كرّست إيران احتفالاتها ب «يوم القدس العالمي» الذي تحييه في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، للتهجم على المفاوضات المباشرة التي استؤنفت بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل يومين، إذ اعتبرها أركان النظام «خيانة» محكوم عليها بالفشل. ولوّح رئيس أركان الجيش الجنرال حسن فيروز آبادي بقصف المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونا في حال مهاجمة بلاده، فيما قال مسؤول عسكري آخر إن طهران «تبحث عن ذريعة للقضاء على الكيان الصهيوني». وقال الرئيس محمود أحمدي نجاد خلال كلمة ألقاها أمام عشرات الآلاف الذين شاركوا أمس في تظاهرة نظمت للمناسبة في طهران، إن المفاوضات «محكومة بالفشل وعديمة الفائدة وولدت ميتة لأن المشاركين فيها لا يمثلون الشعب الفلسطيني إطلاقاً، ولا يمكن لأحد المساومة على شبر واحد من الأراضي الفلسطينية أو التفريط بشبر منها للأعداء». ورأى أن هدف المفاوضات «إيجاد فرصة للكيان الصهيوني الذي يعاني من مشاكل داخلية»، مشدداً على أن «مصير فلسطين لن يتحدد من خلال المفاوضات في واشنطن، بل عبر الصمود والمقاومة». وقلل من التهديدات الإسرائيلية لبلاده، معتبراً أن «الصهاينة وحماتهم أعجز من أن يستطيعوا شن اعتداء على إيران، وشعوب المنطقه قادرة بنفسها على إزالة الكيان الصهيوني الغاصب». من جهته، وصف عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة أحمد خاتمي الذي ألقى خطبة الجمعة في جامعة طهران، المفاوضات بأنها «خيانة أخرى بحق الشعب الفلسطيني». واعتبر أن «المقاومة كانت الورقة الوحيدة الرابحة للفلسطينيين أمام الصهاينة خلال الاعوام الستين الماضية». أما رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني فوصف المحادثات بأنها «حركة مسرحية تهدف إلى حرف المقاومة وتوفير الأمن للكيان الصهيوني». ورأى أن «تحركات أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة أخذت طابعاً آخر في الأشهر الماضية، ومنها قضية الملف النووي الإيراني وتلفيق الاتهامات ضد حزب الله في لبنان وخداع الشعب الفلسطيني بهدف إهدار حقوقه... إذا كان هؤلاء يتصورون أن بإمكانهم طرح مفاوضات التسوية وتنفيذ مخططاتهم ضد حزب الله وفلسطين، فإنهم يرتكبون خطأ سياسياً... الشعب الإيراني يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحزب الله، وسيوجه صفعة إلى الأميركيين والصهاينة». وكان لافتاً تلويح رئيس أركان الجيش بقصف مفاعل ديمونا الإسرائيلي. ونقلت وكالة «مهر» المحلية عن فيروز آبادي قوله خلال مشاركته في مسيرة «يوم القدس» في طهران، ان «الدخول في حرب نووية ليس ضمن سياسة الجمهورية الإسلامية، لكننا نأمل في ألا تضطر إيران إلى مهاجمة مفاعل ديمونا النووي الصهيوني»، مؤكداً أنه «لا توجد نقطة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لا تطالها قدرات إيران». وفي السياق نفسه، أكد رئيس «منظمة تعبئة المستضعفين» العميد محمد رضا نقدي إن إيران «تبحث عن ذريعة» للقضاء على إسرائيل. وقال رداً على سؤال عن احتمال مهاجمة بلاده، إن «رد فعلنا هو أن نزيل الكيان الصهيوني من الوجود... ننتظر أن يقوم الصهاينة بارتكاب هذه الحماقة للقضاء على كيانهم. أيدينا مقيدة في الوقت الحاضر... ونبحث عن ذريعة، وإذا أعطينا هذه الذريعة عندها سنبين ماذا سنفعل».