فدوى المالكي صوت واعد. جاءت من المغرب لتحط رحالها في مصر وتنطلق نحو عالم الشهرة والأضواء. كانت بدايتها مع الغناء عام 1998، عبر برنامج اكتشاف الأصوات الجديدة في المغرب، الذي حصلت من خلاله على جائزة"أحسن صوت". ثم شاركت في مهرجانات محلية وعربية، وقدمت ألبومين غنائيين ناجحين مع شركة"الأوتار الذهبية"، بالتعاون مع نخبة من الملحنين والشعراء العرب."الحياة"التقت المالكي، وحاورتها. أين أنت في زحمة الأصوات المسيطرة على الساحة الغنائية اليوم؟ - أنا أؤمن بأن التميز يفرض نفسه دائماً، وان العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة. ومهما كانت الأصوات الجيدة والرديئة كثيرة على الساحة الفنية الآن، فإن الحكم الأخير للجمهور، والبقاء للأفضل دائماً. غنيت باللهجتين المصرية والخليجية، في أيهما وجدت نفسك؟ - اللهجة الخليجية زاخرة بالصور الشعرية غير المستهلكة، فضلاً عن المقامات الجميلة التي تطرب الأذن. أما اللهجة المصرية، فأتعامل معها بحبّ، لأنها تنتمي إلى مصر، هوليوود الشرق. وأحمد الله أن غنائي باللونين الخليجي والمصري لاقى صدى طيباً لدى المستمع العربي عموماً. هل تطمحين الى التعامل مع ملحنين مصريين؟ - أتمنى العمل مع الملحنين وليد سعد ومحمد رحيم، واتطلع إلى تجربة الغناء مع ممدوح الجبالي. لو طلب منك تقديم"دويتو"غنائي، فمن المطرب الذي ترشحينه معك؟ - عمرو دياب أو محمد عبده. وماذا لو عرض عليك التمثيل في فيلم أو مسلسل؟ - لمَ لا، شرط أن يخدم الدور الذي أقدمه في العمل، وأن يتناسب مع شخصيتي مطربة. هل ترين أن الموهبة كافية للتألق في عالم الغناء، أم أنه لا بدّ من دراسة أكاديمية؟ - درستُ المقامات في المغرب على يد عازف العود المغربي الشهير سعيد الشريبي الذي اختير من بين أفضل خمس عازفين في العالم، واستفدت منه الكثير. لا أنكر أهمية الدراسة في تكوين المطرب، ولكن تمتعه بالموهبة اللازمة أمر لا مفرّ منه. وكيف تقوّمين الساحة الغنائية المغربية اليوم؟ - مع الأسف، تفتقد الساحة الغنائية في المغرب الى شركات إنتاج ضخمة تدعم الأصوات الجديدة. لذا، ثمة مواهب وخامات جيدة عدة في المغرب تحتاج إلى شركات إنتاج تتبناها وتساندها. لكن ذلك مفقود، ما يجعل مطربين مغاربة كثراً يرحلون من بلادهم إلى جهات أخرى كلبنان ومصر. والساحة المصرية؟ - على رغم كل ما يتردد، تبقى الساحة الغنائية في مصر من أكثر الساحات العربية ثراءً، كون مصر رائدة فنياً، وتزخر بالإمكانات البشرية والفنية اللازمة لصناعة النجم، من ملحنين ومؤلفين وموزعين ودعاية وإعلام قوي. فن هابط ما رأيك في توسّل بعض الفنانات الإغراء وسيلة لفرض أنفسهن فنياً؟ - لا أوافق على هذا الامر. لا أجد أن اعتماد هذه الوسيلة تحقق أي تميّز لدى الفنان، بل على العكس. صحيح أننا في مجتمع منفتح، لكن الأشياء الزائدة والمبالغ فيها ليست مستحبة لدى كل الناس، وإن وجدت قبولاً لدى البعض في البدايات، إلا أنّ عمرها قصير، إنها أشبه ب"فقاقيع الصابون"، بدليل الانتقادات الكثيرة، سواء في الصحف أو الشارع. ولكن ألا تعتقدين بأن الجمهور يستجيب لموجة الفن التجاري الهابط؟ - بعضهم فقط، وليس الجميع. فالفن الجيد عمره طويل، فيما يبقى الفن الرديء بعض الوقت وسرعان ما يتبخر. ما جديدك في الفترة المقبلة؟ - طرح لي أخيراً ألبوم جديد، بعنوان"دعوة زفاف"من إنتاج شركة"الأوتار الذهبية"، شارك فيه ملحنون مصريون وعرب كثر، منهم فيصل الراشد وممدوح الجبالي وخالد البكري، والشعراء أحمد عبد الله وعلي العسيري وسعد المسلم. وهذا الألبوم هو الثاني لي في مصر. كما انتهيت أخيراً من تصوير أغنية جديدة، بالتعاون مع تلفزيون قطر، من كلمات الشاعرة القطرية بنت العطا وتلحين الملحن القطري مطر علي. كما شاركتُ في إحياء حفلة في شرم الشيخ، عاد ريعه الى أطفال لبنان، وحققتُ فيه نجاحاً طيباً.