شكّلت زيارة بيل غيتس، مؤسس شركة"مايكروسوفت"العملاقة، للسعودية"مناسبة لتقريب المسافة بينه وبين شرائح واسعة من المجتمع السعودي. وجاءت الكلمة التي ألقاها غيتس في"منتدى التنافسية الدولي"الذي عقد في الرياض أخيراً تحت عنوان"دور الاتصالات وتقنية المعلومات في تنشيط المناخ التنافسي في اقتصاد المملكة العربية السعودية"، ضمن سياق هذا التقارب. أعرب غيتس عن اعتقاده بأن قراءته للمستقبل تنبئه بفرص زاخرة للاستثمار في المملكة. وشدّد على ان تكنولوجيا المعلوماتية تساهم في شكل كبير في التقدم والتطور في المجالات المختلفة، نظراً الى الدور الذي تؤديه في كل القطاعات، سواء أكانت قطاعات تشغيلية أم قطاعات أعمال، أم القطاعات التعليمية والتربوية، أم حتى التسلية والترفيه. وأضاف أن كل القطاعات أصبحت الآن تعتمد على التقنية الرقمية التي تساعد على خفض الكلفة في القطاعات العامة والخاصة، لما توفره من الوقت والسرعة. وتحدث غيتس عن الدور الذي مارسته تقنية المعلومات خلال العقدين الماضيين. وقال:"قبل 30 سنة عندما كنت طالباً أتخصص في معالجة برامج"آي بي أم"، وجدت أن الأمور تتطور في مجال التقنية كل سنتين، فعملت مع صديق لي على تطوير تقنيات جديدة وبرامج متقدمة، أنشأنا شركة مايكروسوفت التي أصبحت أكبر شركة في مجال التكنولوجيا الرقمية راهناً، وهذا يدل على التطور الكبير في مجالات التقنية. ونسعى جاهدين خلال الفترة المقبلة الى تقديم تقنيات عالمية جديدة، منها الاستغناء عن"لوحة المفاتيح"، واستخدام الصوت والقلم للكتابة على الشاشة، والاستغناء عن استخدام الورق، والكومبيوتر الشخصي سيصبح أكثر سهولة في الاستعمال. ومن المتوقع ان تغيّر هذه الأمور طرق استخدام الكومبيوتر خلال السنوات العشر المقبلة". وأضاف:"نحن في مايكروسوفت نسعى إلى تغيير الأفلام وتطويرها، والاستغناء عن الورق في شكل كبير، حتى تصبح الكفاءة أكثر من السنوات الماضية. وهذا الأمر يساعد الحكومات على خفض التكاليف وسرعة الانجاز وتقليل استخدام الورق. وفي مجال الترجمة، خضنا تجارب عدة، منها تقديم برامج متطورة وسهلة يتسنى لأي شخص استخدامها والاستفادة منها. ونهدف إلى تطوير أشياء جديدة مستقبلاً. عندما يرى طفلي الآن المسجل يسألني: ما هذا؟ كيفك كنتم تستخدمونه؟ فهو لم يعرف إلا القرص الرقمي المُدمج. وفي المستقبل عندما توجد تقنية جديدة سيأتي من يسأل عن القرص الرقمي المُدمج: ما هذا؟ ستوجد تقنية أسهل للاستخدام بالتأكيد، وأعتقد بأن بعد سنوات سنقول انه شيء من الماضي". وشدد على"ضرورة تعليم الأطفال وتدريب الطلاب والمعلمين على طريقة استخدام تقنية المعلومات، وكذلك على الشركات والمؤسسات ان تستخدم هذه التقنية، خصوصاً أن من خلال استخدام التقنية الرقمية يمكن انجاز الأعمال وجني الأموال". وتوقع أن"تكون هناك شركات تتبوأ محل الريادة في استخدام البرامج، وهذا مهم بالنسبة إلينا، خصوصاً في إنتاج البرامج". وتحدث غيتس أمام وزراء ومسؤولين حكوميين، عن دور الحكومات، معتبراً انه كبير ومهم، ويجب ان تعتمد النظم الرقمية في كل القطاعات، بخاصة قطاع التعليم والجامعات والمعاهد التقنية، وعلى الحكومات أن تكون رائدة في هذا المجال، إضافة الى عملها على الحفاظ على حقوق النشر. ورأى أن"الأسواق المحلية تحتاج الى تأسيس، وفقاً للبيانات والمعلومات التي تشكل أساساً للاقتصاد". وتابع:"لدينا في أميركا الكثير من الخبرات في مجال التقنية التي ساعدت على تقدم البلاد في كل المجالات، خصوصاً أن التقنية تجعل من العالم قرية صغيرة". وعن النظم الأمنية في الانترنت قال إن العالم تطوّر في مجال أمن المعلومات أكثر من الأعوام الماضية.وأضاف:"لدينا برامج عالية الجودة، وأنا أود أن أركز على الأجيال المقبلة، خصوصاً الطلاب، ليتمكنوا من الدخول في عالم البرمجيات والتكنولوجيا الالكترونية". وأكد أن الأمن وتوفير المعلومات مهمان جداً بالنسبة الى قطاع الأعمال، فپ"خلال 15 سنة لاحظنا تطوراً كبيراً في تطوير قطاع الأعمال في شكل لم نكن نتوقعه". وفي حوار دار بينه وبين الحاضرين عقب محاضرته، ذكّر غيتس بأن شركة"مايكروسوفت"دربت أكثر من 30 ألف معلم، في إشارة إلى عقد التسوية الذي بين شركته ووزارة التربية والتعليم السعودية. وقال:"نسعى الى تدريب الطلاب، ليكون لكل طالب كومبيوتر شخصي خلال الفترة المقبلة"، مشيراً إلى أن لدى السعودية مصادر كثيرة غير النفط والطاقة.