جواهر، سعودية، قادها طموحها في أن تصبح ممرضة، إلى دخول كلية العلوم الصحية للبنات ودرس التمريض. وتقول جواهر 28 سنة:"عند دخولي هذا المجال كنت مستعدة لتحمل أي شيء يعترض تقدمي المهني، وبعد الانخراط في العمل اكتشفت عدم وجود عراقيل تؤثر في استمراري. ولقيت تشجيعاً من المسؤولين والأطباء... والمرضى أيضاً". وتضيف، عن تفضيل المرضى للممرضات السعوديات:"بالطبع، نحن المفضلات لدى المرضى لأننا ننتمي إلى بلد واحد، ونتمتّع بكل المؤهلات التي ينشدها المريض، المهني منها والمعنوي، كالرحمة والطيبة". وتؤكد سارة سعودية، 30 سنة التي تعمل ممرضة في أحد المستشفيات الحكومية:"يفضّل السعوديون ممرضة سعودية نظراً إلى سهولة التواصل والاطمئنان إلى أن حاجاتهم تُلبّى جيداً. فالمريض قد يشعر بالضيق والانزعاج إذا لم تفهم الممرضة ما يطلبه، بسرعة". لكن يبدو أن إدارة المستشفى والأطباء هم أكثر ميلاً نحو الممرضة الأجنبية. وتوضّح سارة:"هذا التفضيل سببه اعتقاد خاطئ بأن الأجنبي"شغيل"والسعودية كسولة ولا تتحمل وطأة العمل. والواقع أننا نشتغل أكثر من الممرضات الأجنبيات، لأن عملنا نابع من حب وحماسة. وأتمنى أن تتغير هذه النظرة إلى المرأة السعودية، في شكل عام". وتؤكد فاتن الممرضة المغربية 31 سنة أن التفرقة بين الجنسيات تتجسّد في الراتب ونوع العمل وپ"التغاضي عن الأخطاء. فنحن لدينا"عقدة الأجنبي". وينبغي تغيير هذا الاعتقاد لأننا بشر، ومثلما نقصر نحن، الأجنبي يقصر أيضاً". وتشير فاتن إلى أن هذه المسألة يجب أن تحمل على محمل الجد، فتكون المساءلة والمحاسبة في حال التقصير متساويتين. وتشرح:"عندما تخطئ الممرضة العربية يصل جزاؤها إلى إنهاء عملها على رغم سنوات خدمتها الطويلة، في مقابل التغاضي، أحياناً كثيرة، عن الممرضة الأجنبية عندما ترتكب خطأ". وتتمنى فاتن، أيضاً، ان تكون الرواتب متساوية بين الممرضات:"نحن نعمل العمل نفسه وفي المجال نفسه ونحمل الشهادة نفسها، ومع ذلك نتقاضى أجوراً مختلفة، وهذا التمييز يحصل بحسب الجنسية، لا بحسب الخبرة". وتعلّق جويس 30 سنة الممرضة الفيلبينية في مستشفى حكومي للولادة:"الفرق في رواتب الممرضات من جنسية مختلفة سببه اقتصاد دول مصدر العاملات". وهي تقدّر أن الرواتب المرتفعة تمنح لممرضات من دول اقتصادها متقدّم، والرواتب المتدنّية لممرضات من بلدان نامية،"على رغم التساوي في الجهد وساعات العمل وخطورته". وهي ترى ضرورة لوضع سقف موحد للرواتب. وتشير جويس إلى ان إدارة المستشفى والأطباء والممرضات، على اختلاف جنسياتنا، لا يعاملوننا بتمييز"لأننا مرغمات على العمل كفريق واحد كامل متعاون. فالنجاح هو في مصلحة كل العاملين". وتروي لندا فيلبينية، 30 سنة، أن عملها في السعودية كان للتقدّم في الوظيفة والراتب، فهي اختيرت بناء على خبرتها الطويلة في هذا المجال. وهي تعمل هناك منذ 3 سنوات و"راتبي أضعاف ما كنت أتقاضاه في الفيليبين. وتحسنت أحوالي الاقتصادية عما كانت عليه، فاشتريت منزلاً وسيارة". وتختم بالقول:"راتبي هو الدافع وراء استمراري في العمل هنا".