القدس المحتلة، طهران، الدوحة، القاهرة - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس، استعداد بلاده استضافة تبادل للوقود النووي بين ايران والغرب، فيما توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى موسكو لحضّ المسؤولين الروس على فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي. وقال اردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ان «الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت ان تركيا يمكن ان تكون مركزاً لتبادل اليورانيوم والولايات المتحدة قدمت هذا الاقتراح، وإذا أُعطي ذلك لتركيا ستقوم بما عليها»، مشيراً الى «عدم التوصل الى اتفاق حتى الآن». وعشية وصول وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو الى طهران غداً، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن «الجمهورية الإسلامية تؤيد الجهود التي تبذلها الدول الصديقة ومنها تركيا، لتوضيح الطابع السلمي للملف النووي الإيراني في محادثاتها مع الدول الأخرى». في غضون ذلك، قال نتانياهو انه سيلتقي في موسكو الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين، مضيفاً خلال جلسة الحكومة: «اعتبر روسيا قوة عظمى مهمة، وأيضاً صديقة مهمة لإسرائيل. سنبحث عدداً من القضايا، أولها وأهمها القضية الإيرانية. اسرائيل تعتقد بضرورة ممارسة ضغط قوي على إيران، وفوق كل شيء فرض عقوبات بالغة القسوة، وهذا ما وصفته وزيرة الخارجية الأميركية (هيلاري كلينتون) بأنه عقوبات تشلّ». وحذر من ان طهران «في سباق مع الوقت لإنتاج سلاح نووي». وقالت أوساط سياسية إسرائيلية ان نتانياهو سيطالب المسؤولين الروس بالامتناع عن بيع إيران وسورية أسلحة متطورة، خصوصاً صواريخ مضادة للطائرات من طراز «أس-300». ووصل الى اسرائيل امس رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الأميرال مايك مولن الذي أدرجت صحيفة «هآرتس» زيارته في إطار تكثيف واشنطن وتل أبيب في الشهور الأخيرة التنسيق بينهما حول الملف الإيراني. وكتب المعلق العسكري في «هآرتس» أمير اورن أن مولن لا يأتي إلى إسرائيل لتنسيق عملية عسكرية مشتركة ضد ايران، «بل لتنسيق التوقعات والحيلولة دون حصول سوء تفاهم»، في اشارة الى مهاجمة تل أبيب طهران. لكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» أوردت أن «مولن سيبحث مع قادة جهاز الأمن في إسرائيل، في الخيار العسكري ضد إيران»، مذكّرة في الوقت ذاته بتصريحات سابقة له أعرب فيها عن معارضته ذلك. وقبل ساعات من وصوله الى اسرائيل، نفى مولن وجود «أي خطط محددة لضرب» ايران، مشدداً في الوقت ذاته على أن «امتلاك إيران أسلحة وقدرات نووية هي مسألة بالغة الخطورة، ليس فقط نتيجة قدراتها، ولكن بسبب ما يمكن أن تحدثه من إضرار لجيرانها وكذلك إشعالها سباقاً نووياً في المنطقة، وانتشار الأسلحة النووية في عدد من مناطق العالم». واتهم بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، ايران ب «محاولة زعزعة استقرار الشرق الأوسط»، معتبراً انها «تسعى الى مد نفوذها في عدد من المناطق مثل لبنان وغزة واليمن والعراق، ما يثير عوامل عدم استقرار وهذا أمر خطر جداً بالنسبة إلينا جميعاً». وأكد أن واشنطن ما زالت تعمل من خلال القنوات الديبلوماسية وأسلوب العقوبات، وتسعى الى استصدار قرار جديد من مجلس الأمن لتشديد العقوبات على إيران. وتزامنت زيارة نتانياهو لموسكو مع تأكيد رئيس الأركان الإسرائيلي السابق الجنرال دان حالوتس بأن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية مهمة صعبة بالنسبة الى تل أبيب. وقال: «إننا نحمّل أنفسنا مهمة أكبر منا. أعتقد ان على اسرائيل ألا تحمّل نفسها مهمة حامل الراية للعالم الغربي بأكمله، في مواجهة التهديد الإيراني». ورداً على سؤال عما ستفعله اسرائيل اذا فشل الغرب في منع ايران من امتلاك اسلحة نووية، اجاب: «عندئذ علينا ان نفكر في شأن كيفية التعامل مع ذلك». على صعيد الوضع الداخلي في ايران، وجهت فاطمة كروبي زوجة أحد زعماء المعارضة مهدي كروبي رسالة مفتوحة الى خامنئي، اشارت فيها الى اعتقال ميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) ابنهما علي في مسجد وضربه بوحشية خلال التظاهرات التي نظمها الإصلاحيون في ذكرى الثورة الخميس الماضي. وكتبت فاطمة كروبي ان «هؤلاء الملحدين حوّلوا مركز السلام الإلهي الى غرفة تعذيب لأولاد الشعب»، مضيفة انهم هددوا ابنها بالاعتداء عليه جنسياً. واعتبرت ان خامنئي يسمح باعتماد «العنف والقسوة» لقمع المعارضين.