أثارت تصريحات لمفتي استراليا الإمام الشيخ تاج الدين الهلالي جدلاً في البلاد أمس، بعدما نقلت صحيفة"ذي استراليان"عنه قوله في خطبة ألقاها خلال شهر رمضان المبارك إن النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب"لحم مكشوف"، مشيراً الى أنهن يعرضن أنفسهن لهجمات جنسية. وأشارت الصحيفة الى ان الإمام الهلالي خاطب نحو 500 مصلٍ، وقال:"اذا أخذت لحماً مكشوفاً ووضعته في الشارع او الحديقة او المتنزه او الساحة الخلفية من دون ان تغطيه، وجاءت القطط وأكلته فغلطة من هذه، القطط ام اللحم غير المغطى؟". وزاد:"اللحم المكشوف هو المشكلة. لو كانت المرأة في غرفتها وبيتها ترتدي حجابها لن تحدث أي اعتداءات". ووصف رئيس الوزراء جون هاورد التصريحات بأنها"مروعة وتستحق التوبيخ"، مشيراً الى ان تحميل النساء مسؤولية تعرضهن للاغتصاب"فكرة مشينة". اما برو غوارد، مفوضة مكافحة التفرقة بين الجنسين في الحكومة فدعت الى"إقالة الإمام الهلالي وطرده". ولاحقاً، اعتذر الهلالي، المصري الأصل، والذي قدم الى استراليا من لبنان العام 1982، عن أي إساءة لأي امرأة، وقال:"كان هدفي حماية شرف المرأة فقط"، مؤكداً انه أشار في خطبته الى"المومسات وليس اي امرأة لا ترتدي الحجاب". ونددت الجماعات الإسلامية بتصريحات الإمام الهلالي، ووصف المجلس الإسلامي في سيدني تصريحات الهلالي بأنها"غير اسلامية وغير استرالية وغير مقبولة". وأبدى قلقه من تعرض المسلمين لأعمال انتقامية بسبب التصريحات. وفي سياق الجدل الدائر حالياً في بريطانيا حول ارتداء المسلمات النقاب، رحب رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان بتوصل لندن الى وجهة نظر"تبنتها باريس منذ فترة طويلة"، بعدما صرح وزير الداخلية السابق جاك سترو بأن المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب"يجعلن العلاقات في المجتمع اكثر صعوبة". وقال المسؤول الفرنسي:"يسعدني أن المطالب العلمانية لفرنسا تناقش بجدية في بريطانيا بعدما انتقدت فيها على نطاق واسع قبل عامين"، حين حظرت باريس ارتداء الحجاب وكل ما يدل على الديانة في المدارس الحكومية. ورأى تطابقاً في الطريقة التي يضع بها المجتمعان المعايير التي يجب أن تلتزم بها الجاليات المهاجرة، بعدما اتبعت بريطانيا تقليدياً سياسة اكثر مرونة متعددة الثقافات. وفي حديث نشرته صحيفة"كورييري ديلا سيرا"، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو ان النقاب يعرقل عملية التواصل في المجتمع. واعتبر ان"هناك أشياء يحكمها المنطق. فالمدرّسة التي تتواصل مع تلاميذها وهي تغطي وجهها بالكامل لا تفعل شيئاً معقولاً في مجتمعنا". على صعيد آخر، أكد كين ليفينغستون عمدة مدينة لندن ان اختيار الذكرى الثانية لتفجيرات لندن في السابع من تموز يوليو 2005 موعداً لانطلاق دورة فرنسا للدراجات الهوائية"يوجه رسالة حول اتحاد أبناء العاصمة في مواجهة الارهابيين الذين سعوا الى تشويه صورتها المتعددة الثقافات". وفي الدنمارك، برأت محكمة ارهوس مسؤولي صحيفة"يلاندس بوستن"الذين نشروا في ايلول سبتمبر 2005، الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، وتسببت في موجة استنكار شديدة في العالم الاسلامي. واعتبرت المحكمة الرسوم غير مهينة،"حتى في حال قراءة النص الذي رافق هذه الرسوم باعتباره يدعو الى الاحتقار والسخرية". ووصف قاسم سعيد احمد، الناطق باسم الجمعيات الاسلامية السبع التي رفعت الدعوى، القرار بأنه"يثير الدهشة وغير مفهوم ويوجه رسالة في شأن إمكان ربط الإسلام بالإرهاب، والسخرية من المسلمين ونبيهم من دون نيل عقاب"، مؤكداً ان رافعي الدعوى"يرفضون قبول الحكم"وانهم قرروا الاستئناف.