أقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي العربي في اجتماعه الاستثنائي الذي عقده في بيروت أمس، مجموعة اجراءات وتوصيات لدعم اقتصاد لبنان وإعادة إعمار ما تهدم بسبب الحرب الاسرائيلية عليه. في الوقت ذاته رد الجيش اللبناني على ادعاءات وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس ان الطيران الاسرائيلي"سيواصل تحليقه في الأجواء اللبنانية ما دام تهريب السلاح قائماً من سورية في اتجاه لبنان"، وأكد ان"الحدود البرية والبحرية ممسوكة في شكل دقيق وفعال ولم يحصل أي عمل يستدل منه دخول اسلحة الى لبنان". واعتبرت قيادة الجيش اللبناني أن تصريحات بيرتس"تدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية بهدف زعزعة الاستقرار"، ورأت في كلامه"ذريعة مكشوفة لاستمرار العدوان على لبنان من خلال الخروق المتمادية وعدم الالتزام بالقرار الدولي الرقم 1701". وكانت وكالة"يو بي آي"أفادت ان اسرائيل رفضت اقتراحاً دولياً اميركياً وأوروبياً لوقف تحليق طيرانها في سماء لبنان بعد إرسال قوات الأممالمتحدة احتجاجات على استمرار الخرق الجوي للسيادة اللبنانية. كما نقلت صحيفة"معاريف"عن بيرتس قوله خلال اجتماع في الكنيست أول من أمس ان القوات الفرنسية في عداد"يونيفيل"في الجنوب، هددت بإسقاط الطائرات الاسرائيلية التي تحلق في سماء لبنان، بصواريخ أرض - جو. في غضون ذلك، استمر الوضع السياسي المضطرب في لبنان على رغم التهدئة في لهجة السجالات القائمة بين الأكثرية والمعارضة، في الواجهة، وأعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يقوم بدور توفيقي بين الافرقاء، خشيته من حصول فراغ حكومي اذا لم يحصل اتفاق على حكومة جديدة، في سياق حديثه عن قيام حكومة وحدة وطنية يطالب بها"حزب الله"وأركان المعارضة. وقال بري الذي ألقى امس كلمة لبنان في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف:"تجري محاولات تمزيق في العراق وأيضاً في لبنان لكن أزعم انه من خلال الحوار الذي بدأته اصبحت المحاولات درجة عاشرة ولم تعد قائمة". وأكد حرص"حزب الله"على وحدة لبنان. وأوضح ان الخلاف بين الاكثرية، والاقلية في لبنان يتعلق برئاسة الجمهورية"التي ستفتح معركتها كحد اقصى من الآن حتى 7 او 8 أشهر". راجع ص 8 وكانت تظاهرة الدعم العربي للاقتصاد اللبناني، بعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي المنبثق من الجامعة العربية، على مستوى الوزراء في بيروت، انتهت الى قرارات أبرزها دعوة الدول العربية الى المساهمة في إنجاح مؤتمر"باريس - 3"في العاصمة الفرنسية مطلع العام المقبل، واجراءات لدعم مجالات السياحة والنقل والعبور والتصدير في لبنان. وعقد المؤتمر برئاسة وزير المال البحريني الشيخ محمد آل خليفة الذي شدد على التضامن مع لبنان لمواجهة آثار العدوان الاسرائيلي عليه. ولفت الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمة له الى"ضرورة استمرار الدعم العربي للبنان لتأهيل الاقتصاد اللبناني"، مؤكداً ارتباط استقرار المنطقة بالوضع في لبنان. وعرض رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة للدمار الذي خلفه العدوان في شكل تفصيلي، وطالب بفتح الاسواق العربية أمام المنتجات اللبنانية، وقال"ان لبنان تحمل الكثير عن كل الأمة العربية". ومن القرارات التي انتهى اليها المجلس الاقتصادي الاجتماعي بعد ظهر أمس إعلان العام 2007 عام السياحة الى لبنان، ودعم حملة ترويجية لتشجيع المواطنين العرب على قضاء عطلاتهم في لبنان. ولفتت اشارة البيان الختامي الى وحدة اللبنانيين حكومة وشعباً في مواجهة العدوان الاسرائيلي و"ضرورة تماسك هذا الموقف في مرحلة اعادة البناء والتعمير". وإذ خصص المجلس الاقتصادي الاجتماعي العربي اجتماعه لدعم لبنان فقط، أقر مؤتمرات لمنظمات وهيئات عربية متخصصة في لبنان العام المقبل، فضلاً عن دعوة الدول العربية الى اتصالات بالدول المانحة لحضها على المشاركة في"باريس - 3". ومن البارز في القرارات المتعلقة باجتماع المنظمات العربية المتخصصة التي اجتمعت في اطار الدورة الاستثنائية، اتخاذ اتحاد إذاعات الدول العربية قراراً بدرس مساعدة تلفزيون"المنار"وإذاعة"النور"التابعين ل"حزب الله"على اعادة بناء مقريهما اللذين دمرا بالكامل جراء الحرب الاسرائيلية على لبنان والسعي الى شطب ديون التلفزيونات والإذاعات اللبنانية لدى الاتحاد 760 ألف دولار. كما طلب مجلس وزراء الداخلية العرب من وزارة الداخلية اللبنانية موافاته بالاحتياجات العاجلة للوزارة لتقديم المساعدة المطلوبة. "حزب الله"والحكومة ومن جهته واصل"حزب الله"هجومه على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة فانتقد رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين طرح قوات"يونيفيل"قواعد للاشتباك في البر والبحر والجو، معتبراً انها خارج اطار القرار 1701. ومؤكداً انها"مخالفة للسيادة". وقال:"ليس في إمكان رئيس الحكومة ولا أي حكومة ان تتخلى عن جزء من السيادة، ونحن نعتبر ان الحكومة التي تتخذ قراراً يخالف مبدأ السيادة ساقطة في حكم الدستور قبل ان يسقطها الشعب الذي سيقول كلمته حتماً". وطالب بحكومة وحدة وطنية. الحريري و"روح 14 آذار" ورأى رئيس كتلة"المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري ان هناك"محاولات لم تتوقف تستهدف ضرب"روح 14 آذار"وإعادة عقارب الساعة الى وراء، وتعطيل كل جهد لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين"، لافتاً الى ان"الرسائل السياسية والأمنية الموجهة الى لبنان باتت غاياتها معروفة، ومهمة التصدي لها وتعطيلها مسؤولية وطنية عامة بامتياز". ورأى في حفلة إفطار امس ان جهود الحكومة اللبنانية لا يجوز ان تضيع في متاهات التجاذب السياسي.