يعمل إبراهيم القحطاني، وهو أب لثلاثة أولاد تحت سن الخامسة عشرة، جاهداً على جعل أبنائه يحبون القراءة، كما يقول، إلا أنهم كثيراً ما يرفضون ذلك. ويشير إلى أنه في حال الرفض يجذب انتباههم من طريق الترغيب"غير الملزم، كتوفير كتب تحمل عناصر تشويق وإثارة، وتركها في متناولهم، ومن دون أدنى تأثير مني أو من زوجتي". ويقول إن محتوى الكتب"يتنوع بين المسابقات والطرائف والقصص المسلية القصيرة، ومعلومات مختلفة". ولا تجد نورة الصالح 12 سنة، وهي تدرس في المرحلة الإعدادية، فرصة سانحة من والديها لحضها على القراءة، هما المنشغلان أبداً بأمور الحياة. وتقول الصالح:"على رغم عدم اهتمام والديّ بهذه المسألة، أحب كثيراً قراءة القصص القصيرة، المزينة بالصور الملونة". وتشتكي فوزية محمد، وهي أم رشا وعمار، من التلفزيون والكومبيوتر، وتقول:"هاتان الشاشتان لهما مفعول السحر في نفور أولادي من القراءة، ويلعب الكومبيوتر دوراً أكبر من التلفزيون في إطفاء الرغبة في القراءة داخل الطفل، ما يحرمني من توفير الفرصة لإكساب أبنائي حب القراءة". أما الجامعية ريا بنجر، فتعتبر نفسها مدمنة على القراءة. فحتى في الجامعة بين المحاضرات تحاول أن تستغل الوقت لتقرأ في رواية أو كتاب شعر. وتعتقد أن"القراءة سبيلنا الأول إلى الثقافة والوعي". وتشير إلى أن الانترنت أداتها الافتراضية للقراءة حالياً، وتتابع:"الإنترنت ملاذ أتابع عبره المجالات التي لم أفكر في التطرق إليها". ويقول المرشد الطلابي أحمد التركي:"حين لا يجد الطالب أو التلميذ أمامه سوى الكتب المدرسية، والمطالبة الحثيثة بالمذاكرة والتفوق الدراسي - وهذا يحصل كثيراً في مجتمعنا - لا يمكن أن نبني فرداً محباً للقراءة، فكم بالأحرى جيل محب للاطّلاع". ويشير التركي إلى أن للبيت والمدرسة دوراً كبيراً في تقريب القراءة من نفوس الطلاب وتعويدهم على تمضية الوقت والجلوس من أجل القراءة، وحب التعلم وارتياد المكتبات. فالتلميذ، كما الطالب، يحتاج إلى قدوة وشخصية متفاعلة تحمله على حب الكتب والمكتبات، سواء في المنزل أو في المدرسة. ويلفت التركي إلى عدم وجود رعاية"مؤسساتية"تستهدف القراءة والتثقيف في شكل مكثف ومقبول لدى الطلاب في المراحل الابتدائية والمتوسطة في السعودية. وهو يقترح إنشاء"رعاية عامة للقراءة".