بخلاف ما جرت عليه العادة، غاب العرض العسكري ل"حزب الله" عن احياء يوم القدس العالمي وكذلك كلمة الامين العام السيد حسن نصر الله. واستعاض الحزب عن العرض بمهرجانات خطابية في بيروت والمناطق وكان ابرزها في قصر يونيسكو في بيروت، في حضور شخصيات رسمية وحزبية وروحية. الحص وبداية، اعتبر رئيس الحكومة السابق سليم الحص أن"فلسطين قضية حق لم تتنازل عنها الامة العربية ولن تتنازل"، مشيراً الى انه"لولا قضية فلسطين ما كانت الازمات خلال العقود الخمسة الماضية وحرب عام 1958 في لبنان، التي كانت حرباً اقليمية بالوكالة على خلفية التصادم بين حلف بغداد الذي كانت ترعاه اميركا وبين حركة عدم الانحياز التي كان الرئيس جمال عبدالناصر ابرز اركانها، وكانت اسرائيل في جانب حلف بغداد في حين كانت بغداد في ضمير الناصريين". وأشار الحص الى ان"قضية فلسطين مطروحة اليوم بحدة في لبنان عبر القرار 1559 الذي يتعلق في بعض مندرجاته بسلاح المقاومة الفلسطينية خارج المخيمات وداخلها، ومسألة الصلح مع اسرائيل كانت محل نقاش محتدم في لبنان بين من يحبز السير على خطى مصر في كامب ديفيد والأردن في وادي عربة ثم حسم هذا الموضوع بمقولة ان يكون لبنان آخر وليس اول من يوقع مع اسرائيل من العرب، وتبنى هذه المقولة في نهاية المطاف البطريرك الماروني نصر الله صفير، فحسم الموقف". وتابع:"التوقيع على تسويات مع اسرائيل آت لا محالة فهذه السلطة الفلسطينية لا يتوانى رئيسها محمود عباس عن ترداد الدعوة الى استئناف التفاوض مع العدو الاسرائيلي والرئيس السوري بشار الأسد صرح غير مرة بأنه على استعداد لاستئناف محادثات السلام مع اسرائيل من دون شروط مسبقة. وتم التوافق في لبنان على ان يكون لبنان آخر من يوقع مع العدو الاسرائيلي، وهذا يعني ان لبنان قد يوقع بعد ساعة من توقيع الجانب السوري". ولفت الحص الى ان التسويات لا تنهي الصراع مع العدو الاسرائيلي، وقال:"نرفض المشروع العربي الذي اجمعت عليه قمة بيروت عام 2002 لأنه يشكل تسوية، أي نصف حل، تعيدنا الى عام 1967 وكأنما ليس هناك مشاكل قبل ذلك العام. واذا طرح العرب مشروع تسوية عند بدء التفاوض، فما الذي سيمنع اسرائيل من تصعيد الخطاب لتحصل على مزيد من التنازلات، فتنتهي بتسوية على التسوية"، مشدداً على"القرار 142 لأنه الحل العادل". وانتقد الحص سقوط حركتي"حماس"وپ"فتح"في مطب التنافس على السلطة. حمدان ومن جهته، اعتبر ممثل حركة"المقاومة الاسلامية - حماس"في لبنان اسامة حمدان ان الإمام الخميني"أدرك ان القدس عنوان لوحدة الامة فأطلق العنوان في يوم محدد ليجد للأمة ما تلتقي عليه ويمنع كل محاولات تفكيكها"، مشيراً الى انه"ليس الانتماء للقدس مزايدات لا تتعدى حدود تسجيل موقف في الإعلام ثم الانقلاب عليه في الغرف المغلقة"، ومؤكداً ان"من يفاوض على القدس يقول انه مستعد للتنازل عنها". ودعا حمدان الى عدم التجاوب مع الضغوط الاميركية والاسرائيلية، مؤكداً ان"المقاومة في فلسطينولبنان اثبتت انها ليست فقط قادرة على الصمود، بل على دحر الاحتلال وقادرة على هزيمة هذا الاحتلال الذي قيل ان جيشه لا يقهر". وقال:"المقاومة هي أهل للرهان ويمكن لكم ايها القادة ان تعتمدوا عليها. واذا فوّض القادة المقاومة لتحرير القدسوفلسطين فلن يحتاجوا وقتاً كالذي قضوه في التسوية السياسية من دون نتيجة". وقال:"لا تنازل ولا مساومة ولا تفاوض ولا تراجع عن القدس. ولن نعترف باسرائيل في يوم من الايام". يكن ثم شن رئيس"جبهة العمل الاسلامي"الداعية فتحي يكن هجوماً عنيفاً على فريق الأكثرية، معتبراً ان"المقاومة رفعت كرامة من أهينت كرامته"، وان"يوم القدس هذا