قرار مجلس الأمن في كوريا الشمالية يتيح لقادة الدول الكبيرة حل مشكلات، بعضها داخلي، وبعضها اقليمي. والثابت ان القرار لا قيمة له، قياساً على المهمة التي يفترض أن يتولاها. فهو لن يعزز نظام منع انتشار الأسلحة النووية، ولن يعوق ظهور بيونغ يانغ لاعباً جديداً على مسرح الدول النووية. فقرار مجلس الأمن أشبه ببعض العقاقير الطبية التي تقتصر على التحريض، ويؤمن المريض بفاعليتها في شفائه. وصدوره أسعد الرئيس الأميركي، جورج بوش. وأمكنه، مرة أخرى، من اثبات وزنه الشخصي والسياسي ليس في أعين الأميركيين وحسب، بل في العالم كله. وجاء القرار بعد سلسلة اخفاقات منيت بها الادارة على طريق انتخابات تشرين الثاني نوفمبر الوشيكة. ويصح القول نفسه في مجلس الأمن. وقيل كثير في ضعف النظام الدولي، وتقهقره، وتقهقر مكانة الأمم نفسها. ربما حان وقت"نفض الماضي"مع انتخاب أمين عام جديد، والتعاطي بقوة مع المخاطر التي تهدد السلم الدولي. ويتزامن ذلك مع اعلانات رنانة عن عزم المجلس على التصدية لتسوية المنازعات الاقليمية. ويؤمل ان يقوم القرار الجديد مقام"العقار السحري"، والعلاج بالإيحاء النفسي وحده. وجلي أن خارج مجلس الأمن، فقدت الدول الكبرى الأمل في صوغ لغة مشتركة للحوار فيما بينها. وما يشبه اجماعها على نبذ أفعال كيم جونغ ? إيل، ليس قرينة مقنعة على عودتها الى الحوار المفقود، على رغم اعتبار بعض المحللين الدرس الكوري علامة على ذلك. والمثال هو العلاقة بين الولاياتالمتحدة وروسيا. فإدانة التجربة الكورية ليست دليلاً على أن علاقاتهما على طريق التعافي، والإدانة المشتركة أقرب الى تجريب علاج نفسي. ومن غير المحتمل أن يؤثر القرار في المريض الكوري، وفي برامجه ومخططاته. والحق ان المجتمع الدولي لم يبتكر بعد دواءً سحرياً لحال مثل حال كيم جونغ ? إيل. عن سيرغي ستروكان ، "كوميرسانت" الروسية ، 16 / 10 / 2006