كشفت مصادر في بورصة دبي للمعادن والسلع، ان البورصة ستطلق عقوداً آجلة للفولاذ مسعرة بالدولار الاميركي مطلع العام المقبل، بهدف ادارة أخطار هذا القطاع الذي تتقلب اسعاره بين عشية وضحاها، بسبب الطلب المتزايد على مواد البناء حول العالم. وتعتبر هذه الخطوة الاولى في العالم، اذ تتسابق البورصات العالمية في الوقت الحالي لاطلاق اول عقد آجل في هذا القطاع الذي يقدر حجمه حول العالم بأكثر من 500 بليون دولار، لكنه يفتقد آلية لتحديد اسعاره والاتجار به في اطار عقود آجلة تحمي المستثمرين من تقلبات الاسواق. وكشف الرئيس التنفيذي لبورصة المعادن ديفيد ريدليج لپ"الحياة"ان العقد سيكون مسعراً بالدولار الاميركي، وحجمه 10 أطنان مترية، قابلة للتسليم، مشيراً الى ان تسليمه سيتم من مخازن في الامارات. واكد ان بورصة دبي للمعادن والسلع انتهت من صياغة العقد، وان تفاصيله مبنية على متطلبات المنطقة، وليس متطلبات الاسواق العالمية، على اعتبار ان المستثمرين العرب عموماً والخليجيين خصوصاً هم الذين سيستفيدون من هذا العقد لتشابه متطلباتهم. يشار الى ان لندن تستعد حالياً لإطلاق مؤشر لتعاملات الفولاذ، ولكن ريدلج قال ان عقد دبي لن يحتاج مؤشر سوق لندن، لأن أسعاره وحجمه ستعتمد على متطلبات المنطقة. وتضم بورصة دبي للمعادن والسلع مجموعة من العقود من بينها عقود آجلة للذهب والألماس والعملات، وتنوي اطلاق بورصة للعقود الآجلة للمشتقات النفطية نهاية الشهر الجاري. واوضح رئيسها احمد بن سليم في تصريح لپ"الحياة"ان الهدف من اطلاق العقود الآجلة للفولاذ هو الطلب عليها في المنطقة لحماية المستثمرين من أخطار تقلبات اسعار هذا المعدن. واشار الى ان العقد الآجل للفولاذ"سيتماشى مع متطلبات المنطقة سواء من جهة الحجم او السعر، ولن يكون صورة طبق الاصل من عقد لندن او اي عقد تطلقه البورصات العالمية". ومن الايجابيات الاخرى لاطلاق عقود آجلة للفولاذ، تشجيع صناديق التحوط على ادراجها في محافظهم الاستثمارية، على اعتبار ان الصناديق المذكورة تعتمد بالأساس على السلع التي تشهد تقلبات كبيرة في اسعارها، لكنها تتردد بادراجها في محافظها لغياب آلية تنظم الاتجار به حول العالم. ويرى خبراء السوق ان صناعة الفولاذ تعتبر من الصناعات الاساسية والضرورية اللازمة في دعم النمو العمراني الذي تشهده منطقة الخليج نتيجة ارتفاع عائدات النفط، إضافة إلى تخصيص عدد كبير من المشاريع الحكومية ومشاريع القطاع العام. كما ستتطلب مشاريع البنية التحتية والبناء الجديدة كميات هائلة من الفولاذ، يجب معالجتها. يشار الى ان منطقة الخليج شهدت خلال السنوات القليلة الماضية اطلاق عدد من المشاريع لتلبية الطلب المتزايد على الحديد والصلب، من بينها مشروع شركة"حديد"في المملكة العربية السعودية، ومشروع"كاسكو"في قطر، ومشروع مصنع حديد شديد في عُمان، ومشروع مصنع حديد شركة الراجحي في المملكة العربية السعودية، ومشروع مصنع حديد شركة الطويرفي في المملكة العربية السعودية. إضافة إلى قيام الشركة القابضة العامة في الإمارات العربية المتحدة ببناء مصنع للحديد والصلب.