تعمل الفنانة اللبنانية مي حريري على الحضور الفني حتى في أقسى الظروف، لكنها تُصرّ على إعطاء عائلتها حيّزاً مهماً من اهتماماتها. وعلى رغم توقعها مدى انتشارها في العالم العربي، إلا أنها لم تتفاجأ بالجائزة التي نالتها ضمن مهرجان أوسكار الفيديو كليب في مصر حيث تمكث لدعم ألبومها الأخير"حبيبي إنت"، وكانت القاهرة أول محطة لتوقيعه. التقينا مي حريري فقالت: لوجودي في مصر أهمية كما في أي دولة عربية، فكل فنان يريد الانتشار عليه أن يحضر ويركز نفسه، ومكوثي في مصر أعطاني زرعاً جيداً وبدأت أحصد. والدليل أنني ظهرت في الإعلام المصري الذي غطى كل نشاطاتي، خصوصاً أنني شاركت في برامج تلفزيونية مثل"البيت بيتك"وپ"إسهر معنا"، وحتى الصحافة المكتوبة. كما أن حفلة توقيع ألبومي شكلت حدثاً غطته الصحافة المصرية والعربية، وسأشارك في حفلات رأس السنة في القاهرة. وعن جائزة"أوسكار الفيديو كليب"قالت: لو لم تكن أعمالي على المستوى الجيد والمطلوب لما نلتها عن مجمل أعمالي الفنية. كما ان الجائزة سهلت لي الدخول الى قلوب الناس. وتحدث عن صدقية الجوائز التي تتكاثر في العالم العربي اليوم، فأكدت ان"مستوى مهرجان"أوسكار الفيديو كليب"جيد جداً. إضافة الى أن لجنة التحكيم فيه تضمّ فنانين كباراً في مقدمهم محمد سلطان، محمود ياسين ومديحة يسري، ولا أحد يشكك بصدقية هؤلاء. وقد دُعيت الى المهرجان كضيفة شرف حيث كُرّمت، لأن أغاني المصورة في فيديو كليب تنقل مشاهد راقية ومتزنة وليس فيها أي نوع من الابتذال الذي ترفضه اللجنة". وعلّقت على ما قيل عن اتكائها على أعمال ملحم بركات، قائلة:"كل الفنانين يحلمون بالتعامل مع ملحم بركات وأن يُلحن لهم أغنية واحدة على الأقل. وأنا حصلت منه على أغنيتين، ولا أجد عيباً من التعامل مع أسماء كبيرة من شعراء وملحنين، فكيف بفنان مثل ملحم بركات، حتى لو قيل انني أتكئ عليه من خلال الأغاني الثلاث التي أخذتها منه لا أجد في الأمر خطأ". وأضافت:"عندما سألوه عني قال"شهادتي بها مجروحة"، ولكنني أؤكد انني حصلت منه على تنازل عن الأغاني الثلاث، فأنا لا أستطيع أن أسلم شركة الانتاج أي ألبوم من دون تقديم تنازلات من الشعراء والملحنين. أما لماذا لم يؤكد ملحم بركات ذلك فالسؤال موجه إليه". وهل تتقصد مي حريري الابتعاد عن أساليب الإغراء كبعض الفنانات، خصوصاً في تصوير الفيديو كليب. تجيب:"عندما يدخل الفنان عالم الغناء تطرح حوله تساؤلات كثيرة، وقد حاولت أن تكون لي مكانة متزنة ومختلفة. والدليل ظاهر في أغاني المصورة التي قدمتها في شكل مستقل وكان لها لون خاص". وعن مدى اقتناعها بصورتها في فيديو كليب أغنية"فلاحة"، قالت انها مقتنعة"لأن المخرج روبيرتو ميا استطاع ان يلتقط مضمون الأغنية ويقدمها بصورة معبرة وواقعية. وتدور قصة الفيديو كليب حول فلاحة تحب أسلوب حياتها ولا تستغني عنه مهما قدموا لها من قصور ومجوهرات". لماذا تختار مي حريري مخرجين غير لبنانيين لتصوير أغنياتها، تجيب:"يتمتع لبنان بمخرجين بارعين، لكن غالبيتهم تحكمها أطماع مادية، ويمكنني تصوير الفيديو كليب الذي لا تقلّ كلفته عن 150 ألف دولار في لبنان، بتكاليف أقل بكثير في الخارج وبنوعية عالية. وسأصور قريباً أغنية"دنا مني"خارج لبنان ومع المخرج روبرتو ميا الذي صوّر"فلاحة". كل الفنانين يشكون من الأطماع التجارية، وأي شخص يستطيع أن يخرج فيديو كليب فلماذا يرفع المخرجون اللبنانيون الأسعار؟". وعما تردد عن استعدادها لأكثر من دويتو، قالت:"كل شيء مؤجل لغاية الآن. ولكن، هناك مشروع ديويتو مع الفنان ليونو ريتشي، إذ اتصل بي مدير أعماله وطلب ملفي وأخبرني عن المشروع فأبديت الموافقة، خصوصاً أن الأغنية ستكون بالعربية والانكليزية، وأنا في انتظار موعد البدء بهذا المشروع. أما عن الدويتو مع المطرب المصري إيهاب توفيق، فكل منا مشغول ولم نتوافق بعد على موعد محدد لدراسة فكرة الأغنية، وكل ما أريده من الدويتو هو فكرة الأغنية لأنها الأساس في عمل الدويتو". وقالت مي حريري عن طموحها الى العالمية:"ليست العالمية هاجس أعيشه لأنها صعبة، جداً، وهي لا تعني أن نغني بالانكليزية أو مع فنان أجنبي، بل أن نكون على مقربة من مكان العمل أي في الغرب، وبين الجمهور الغربي. والأهم أن يتابع الجمهور الغربي أعمالنا ويشتري ألبوماتنا. لهذا، ليست العالمية مشروع حياتي، بل عائلتي هي أساس حياتي وما يبقى لي في النهاية". أما عن مشاريعها الأخرى فكثيرة أهمها تحضير إعلان لمشروب غازي جديد، وستخوض تجربة التمثيل السينمائي مع شركة"العدل غروب"وسيكون ذلك مفاجأة للجمهور العربي.