العام، وعلى رغم أنوف المكابرين، فتح اوتوستراداً بين لبنان وبين بيت المقدس كله". وانتقد يكن"ان يبقى فريق من اللبنانيين مصراً على ان ما تحقق في لبنان ليس نصراً بل هزيمة، وفي رواية اخرى كارثة. هؤلاء يزايدون على موقف العدو الاسرائيلي الذي اعترف بالنصر للمقاومة وبالهزيمة لاسرائيل". وأضاف:"ان الصراع في لبنان بين تعريب لبنان وبين تغريبه. بين وطنية لبنان وعروبته واسلاميته وساميته وبين صهينة لبنان وأمركته". وقال:"لعل هؤلاء كانت اصابتهم مزمنة وعليهم ان يسارعوا الى زراعة الجينات. جينات العزة والكرامة والمروءة والرجولة، والزراعة هذه سيبقى مرسوماً عليها علامة استفهام لأنها غير اصيلة. هذه مستوردة من هذا الفريق او ذاك". وقال:"المشكلة تتمحور في عمق خلايا الدماغ وثنايا الحس الوطني والانتماء القومي والاسلامي والانساني. وهل نسي اللبنانيون كيف كان حال بلدهم"، مشيراً الى انه"قبل المقاومة كانت اسرائيل تسرح في لبنان وتدخل الى المخيمات ودخلت الى منطقة فردان في يوم من الايام"، مؤكداً ان"لبنان قبل المقاومة كان بلا كرامة، والمقاومة أرست هذه الكرامة". وأكد يكن ان"لبنان لن يصدر العار والهزيمة، وفقئت أعين المتكبرين، لأن لبنان لن يصدر إلا الكرامة والعزة". ولفت الى"وجود خلافات كبيرة في عمق المنطلقات والمفاهيم، منتقداً اتهام"النائب ميشال عون في موقفه الكامل مع قناعاتنا وثقافاتنا"، بأنه صنيعة سورية، وكذلك"حزب الله"وحركة"أمل"والقوة الثالثة وتجمع القوى والاحزاب وكل من يقف ويؤيد حتى الرئيس الفنزويلي تشافيز كذلك صنيعة سورية". وقال:"صنيعة سورية هي صنيعة الوطنية والعروبة والكرامة. لا اجامل لو ان سورية او رئيسها بشار الاسد ليس على هذا الخط ما كان لنا معه قاسم مشترك". قاسم وفي الختام، تحدث نائب الأمين العام لپ"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم، فقال:"ان قوة الله تعالى اذا دخلت في المعركة ودعمت المؤمنين، فإنها ستحقق نصراً إلهياً سواء اعترف الآخرون بأنه نصر إلهي او لم يعترفوا"، معتبراً ان"يوم القدس هو يوم الوحدة بين السنّة والشيعة، ولن تكون الا الوحدة بيننا، ولن تكون هناك فتن، سيصنعونها لكننا سنصنع الوحدة التي تقتل فتنهم وتكشف ظلامهم. فنور الوحدة اقطع من ظلام الفتنة التي يريدون صنعها". وأضاف:"يوم القدس هو يوم السلاح والمقاومة والتحرير بالقوة، لأن العدوان لا يمكن اقتلاعه إلا بالسلاح هم يستخدمون كل امكاناتهم من اجل قهرنا، فكيف نرد عليهم، في الأممالمتحدة أم ببيانات حقوق الانسان ام بالبكاء والعويل وطلب الاسترحام؟". وانتقد قاسم ان"يأتي البعض ويتهمنا بسياسة المحاور. أي محاور موجودة في المنطقة؟ هم قالوا انهم يريدون محوراً في المنطقة. محور اميركي - اسرائيلي وثلاث نقط ومحور ايراني - سوري مقاوم فلسطيني - لبناني. لنا الفخر ان نكون في الثاني وليس الاول". وسأل قاسم"الذين يدعون الى قرارات دولية":"هل رأيتم قراراً دولياً حل لنا مشكلة؟ كل قرار دولي يقدم تنازلاً اضافياً لمصلحة القرار الدولي الذي سيأتي من بعده وبالتالي نرى تنازلاً متواصلاً من القرار الاول الى الاخير"، معتبراً انه"اذا بحثنا اليوم عن أي انجاز في العالم العربي، فلن نجد إلا انجاز المقاومة". وتابع:"عندما اقول ان لبنان قبل 12 تموز يوليو يختلف عن لبنان بعده، فهذا تقرير لأمر واقع. ونقصد ان علينا ان ننظر الى الامور بطريقة مختلفة يجب ان نواجه محاولات الاستثمار الاميركي للهزيمة النكراء على المستوى الميداني للعدو الصهيوني، وبالتالي ستحاول اميركا تحقيق ما عجزت عنه اسرائيل وأميركا في الحرب، وهذا يتطلب منا ان نكون جاهزين من اجل ان