أعطت الحكومة الاسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية في اجتماعها امس الضوء الاخضر للجيش لشن عمليات اغتيال ضد"العناصر الضالعة في الارهاب"وضرب مؤسسات لحركة"حماس"لوقف اطلاق صواريخ"القسام"على اسرائيل من قطاع غزة، مستبعدة في الوقت الحاضر عملية واسعة النطاق في القطاع. وفي غضون ذلك، راوحت الجهود الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية مكانها رغم اعلان الرئيس محمود عباس عن أمله في ان يؤدي تشكيلها الى انهاء حال الفلتان الأمني السائدة في الاراضي الفلسطينية. راجع ص8 وجاء كلام عباس بعد عيادته عبدالعزيز شاهين ابو علي عضو المجلس الثوري في حركة"فتح"وزير التموين السابق الذي نجا من محاولة اغتيال مساء الثلثاء في مدينة غزة، بعدما اطلق مسلحون مجهولون النار عليه واصابوه في الظهر. ويعتبر شاهين من اشد منتقدي حركة"حماس"وله تصريحات لاذعة ضدها. واتهمت ستة فصائل فلسطينية امس حركتي"فتح"و"حماس"باحتكار المشاورات الخاصة بحكومة الوحدة الوطنية، وطالبت بشراكة سياسية ورفض نظام الحصص في توزيع الحقائب الوزارية. واعتبرت هذه الفصائل في بيان ان"استمرار الحوار ثنائيا بين فتح وحماس هو حوار احتكاري تحكمه المصالح الفئوية ويؤدي الى محاصصة وليس الى الشراكة السياسية". والفصائل الستة هي"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"و"جبهة النضال الشعبي"و"جبهة التحرير الفلسطينية"و"الاتحاد الوطني الفلسطيني - فدا"و"الجبهة العربية الفلسطينية"و"حزب الشعب". وفي اسرائيل، وصفت مصادر أمنية القرارات التي اتخذتها الحكومة المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية في اجتماعها امس بأنها"لم تكن دراماتيكية"، في اشارة الى انها لم تقر عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة على غرار عملية"السور الواقي"التي نفذها الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية في ربيع العام 2002. لكن الحكومة أقرت تصعيد العمليات العسكرية واستهداف مؤسسات حركة"حماس"واستئناف اغتيال كوادر فلسطينية. وأفاد بيان صادر عن اجتماع الحكومة المصغرة انها اصدرت تعليماتها لقيادة الجيش بإعداد"خطة شاملة لعملية عسكرية أوسع لوقف اطلاق قذائف القسام على اسرائيل"، على ان يتم عرضها على الحكومة في جلسة مقبلة لإقرارها، وذلك في موازاة اقرار"مبادئ مواصلة الحرب"على غزة ضد مطلقي القذائف الصاروخية وتهريب الأسلحة من مصر الى القطاع. وواصل الجيش الاسرائيلي امس اعتداءاته فقتل اربعة فلسطينيين أحدهم من حركة"الجهاد الاسلامي"اغتالته وحدة خاصة من"المستعربين"في مخيم جنين، بينما قتل الثلاثة الباقون وبينهم امرأة في قطاع غزة.