وضع وزير الثقافة المصري فاروق حسني نفسه في مواجهة مع الأزهر وجماعة"الإخوان المسلمين"، بعد تصريحات له نشرتها امس صحيفة"المصري اليوم"اعتبر فيها"حجاب المرأة عودة إلى الوراء"وأن النساء"بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس". وقدم نائب من"الإخوان"طلب إحاطة عاجلا حول مسؤولية الحكومة عن تصريحات الوزير. وبدأت كتلة"الإخوان"إجراءات للمطالبة بإقالته وتقديمه اعتذاراً عما بدر منه من اهانات لشيخ الأزهر والمفتي وعلماء المسلمين. وقال الناطق باسم كتلة"الإخوان"النائب حمدي حسن ل"الحياة":"ينبغي أن يفرق الوزير بين آرائه كمسؤول في الدولة وآرائه الشخصية التي لا تهمنا في شيء على الإطلاق". وشدد على أن تصريحات الوزير"تتصادم مع الدستور الذي ينص على أن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب إحاطة كإجراء مبدئي تجاه تلك التصريحات وسيتبعه بإجراءات أخرى ما لم يتراجع حسني عن تصريحاته. وقال الرئيس السابق للجنة الفتوى في الأزهر الشيخ جمال قطب ل"الحياة"انه"لا ينتظر من فاروق حسني وامثاله إلا العداوة البينة لشرع الله ولا ينتظر منه إلا الخروج عن القيم والدعوة إلى مخالفة الوقار والتقاليد الإسلامية. ومهما قال وفعل فإن المسلمات لا يعبأن بما يقوله ولا يلتفتن له". وأضاف"أن الناس تفهم أن أقوال حسني تصب لمصلحة جهات تعادي الإسلام"، وهجومه على الحجاب"هو خوض في بحر عميق لا قدرة له على الغوص فيه". ومن جانبه هاجم نائب المرشد العام ل"الإخوان"محمد حبيب تصريحات حسني. وقال:"ان وقوف من لا يعلم في اشارة الى وزير الثقافة في موقف العلماء هو أمر مرفوض". واعتبر حبيب أن تصريحات الوزير"جزء من المسلسل الذي يستهدف الإسلام وشرائعه"، متهماً حسني بالسعى إلى فرض قيم المجتمعات الغربية على المجتمع المصري وطمس هويته الإسلامية وهو صورة من صور الارتماء في أحضان الغرب". وكان حسني صرح"بان الدين الآن مرتبط بالمظاهر فقط رغم أن العلاقات الإيمانية بين العبد وربه لا ترتبط بالملابس". ودعا إلى أن تعود مصر كما كانت"وتتوقف عن تقليد العرب الذين كانوا يعتبرون مصر قطعة من أوروبا"، وقال:"نحن عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا على أيديهن عندما كن يذهبن للجامعات والعمل دون حجاب، فلماذا نعود الآن إلى الوراء". مؤكداً أن وزارته"لا بد أن تكون حائط صد رئيسي أمام هذه الأفكار... نحن لن نتقدم طالما بقينا نفكر في الخلف ونذهب ونستمع إلى فتاوى ب"ثلاثة مليم". ورغم وجود حملات في وسائل الإعلام المصرية يتبناها أدباء ومثقفون تعارض الحجاب، لكن المسؤولين ينأون بأنفسهم عادة في الخوض فيها أو توجه لوم إلى الحجاب أو علماء الدين تفادياً لرد فعل شعبي قد يصل الى حد الصدام كما حدث مع حسني نفسه عندما سمح بإصدار رواية الكاتب السوري حيدر حيدر"وليمة لاعشاب البحر"على نفقة الوزارة قبل سنوات، فخرجت تظاهرات حاشدة ضده وحدثت ضجة كبيرة في الأوساط الدينية والسياسية وقتها.