بعدما عاد الهدوء الى مدينة العمارة في جنوبالعراق، شهدت بلدة حمزة الغربي مواجهات عنيفة بين ميليشيا"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم وعناصر ميليشيا"جيش المهدي"الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، التي اشتبكت أيضاً مع قوات عراقية وأميركية في بلدة الصويرة، إثر مقتل سبعة أشخاص في عملية دهم للجيش الأميركي أول من أمس. واندلعت اشتباكات في حمزة الغربي بعد انفجار قنبلة قرب مكاتب"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"الذي اتهم ميليشيا"جيش المهدي"بالوقوف وراء الانفجار، بحسب النقيب في الشرطة مثنى علي. وقال هذا المسؤول في الشرطة إن القوات العراقية والشرطة طلبتا تعزيزات ودعم من القوات الأميركية التي فرضت حظراً للتجول على البلدة. وأفاد مسؤول أمني ثان، رفض كشف اسمه لأسباب أمنية، أن قتيلين على الأقل سقطا خلال هذه المواجهات. جاء ذلك مع اعلان وزارة الداخلية العراقية أن أربعة اشخاص قُتلوا وأُصيب 15 آخرون في تفجير انتحاري استهدف حافلة في وسط بغداد. وأفاد مصور ل"فرانس برس"في المكان أن غالبية الركاب من النساء والأطفال الذين كانوا عائدين الى منازلهم بعدما اشتروا ثياباً وألعاباً استعداداً لعيد الفطر. وشوهدت اكياس ممزقة داخلها ثياب والعاب في مكان الحادث قرب حطام الحافلة. وبعد ساعات على الانفجار الأول، انفجرت سيارة مفخخة على مسافة غير بعيدة من وزارة الصحة، فقتلت مدنياً وجرحت ثلاثة آخرين، بحسب المصدر ذاته. وأفادت وزارة الداخلية أيضاً أن سيارة مفخخة انفجرت في شارع القاهرة شمال بغداد، ما أسفر عن اصابة أربعة اشخاص. كما انفجرت سيارة مفخخة أخرى في حي العامل جنوببغداد، ما أسفر عن اصابة مدنيين إثنين. واندلعت مواجهات جديدة أمس بين ميليشيات شيعية وعناصر في الشرطة العراقية في بلدة الصويرةجنوببغداد، ما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى أحدهم مدني، بحسب مصدر في الشرطة. وقال هذا المصدر ان عنصرين من ميليشيا"جيش المهدي"ومدنياً قُتلوا وجُرح خمسة آخرون بينهم ثلاثة مسلحين في المواجهات التي وقعت في الصويرة 60 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد. وأوضح ناطق باسم مكتب الصدر في الصويرة أن الهجوم جاء رداً على عملية دهم نفذتها في وقت سابق قوات أميركية مدعومة بمروحيات، لأحد مكاتب الصدر قُتل خلالها ستة أشخاص. من جهة أخرى، أعلنت القيادة الاميركية في العراق مقتل شخص وصفته بأنه مسؤول في تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"بزعامة"أبو أيوب المصري"نسبت اليه عدداً من الهجمات، واعتقال سبعة عناصر في التنظيم خلال عملية في الرمادي. وأفادت القيادة في بيان أن"الارهابي المطلوب"كان مسؤولاً في"القاعدة"في الرمادي و"سهل نقل متفجرات وشارك في عدد من الهجمات ضد القوات العراقية والقوة المتعددة الجنسية". وأعلن الجيش الأميركي أن جندياً أميركياً قُتل في انفجار عبوة زُرعت على جانب طريق، ما أدى الى اصابة عربته التي كان يستقلها صباح الخميس الماضي في جنوب غربي بغداد. وفي كركوك، أعلنت الشرطة أن شرطياً قُتل في المدينة عندما أطلق مسلحون النار على سيارته. وفي حادث منفصل، أفادت الشرطة أن جنديين عراقيين قُتلا وأُصيب آخر في بلدة الحويجة 60 كيلومتراً جنوب غربي كركوك عندما أطلق مسلحون النار على سيارتهم. خطة السندباد وفي البصرة، بدأت المرحلة الرابعة من خطة"السندباد"الأمنية والإعمارية التي ينفذها الجيش البريطاني والقوات الأمنية العراقية من دون تحقيق نتائج ملموسة. وأوضح الناطق باسم الجيش العراقي الرائد احمد البدران"أن الخطة المشتركة للقوات الأمنية العراقية والقوات المتعددة الجنسية دخلت أسبوعها السادس، والغرض منها فرض الأمن في البصرة والتنسيق لإقامة مشاريع أعمار في مناطق عديدة من المدينة". وأوضح البدران أن المرحلة الجديدة ستشمل مناطق تبدأ من شمال البصرة في البوابة وحتى منطقة كرمة علي ذات التركيبة السكانية العشائرية التي تشهد غالباً عمليات مسلحة ضد القوات البريطانية، في سعي منها الى استمالة السكان هناك. لكن نتائج خطة السندباد على الأرض تختلف عنها نظرياً، فعلى الصعيد الأمني، ألقت وحدة الجرائم الكبرى في البصرة أمس القبض على 19 مسلحاً تتهمهم بعمليات خطف وسلب في أبي الخصيب التي تبعد 20 كيلومتراً عن مركز المدينة. وكانت وحدة الجرائم الكبرى نفسها قد ألقت القبض على عصابة لتهريب الوقود في منطقة الرميلة النفطية غرب البصرة. وقال الناطق باسم قوات التحالف في البصرة الكابتن تاني دنلوب في اتصال مع"الحياة"إن القاعدة البريطانية في القصر الرئاسي، تعرضت لهجوم بتسع قذائف"هاون"ليل أول من أمس. وأشار دنلوب إلى أن القوات البريطانية ألقت القبض على متهم خلال عملية دهم وتفتيش في منطقة الزبير، يُشتبه في وقوفه وراء عمليات عسكرية ضد القوات البريطانية.