نحمي لبنان من شرق اوسطهم وخططهم التوسعية". وقال:"من يعتقد ان المعركة انتهت بهذا النصر أقول له ان هذا النصر ارخى علينا مسؤولية مهمة بأن نحافظ عليه ونتائجه ونمنع اسرائيل ان تدخل بطريقة اخرى البوابات السياسية المختلفة". وشرح ان حكومة الوحدة الوطنية هي"خيار جدي لا يجدي التهرب منه ولا المراهنة على الوقت لتضييعه لأن البلد في حال انعدام وزن ويجب ان تجتمع ركائزه لانقاذه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً بكل المعايير، لذلك التسويف يطيل الازمة ويعقد المسائل ولا يوجد حلاً، حكومة الوحدة الوطنية يجب ان تعكس التمثيل الواقعي للشعب اللبناني لا التمثيل الوهمي وهذا مفقود حالياً في صياغة القرار السياسي". وشدد على ان"أي جهة في لبنان لا تملك الحق في ان تجر البلد الى حيث تريد، كلنا شركاء ويجب ترجمة الشراكة بطريقة قانونية، لن نقبل بعد اليوم ان تترجم الشراكة بوعود فارغة من المحتوى. لأن يبدو ان البعض لا يلتزم بكلماته وبسرعة يحاول ان يتخلى عنها"، ورد على"من يتحدث عن اتفاق الطائف"، قائلاً:"الطائف مسؤولية لبنانية وتحول دستوراً والبند الاول يقول بحكومة الاتحاد الوطني، نفذوا هذا البند الاول واللبنانيون وحدهم هم المسؤولون عن تنفيذ هذا القانون، لا علاقة لقوات"يونيفيل"بتنفيذ الدستور اللبناني، وليس لها أي مهمة داخلية بتغليب فريق على آخر". واقترح على من"يحاول ان يطير شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ليبحث عن الآخرين ليعطوه دعامات تساعده على ان يكون في الموقع المناسب"، بپ"الاعتراف بموقعك العاجز لأن ذلك فضيلة، فحرام عليك ان تجر لبنان الى الهاوية بحثاً عن موقع تريده فلبنان ليس لفئة محددة وبالتالي فلنقلع عن نغمة إدخال الواقع الدولي في كل أمر لتغليب فريق على فريق"، منوهاً"بما اظهره الشعب اللبناني خلال العدوان الاسرائلي ما يجعلنا اكثر اطمئناناً الى ان هذا الشعب لا يهزم من قبل دعاة الوصاية الذين يريدون ربطه بالأجنبي". وأعلن رفض"حزب الله"لپ"التفسير الجديد للسيادة الذي يستدرج عروضاً دولية لتعزيز المواقع، نرفض تدويل الامن والادارة والاقتصاد والقرارات التي تنزل على لبنان واحداً تلو الآخر". وقال:"نرفض تحويل لبنان الى محمية منتدبة، نريد لبنان مستقلاً من دون وصاية اجنبية مهماً كانت ولا نقبل ان يكون بوابة عبور لأحد". ودعا"السياديين الدوليين الطارئين على السيادة الى ان يكونوا سياديين لبنانيين عندها تكون لهم كرامة ويكون لهم شأن". مهرجان النبطية وفي النبطية، أحيا"حزب الله"مراسم يوم القدس بمهرجان جماهيري حاشد أقامه في باحة نصار في حضور حشد من الشخصيات الحزبية والسياسية اللبنانيةوالفلسطينية وفاعليات. واعتبر ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان أبو عماد رفاعي في كلمته"انهم ارادوا أن يكسروا ارادة المقاومة في الجنوب ومن خلالها كسر ارادة المقاومين في العراق وفي فلسطين ليبقى المشروع الأميركي والصهيوني مهيمناً في المنطقة لكن ارادة المقاومة في فلسطين افشلت هذا المخطط". وأكد أن"لا خيار إلا خيار المقاومة وسنهزم من خلالها كل مشاريع الطواعين وكل الفتن". وحذر رئيس المجلس التنفيذي ل"حزب الله"السيد هاشم صفي الدين"من تجاوز قوات"يونيفيل"للصلاحيات المعطاة والمعددة لها، معتبراً أن الحكومة هي التي تتحمل أي اجراء يتجاوز أو يعطي"يونيفيل"صلاحيات غير معلنة ولا يمكن التراخي والتهاون في هذا الأمر وان كل ما يمكن أن يترتب على هذا التجاوز من عواقب غير محمودة سياسياً في لبنان فإننا نحمل الاكثرية الوزارية مسؤوليته وهي التي قررت أو سكتت عن تجاوز"يونيفيل"لصلاحياتها".