تكبدت القوات الأميركية في العراق خسائر كبيرة الشهر الجاري، ستنعكس سلباً على إدارة بوش التي تتعرض لضغوط لحملها على تغيير استراتيجيتها، ما يجعله ثاني أكثر الشهور دموية بالنسبة إلى الأميركيين منذ غزو العراق في آذار مارس 2003. وأعلنت القيادة الأميركية أمس أن جندياً قُتل الأحد في بغداد، فيما قضى عنصران من مشاة البحرية أول من أمس في محافظة الأنبار، ما يرفع إلى 14 عدد العسكريين الأميركيين الذين قُتلوا في العراق خلال الأيام الثلاثة الماضية. ومنذ مطلع تشرين الاول أكتوبر قُتل 89 جندياً أميركياً في العراق. أما الشهر الذي يسبقه لناحية عدد القتلى الأميركيين فهو تشرين الثاني نوفمبر 2004 الذي سقط خلاله 137 جندياً. وأقر الجيش الأميركي الأسبوع الماضي بفشله في لجم أعمال العنف التي تشهدها بغداد. وأعلن أنه ينوي مراجعة خطته الأمنية. وكان نحو 30 ألف جندي أميركي وعراقي انتشروا في العاصمة في إطار خطة أمنية أطلقت في حزيران يونيو الماضي. وقال الناطق باسم القوة المتعددة الجنسية في العراق الجنرال وليام كولدويل إن الهجمات على القوات الأميركية والعراقية زادت بنسبة 22 في المئة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر رمضان. ومنذ بداية الغزو، قُتل 2795 جندياً أو عاملاً لدى الجيش الأميركي في العراق، استناداً إلى أرقام وزارة الدفاع الأميركية. ومن شأن هذه الحصيلة المرتفعة أن تزيد الضغوط على الرئيس جورج بوش لحمله على تغيير استراتيجيته في العراق، قبل أسبوعين من الانتخابات البرلمانية التي يتوقع أن تكون صعبة على الأكثرية الجمهورية. وقارب عدد القتلى الأميركيين في العراق عدد ضحايا اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وفي حين تزداد في الولاياتالمتحدة الأصوات المعارضة للحرب، يؤثر عدد الجرحى بين الجنود كذلك في معنويات الرأي العام. ومنذ آذار 2003، تجاوز عدد الجرحى 20 ألفاً، بحسب موقع إلكتروني مستقل. ويضاف إلى ذلك العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن العراقية والمدنيين. ففي تموز يوليو وآب أغسطس، قتل نحو 6600 مدني على ما أفاد تقرير للأمم المتحدة وصف هذه الحصيلة بأنها"غير مسبوقة". وذكرت صحيفة"لوموند"الفرنسية السبت أن الحكومة العراقية أعطت تعليمات للسلطات الطبية بعدم كشف حصيلة الخسائر البشرية للأمم المتحدة. وفي دراسة علمية نشرت الشهر الجاري في مجلة"ذي لانسيت"الطبية البريطانية، قدر اطباء في جامعة جونز هوبكينز الأميركية ب655 ألفاً عدد العراقيين الذين قتلوا بين آذار 2003 وتموز يوليو 2006، وهو رقم تعتبره الحكومة الأميركية مبالغاً فيه. كذلك، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد النازحين في العراق من جراء أعمال العنف منذ الغزو الأميركي يزيد على 750 ألفاً.