بعد نحو خمس سنوات من المحاكمات ونقض الأحكام من طرفي الدفاع والنيابة العامة الألمانيين، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا الاستئنافية في كارلسروه أمس، حكماً مفاجئاً في قضية الإسلامي المغربي منير المتصدق المتهم بالتورط باعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 عزز اتهامات النيابة العامة ضده، في حين قال مسؤولون في الاستخبارات الاميركية ان تنظيم"القاعدة"نشط عملياته انطلاقا من ملاذات آمنة على الحدود الافغانية الباكستانية. وعلى عكس محكمة هامبورغ العليا، وجدت المحكمة الاتحادية أن المتصدق 32 سنة"شريك"في الاعتداءات، وأحالت القضية مجدداً على محكمة هامبورغ كي تعيد النظر في الحكم الذي أصدرته في آب أغسطس 2005، والذي قضى بسجن المتصدق سبع سنوات فقط بتهمة النشاط الإرهابي، وإسقاط بقية التهم وبينها المشاركة في تنفيذ الاعتداءات في نيويوركوواشنطن. وكان محكمة هامبورغ العليا دانت عام 2004 المتصدق بالسجن 15 سنة، ثم استأنفت هيئة الدفاع الحكم وخفضته قبل أن تستأنفه النيابة العامة أمام المحكمة الاتحادية. وإثر صدور الحكم أمس الذي سيؤدي بحسب مصادر قضائية إلى رفع العقوبة مجدداً مدة تتراوح بين 12 و15 سنة، أعلن محامي الدفاع نية موكله استئناف الحكم أمام المحكمة الدستورية العليا، وهي الهيئة القضائية الأعلى في ألمانيا. وتمتع المتصدق بحرية الحركة نسبياً منذ صدور قرار محكمة هامبورغ العام الماضي، ولم يُعرف أمس إذا كان قرار المحكمة الاتحادية سيعني إعادته إلى السجن. واكتفى المدعي العام الاتحادي غيرهارد آلتفاتر بإعلان ارتياحه للقرار، وقال إن"النائبة العامة الاتحادية مونيكا هارمز ستدرس الموضوع وتعلن قرارها في أسرع وقت". في المقابل، فاجأ الحكم المتابعين خصوصاً أنه تجاوز حتى ما طلبته النيابة العامة في الدعوى الأخيرة لاستئناف الحكم، بعدما أعلنت أنها أكيدة من أن المتهم"شريك في الجريمة". وقال رئيس هيئة المحكمة القاضي كلاوس تولكسدورف، لدى تلاوته الحكم إن المحاكمة الجديدة للمتصدق في هامبورغ:"لن تتمكن من نقض هذا الاستنتاج على الإطلاق"، مضيفاً:"الأمر الوحيد الباقي هو حجم العقوبة التي تناسب الذنب المُرتكب". وزاد:"الأكيد ان المتصدق ساعد خلية هامبورغ بقيادة محمد عطا، وعلم بالمخطط الانتحاري لأعضائها، وأخذ على عاتقه مهمات تنظيمية وإدارية وغطى عدم تواجد الإرهابيين ودعمهم". وفي واشنطن، قال مايكل هايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية سي. آي. أي للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي ان تنظيم"القاعدة أظهر قدرة على استعادة نشاطه". وأضاف"خسارة القاعدة لمجموعة من قادتها منذ 11 ايلول سبتمبر كان ملموساً لكن هذا خفف منه بصراحة مجموعة من الافراد من الرتب الصغرى كانت قادرة على النهوض وتولي المواقع القيادية. القادة الجدد هم في الاربعين ويشاركون منذ عقدين في الجهاد العالمي". وفي موسكو، ذكرت وكالة انباء"انترفاكس"الرسمية ان شخصين اوقفا في منطقة تيومان في سيبيريا الغربية للاشتباه في انتمائهما الى"حزب التحرير"الاسلامي المحظور ونشر ايديولوجيته وتجنيد اعضاء جدد فيه. واضافت ان"المنظمة فككت قبل ان تخطط للقيام باي عمل ارهابي".