وصف رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بأنها «عبارة عن مفاوضات من أجل المفاوضات وليس من أجل تحقيق الحقوق الفلسطينية». وأشار هنية، خلال استقباله وفداً من لجنة الحكماء الدولية برئاسة رئيسة جمهورية ايرلندا السابقة المفوض العام السابق لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ماري روبنسون، وعضوية وزير خارجية الجزائر السابق موفد الأممالمتحدة سابقاً الأخضر الإبراهيمي والناشطة الحقوقية الهندية إيلا بات الى «وجود إشكالات في المفاوضات الراهنة حيث تجرى على (حساب) الحقوق الفلسطينية، وفي ظل انحياز أميركي واضح للاحتلال الإسرائيلي». وأشاد هنية بجهود لجنة الحكماء الدولية وزيارتهم إلى قطاع غزة في ظل الحصار المفروض عليه، معرباً عن أمله بأن تشكل هذه الزيارة تقدماً إيجابياً لمصلحة الشعب الفلسطيني. وقال الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو إنه جرى خلال اللقاء «حديث معمق حول آخر التطورات السياسية وملف المفاوضات وحقوق الشعب الفلسطيني، وموضوع المصالحة وإنهاء الانقسام». وأضاف أنه تم التأكيد على ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وسبل الوصول إليها. وتابع إن هنية شدد على أن «إنهاء الانقسام ضرورة وطنية ويجب الوصول إليها في شكل لا يتيح المجال أمام تجدد الانقسام والخلاف، ما يستدعي إنهاء كل الملفات الخلافية، خصوصاً الملف الأمني الذي كان أحد أسباب تفجر الأوضاع بعد اتفاق مكة». واستعرض هنية نتائج الحوار الأخير الذي جرى في دمشق بين حركتي «فتح» و «حماس» فأشار إلى «الحلول العديدة التي اقترحتها حماس للخروج من نقاط الخلاف وطُرح بعضها على الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لحلها». ولفت الى أن «عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات سبّب هذه الحال من الانقسام، إضافة إلى التدخل الدولي، خصوصاً الأميركي في الشأن الفلسطيني الداخلي». ودعا هنية إلى «إنهاء هذا التدخل بما يخدم المصالحة الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية». وأشادت روبنسون بالمواقف السياسية التي ذكرها هنية، خصوصاً موضوع المصالحة، داعية إلى إنهاء هذه القضية بتحقيق الوحدة الفلسطينية التي تخدم المجموع الفلسطيني ككل. ووصل وفد من «الحكماء» السبت الى غزة للدعوة الى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الفلسطيني، عبر معبر رفح قادماً من مصر. وأعلن الوفد في بيان أن «الهدف من الزيارة هو لفت الانتباه الى انعكاسات عزل غزة والدعوة الى رفع الحصار فوراً». وتفرض إسرائيل حصاراً على قطاع غزة منذ حزيران (يونيو) 2006 بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي ما زال محتجزاً، وقد شددته بعدما سيطرت «حماس» على القطاع في العام التالي. وقبل الوصول الى غزة التقى وفد «الحكماء» مساء الجمعة في القاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية في مستهل جولته في الشرق الأوسط. ويتوقع أن يزور الوفد أيضاً سورية والأردن وإسرائيل والضفة الغربية، بهدف «حض الأطراف على دعم مفاوضات» السلام الإسرائيلية الفلسطينية. يُذكر أن عضو مجموعة الحكماء الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر سيلتحق بالوفد اليوم الأحد، فيما لم يتمكن رئيس جنوب أفريقيا السابق نلسون مانديلا من مرافقة الوفد في زيارته الحالية بسبب وضعه الصحي وكبر سنه.