لم يكذب أكبر قائد في حلف شمال الاطلسي تصريحات نسبت اليه، وصف فيها حرب العراق بأنها "هزيمة كاملة". وجاء في كتاب لبوب وودوورد الصحافي الاميركي الذي اشتهر بدوره في كشف فضيحة"ووترغيت"أن الجنرال الاميركي جيمس جونز قال ان الحرب في العراق"هزيمة كاملة"، وذلك خلال حديثه مع الجنرال بيتر بايس الذي يشغل حالياً منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة. وكتاب وودوورد في عنوان"حالة إنكار"فجر تكهنات بأن كبار الضباط في الجيش الاميركي غير راضين عن ادارة الرئيس جورج بوش، ويعتقدون بأن المقاومة في العراق تصاعدت لأن المسؤولين المدنيين تجاهلوا نصائحهم. وخلال حديثه الى الصحافيين الاربعاء أحجم جونز عن كشف التعابير التي استخدمها العام الماضي، قبل ان يتولى بايس رئاسة الاركان. لكنه قال انه قصد أن يبلغه أن العراق"أصبح مشكلة كبرى". وصرح جونز، وهو القائد الأعلى لقوات حلف شمال الاطلسي وأيضا قائد القيادة الاميركية - الاوروبية، بأنه لا يستطيع أن يصف الحرب على العراق الآن بأنها هزيمة كاملة. وأعرب عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة"حققت تقدما هناك". وقال بعدما ألقى كلمة امام معهد مجلس العلاقات الخارجية"استخدمت هذا التعبير قبل عام، وكان قصدي ان أساعد صديقاً على فهم بعض الأشياء التي يعرفها بالفعل، وهي أن العراق مشكلة كبرى". وسئل جونز عما اذا كان يفكر في الاستقالة بسبب العراق فقال:"كلنا نمر بأيام صعبة، أتذكر أنني فكرت في الاستقالة أول مرة في فيتنام. قلت لنفسي: لماذا أفعل هذا. كلنا نمر بأيام صعبة ونفكر في أنفسنا من حين الى آخر لكن الآن نمر بأيام جيدة". ويبرز كتاب وودوورد ادارة بوش انها ادارة منقسمة لم تخطط بالقدر الكافي لعواقب الغزو الاميركي للعراق عام 2003. ونفى البيت الابيض بعض النتائج التي خلص اليها الكتاب بما في ذلك ان بوش"ضلل الاميركيين في ما يتعلق بخطورة الموقف". وكان بوش ساق مخاوف من امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ولم يعثر المفتشون على شيء. ونشر كتاب وودوورد السبت قبل نحو شهر من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي يخوض فيها الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه بوش معركة ضد الديموقراطيين للاحتفاظ بهيمنته على مجلسي الشيوخ والنواب. وكتب وودوورد ان جونز"كان قلقا من أن زميله في مشاة البحرية الجنرال بايس كان يريد أن يصبح رئيسا لهيئة الاركان المشتركة"وأنه حذره قائلاً:"ستواجه هزيمة كاملة وستكون جزءاً من الهزيمة الكاملة في العراق". وصرح جونز الذي يعتبر وودوورد صديقا جيداً بأنه كان يقصد أن يكون"ايجابيا مع بايس". وقال:"لقد سجلت أقوالي بالطريقة التي سجلت بها. وأنا لا أكذب سرد بوب لها باستثناء أنني لو كنت قرأتها لاقترحت عليه ان النغمة كانت أشد نقدا مما قصدته". وأوضح أنه لا يضم صوته الى صوت مجموعة من الجنرالات المتقاعدين الذين انتقدوا علنا الادارة الاميركية وطالبوا باقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وقال متحدثا عن علاقته ببايس ورامسفيلد"نحن فريق واحد، نحن معاً. تحدث بيننا خلافات من حين الى آخر كأسرة ونستخدم كلمات تكون لها عواقب غير مرجوة لكننا سنفعل ما هو صواب في العالم".