سطر الايرانيون وشعوب الشرق الاوسط، الاسبوع الماضي، بطولة كبيرة. وعلى رغم تكرار هذه البطولة كل سنة، اختلفت ظروف الاحتفال بهذه البطولة هذا العام عن الاعوام الماضية. فتظاهرة"يوم القدس"أقيمت برمضان في ظل هزيمة اسرائيل على يد"حزب الله"اللبناني، وفشل الاستكبار العالمي. ولا شك في ان الكيان الصهيوني وحلفاءه يخططون لحرب كبيرة من اجل حسم القضية في جنوبلبنان. فهم لن ينسحبوا من الاراضي المحتلة ببلدة الغجر ومزارع شبعا، ويفضلون نكء الجرح اللبناني واستمرار نزيفه. وتشير تحركات الكيان الصهيوني العسكرية بشمال فلسطينالمحتلة، والمساعدات العسكرية والاقتصادية الاميركية، ومساعي تقربه من اوروبا، الى استعداد هذا الكيان لشن حرب جديدة على"حزب الله". وتهدد المقاومة الاسلامية بلبنان حلفاء الكيان الاسرائيلي المصطنع، ومشروع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. ويرمي هذا المشروع الى إفشال مساعي التنمية في العالم الاسلامي، ومحاصرة الشيعة بواسطة التعاون مع الدول العربية. وهذا دليل على تحضير الغرب لمواجهة واسعة مع نهضة الوعي بالشرق الاوسط، في الألفية الثالثة. والحق أن توجه اميركا الى العرب، بعد هزيمة اسرائيل، هي سابقة في تاريخ العلاقات بينهما. فأميركا طلبت من العرب توحيد صفوفهم، ومساعدتها على تعويض الخسائر الحربية. ولا شك في أن الضربة التي تلقتها الحكومة الاسرائيلية كانت قاسية. وفي منتصف القرن المنصرم، سعت أوروبا وأميركا وغيرهما الى حماية اسرائيل وبقائها. وعلى الشعوب الاسلامية المسارعة الى التصدي للمؤامرة الاميركية. ولا ريب في أن المشاركة الجماهيرية الواسعة بيوم القدس هذا العام هي قرينة على استمرارنا في مقاومة الكيان الصهيوني، وأن سيطرة"حزب الله"على منطقة" مثلث القوة" عيتا الشعب ومارون الراس وبنت جبيل، وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة يحول دون إضعاف قوات المقاومة الاسلامية بلبنان. وتسعى اميركا الى تعديل مهمة قوات"يونيفيل"قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام، وحمل هذه القوات على مواجهة"حزب الله"وإضعافه. ومصير هذه الحيل الاميركية هو الفشل بسبب ذكاء السيد حسن نصر الله. وعلى الامة الاسلامية التأهب. فأمامها حرب كبيرة، وهي حرب"إلغاء"الكيان الصهيوني، واستئصال هذه الغدة السرطانية عملاً بقول الامام الخميني:"يجب ان تزول اسرائيل من الوجود". عن صالح اسكندري ، "رسالت" الايرانية ، 23/10/2006