيام للسماح بمرور آلاف الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون إعادة تشغيله.